من وسط ميدان التحرير ظهرت عدة قوي وتحركات شبابية ومبادرات لاحزاب, ومن الأحزاب التي أعلنت عن نفسها حزب ثوار التحرير. وتبني تأسيسه عدد من الصحفيين والإعلاميين, وكان علي رأسهم الصحفي إبراهيم الدروي الذي أعلن عن تأسيسه الحزب, غير انه ترك أمر الحزب للزميل الصحفي محمد أبوزيد الذي لم يتجاوز عمره35 عاما ليتقدم الصفوف في أمر تأسيس الحزب, لذلك التقيناه ليحدد لنا الخطوط العامة للحزب والذي قصرت المناصب القيادية داخله علي الأعضاء دون الخمسين من العمر: * ما الرؤية العامة لحزب شباب التحرير بالنسبة للشأن الخارجي؟ ** لدينا عدة أفكار عامة علي مستوي الملف الخارجي ففيما يخص علاقة مصر بإسرائيل نري ضرورة اجراء تعديلات رئيسية في اتفاقية كامب ديفيد, خاصة وضع القوات المسلحة في سيناء وإعادة السيطرة الكاملة علي اراضيها. أما فيما يخص الوضع في غزة, فلابد من مراعاة فكرة الجوار مع غزة والعمل علي رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني. وفيما يخص علاقتنا مع أمريكا نؤمن بأن أمريكا الدولة الأولي في العالم ولكن لا يعني ذلك أن تسير العلاقة معها بمنطق السيد والخادم, بل لابد من إقامة علاقة متكافئة تحكمها المصالح المشتركة, وحتي المعونة الأمريكية فلا يمكن أن يسمح باموال المعونة لاذلال القرار المصري, ويمكننا أن نبحث عن عدة موارد لتغطية هذه الأموال. ولا يعني ذلك أننا نسعي لتصادم مع أمريكا بل يجب أن يسود العلاقة الاحترام, حتي تعود لمصر مكانتها الاقليمية في العالم العربي, ونشير في ذلك إلي أن تراجع الدور المصري أعطي فرصة لتمدد النفوذ الإيراني في الخليج العربي. وإذا عاد الدور الطبيعي لمصر في المنطقة سوف يحدث توازنا بالتأكيد مع إيران, بل اننا نري إمكانية تحقيق تحالف استراتيجي بين مصر وإيران وتركيا, وأن هذه القوي الثلاث يمكن أن تحقق توازنا في المنطقة. * ما رؤيتكم بالنسبة للشأن الداخلي خاصة أن مايهم المصريين الآن أوضاعهم الداخلية خاصة الاقتصادية؟ ** نؤيد في برنامجنا فكر الاقتصاد الحر ولكن مع مراعاة العدالة الاجتماعية, مع الأخذ بمبدأ اعطاء الفرصة لرأس المال المحترم والنظيف أن يعمل دون أي قيود, أما علي مستوي محدودي الدخل فنسعي إلي العمل علي تحقيق التوازن بين الأجور في الجهاز الإداري للدولة, وليس الأمر فقط فالعمل علي وضع حد أدني للأجور بل نسعي إلي وضع حد اقصي لها للقضاء علي الفساد الموجود في أجهزة الدولة التي كانت تمنح فيها ملايين الجنيهات لرؤساء القطاعات ومجالس الإدارات تحت بنود الحوافز والعمولات وغيرها لتصل بمرتبات كبار الموظفين إلي مئات الآلاف, بينما يتقاضي بقية العاملين فتاتا من الجنيهات, كما نجد ضرورة أن يتولي القطاع الخاص ملف التنمية, ولكننا نرفض الرأسمالية المتوحشة, ونريد أن نري البلاد خلال الفترة المقبلة تتبوأ مكانة اقتصادية مثل النمور الآسيوية وذلك عبر العمل علي زيادة الانتاج والاستغلال الأمثل لموارد الدولة فمصر لديها موارد لا تحصي سواء في المعادن أو الثروات البترولية, بالإضافة إلي دخل قناة السويس. وأراض زراعية ومياه وصحاري ممتدة وسواحل علي بحرين. * ما مقترحاتكم لشكل النظام السياسي في الدولة هل يفضلون علي النظام الحالي أم العمل نحو نظام برلماني رئاسي؟ ** بالقطع منصب رئيس الجمهورية لابد أن تكون له صلاحيات حتي يتمكن من العمل علي مبدأ الفصل بين السلطات في حالة وجود نزاع بينهم, أما النظام البرلماني فإننا نري أن الحزب الذي يفوز بالانتخابات يشكل الحكومة, ورئيس الوزراء يدير الشئون الداخلية للبلاد وينفذ برنامج حزبه ولكن مع التنسيق مع السلطات. * ما تطرحونه من أفكار تشارككم فيه غالبية الأحزاب الموجودة علي الساحة فما هو الجديد؟ ** الجديد لدينا يأتي عبر فكرة التأسيس, وهي الفكرة التي ولدت من خلال ثورة25 يناير, وداخل ميدان التحرير, وكان غالبية المؤسسين من الشباب وأعمارهم تتراوح ما بين22 و35 عاما, وكذلك فكرة أننا حزب شبابي ولد داخل الثورة ويعبر عن مطالبها خاصة أننا عند التأسيس وضعنا مبدأ مهما الا يتولي من تجاوز سنه50 عاما أي مناصب قيادية داخل الحزب ومن سينضم الينا فوق هذه السن سوف يكون ضمن لجنة الحكماء التي من بينها د. مني مكرم عبيد ود. عمرو الشوبكي, كما وضعنا شرطا أن كل المناصب داخل الحزب ستكون بالانتخاب. * وهل هناك مضمون للحزب بعد أحداث الثورة, وكم يبلغ عدد المنضمين لكم؟! ** أعضاء الحزب تجاوزوا الف شخص حتي الآن وهناك العديد يسعي للأنضمام في المحافظات سواء في الشرقية أو اسوان والاسكندرية ولم يقتصر الأمر فقط علي القاهرة. * هل تفكرون في خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة؟! ** نضع الانتخابات في اعتبارنا بالقطع ولكن ندرس الأمور الآن, وسوف نرشح من الشباب حتي ندعم المشاركة, ولكننا سنحرص في الوقت ذاته علي المطالبة بان نمنع أي مرشح سابق للحزب الوطني من الانتخابات البرلمانية من خوض الانتخابات وسوف نقيم دعوي قضائية تطالب بأن أي عضو سابق أو مرشح للحزب الوطني وحصل علي رمز الهلال أو الجمل في السابق يمنع من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. * هل لحزبكم اتجاهات إسلامية أو دينية؟ ** لا.. ولكننا نؤمن بحق الإسلاميين في تأسيس حزب سياسي ليخرجوا من العزلة المفروضة عليهم علي مدار سنوات طويلة.