يتصدر عصام الحضري حارس مرمي المنتخب الوطني ووادي دجلة, قائمة أساطير حراسة المرمي في مصر والوطن العربي لما حققه من إنجازات وألقاب يصعب علي أي حارس آخر أن يحققها, وفي أحيان كثيرة يتصدر الحضري المشهد بصفته مثيرا للجدل في قراراته المختلفة في مشواره مع كرة القدم. إلا أن تلك الإثارة جعلت من الحضري قائدا أسطوريا ساهم مع المنتخب الوطني في الفوز بثلاث بطولات متتالية من كأس الأمم الأفريقية, ويحلم قاهر الزمن بالوصول إلي كأس العالم في روسيا2018 قبل أن ينهي مشواره مع الساحرة المستديرة. الأهرام المسائي التقت الحضري وتحدث في كل الأمور وكشف العديد من الأسرار والكواليس لأول مرة في حوار خاص جدا: بداية.. كيف تري عودة البدري لتدريب الأهلي؟ والمقارنة بينكما؟ أنا أحترم أي قرار من مجلس إدارة النادي الأهلي سواء كان إيجابيا أو سلبيا, ومن وجهة نظرهم أن حسام البدري سيفيد الفريق كمدير فني, وأنا من خلال تعاملي معه سواء في الأهلي أو المريخ السوداني أعلم جيدا أنه قادر علي إعادة الأهلي إلي الطريق الصحيح, لكني في نفس الوقت أرفض المقارنة بين موقفي وموقفه, وبالنسبة لي لدي يقين أني سأعود إلي الأهلي في يوم ما.. لكن متي؟ الله وحده يعلم, وفي النهاية بالنسبة لي سأدعم الأهلي بغض النظر عن وجودي داخله من عدمه فأنا أرتبط بالكيان وبجماهير الأهلي. ألا تعتقد أن اللحظة قد حانت لتعرف هذه الجماهير كواليس رحيلك عن الأهلي إلي سيون السويسري؟ نعم هناك أسرار وكواليس كثيرة كنت أحتفظ بها, وسأتحدث عنها لأول مرة, وهناك العديد من الأمور المهمة للغاية, وأود في البداية التأكيد علي أن أحترم مانويل جوزيه كمدير فني وهو أفضل مدرب تولي تدريب الأهلي وإنجازاته تتحدث عنه, لكنه كان السبب الرئيسي في رحيلي عن الأهلي, جوزيه وضعني تحت ضغط كبير لمدة أربع سنوات وكانت مشاكلنا كثيرة خلافاتنا دائمة, بداية من سحب شارة القيادة وغيرها من الأمور, وأقول ان جوزيه لو طال أن يذبح رقبتي لفعل.. لكنني لم أمنحه الفرصة لذلك لأني كنت أجتهد دائما وأقدم مستوي متميزا في التدريبات والمباريات لكي أرد علي محاولاته في إبعادي.. والسبب الثاني كان مجلس الإدارة باستثناء الكابتن محمود الخطيب.. لأن حسن حمدي اتفق مع جوزيه علي إنهاء مشواري مع كرة القدم, والأمر الثالث هو عدلي القيعي الذي قابل رئيس النادي السويسري بشكل لا يليق علي الإطلاق برئيس ناد حضر إلي القاهرة للتفاوض علي ضمي, وكان يجلس معه تحت المدرجات وكان من المفترض أن رئيس نادي سيون قد حضر ليجلس مع رئيس الأهلي وليس مع عدلي القيعي.. وأنا مستعد أن أواجه أي شخص من هؤلاء بهذا الكلام. من كان يعلم بنيتك في رحيلك إلي سيون؟ حسام البدري كان يعلم برغبتي في الرحيل إلي سيون وهو الذي حدد الموعد مع القيعي ليجلس مع رئيس النادي السويسري, ومانويل جوزيه أيضا كان يعلم وحدث خلاف بيني وبينه قبلها ب24 ساعة, وكان يظن أن رحيلي مجرد مزحة, وعندما تأكد أن الأمر حقيقة بالفعل دخلنا في مشادة عنيفة, ووصلت الأمور إلي حد أنني لم أعد قادرا علي الاستمرار ليوم واحد في ظل هذه الأجواء.. وأقول لك انه عندما يعلم الثلاثي مانويل جوزيه والبدري والقيعي برغبتي في الرحيل فبالتأكيد مجلس الإدارة وصلته الأمور وكان علي علم ورغم ذلك قالوا اني هربت. وماذا حدث بعد عودتك للأهلي بعد48 ساعة من سفرك؟ عندما رجعت كان عندي استعداد للاستمرار, وقولت انني متقبل أي عقوبة واعترفت بخطئي, وحققوا معي بشكل مهين ورغم ذلك تحملت, وتم إيقافي ثلاثة أسابيع وخصم ربع مليون جنيه, وبعد الإيقاف كأنني غير موجود تماما وعوملت بشكل سيئ, إذن النية كانت مبيتة للتخلص مني, وهذه هي الحقيقة وأنا أحكي هذه المواقف لأنها شهادتي للتاريخ وعندي استعداد لمواجهة أي شخص من الأشخاص التي ذكرتها..وفي المرة الثانية أبلغتهم بموعد سفري ورقم الرحلة ولم يبادر أحد بالتواصل معي, لذلك قررت الرحيل. ماذا تقصد بكلمة المباديء لا تتجزأ؟ أقصد أن هناك أكثر من لاعب ترك الأهلي بشكل غير لائق وعاد في منصب القيادة, فمثلا عظيمة ترك الأهلي وهو في قطاع الناشئين ورغم ذلك تم تعيينه ضمن الجهاز الفني لمارتن يول, ومحمد يوسف المدير الفني الأسبق عندما كان لاعبا وجلس معه الراحل ثابت البطل لتجديد تعاقده قال له لا يا كابتن أنا مش هجدد أنا رايح للأخضر وبعد ذلك عاد للعمل ضمن الجهاز الفني, ومدرب كان ضمن جهاز مارتن يول أيضا شتم الأهلي أكثر من مرة قبل ذلك وأيضا تم تعيينه كمدرب بالفريق, ووقائع أخري كثيرة حدثت, لكن مع الحضري لا أعلم لماذا تتم معاملتي بهذا الشكل, وأنا مشكلتي هي حب النادي واحترام الكيان. ذكرت في كلامك أن الكابتن محمود الخطيب بعيد عن هذه الأمور.. ألم تفاتحه في عودتك؟ علاقتي بالكابتن محمود الخطيب جيدة تماما وأتحدث معه كثيرا لأطمئن عليه, وهو حضر عزاء والدي, وقمنا بتصوير إعلان معا قبل شهر رمضان الماضي, لكني لا أحب أن أضعه في موقف حرج ولم أفاتحه مطلقا في موضوع عودتي للأهلي. قيل وقتها ان الرئيس الأسبق مبارك تدخل في هذه الأزمة وحاول إعادتك.. فما حقيقة ذلك؟ نعم الرئيس مبارك تدخل وحاول تقريب وجهات النظر وحل الأزمة, لكنه تدخل بشكل ودي وليس بشكل رسمي وإلا كنت عدت للأهلي ولم يستطع أحد أن يرفض طلبه, وفي النهاية كما قلت لك انني متمسك بالأمل ولم أفقد ثقتي في نفسي للعودة للأهلي مجددا. في سابقة لم تحدث في الكرة المصرية, جددت تعاقدك مع نادي وادي دجلة لسن46 عاما, هل ستكون قادرا علي اللعب؟ جددت لهذا السن لأني أثق في الله أولا, ثانيا لدي إصرار وعزيمة وطموح كبير للاستمرار, ثالثا التدريب والمحافظة علي نفسي هما طريقي للبقاء, رابعا والأهم أن هدفي هو الوصول إلي كأس العالم وأسعي لتحقيق ذلك, وما فعله معي ماجد سامي رئيس النادي كان رسالة قوية للجميع بأني قادر علي الاستمرار وبأن النادي يثق في قدراتي. ما حقيقة وصية والدك لك باللعب في المونديال؟ والدي رحمه الله كان يحب كرة القدم, وكان بيننا مشاكل كثيرة في بداية مشواري مع كرة القدم, لكن سرعان ما تحولت هذه المشاكل إلي دعم ومساندة عندما تأكد من موهبتي وقدرتي علي تحقيق حلمي, وبالفعل كان يتمني أن يراني ألعب في كأس العالم وتوقع لي ذلك, وسأحاول جاهدا تنفيذ وصيته باللعب في المونديال. ننتقل للحديث عن المنتخب الوطني.. كيف تري فرص التأهل لمونديال روسيا2018 ؟ بالتأكيد المنافسة صعبة مع غانا والكونغو وأوغندا, وأي منتخب يسعي للوصول إلي كأس العالم عليه أن يحترم كل منافسيه, وفرص مصر كبيرة في ظل وجود جيل من اللاعبين قادر علي تحقيق الحلم إلي واقع وجهاز فني يعرف جيدا كيف يعمل في صمت, ومطلوب من الإعلام المصري والمدربين واللاعبين دعم منتخب مصر دون النظر إلي انتماءات الأندية, وأقول للاعبين عندما تحضر إلي معسكر المنتخب عليك أن تنسي نفسك تماما وتركز فقط علي اسم مصر. كيف تسير علاقتك مع أحمد الشناوي؟ علاقتي بالشناوي طيبة للغاية والمنافسة بيننا دائما لمصلحة المنتخب, ومن سيلعب فإن الآخر سيدعمه ويسانده, ولكن أود أن أقول شيئا لماذا التركيز دائما علي علاقتي بالشناوي ومركز حراسة المرمي في المنتخب؟ رغم أن كل مركز به أكثر من لاعب جاهز, فعلي سبيل المثال الظهير الأيمن لدينا المحمدي وأحمد فتحي وعمر جابر وفي خط الوسط هكذا والهجوم أيضا, وهو أمر إيجابي لأن الجميع يتنافسون لمصلحة المنتخب وفي النهاية الجهاز الفني هو صاحب الرؤية وقراره سيحترم أيا كان, والغيرة في كرة القدم أمر مطلوب للمنافسة. إذا وصلنا إلي كأس العالم هل ستعلن اعتزالك؟ بكل تأكيد.. بمجرد وصولي إلي كأس العالم سوف أعلن اعتزالي لأني في تلك اللحظة سأكون وصلت إلي أعلي شيء في كرة القدم وفعلت كل شيء لدرجة أنني سجلت هدفا, وشاركت في كل البطولات المحلية والقارية والعالمية وحصلت علي ألقاب كثيرة يصعب علي أي حارس مرمي آخر يحققها, ولو لم اعتزل هكون طماع حتي لو جالي ملايين الدنيا. ألا يستحق أبوتريكة أن يتولي منصبا داخل النادي الأهلي؟ من العيب ان أبوتريكة لا يكون موجودا في الأهلي, ومشكلتنا جميعا في البلد إن الناس لا تقدر الانسان الناجح بل بالعكس ندعم الفاشل ونسانده بكل الطرق, لكن رغم ذلك أعتقد أن أبوتريكة سيتولي منصبا داخل الأهلي في يوم من الأيام ولعله قريب. أين نجوم كرة القدم من المساهمة في تنشيط السياحة؟ قمنا بالفعل بعمل مبادرات وذهبنا إلي شرم الشيخ وعملنا دعاية لكن لا توجد استمرارية, ونحن كنجوم كرة علينا دور بالتأكيد لكن نحتاج لأي مسئول في الدولة يرشدنا ويستغل نجوميتنا حتي لو هنكنس ونمسح لو هنشيل الزبالة لأن البلد ليها علينا فضل كبير. حدثنا عن كواليس زيارتك للرئيس الأسبق حسني مبارك في المستشفي؟ الرئيس الأسبق مبارك تربطني به علاقة قوية وبنجليه جمال وعلاء وهي شهادة أعتز بها, مبارك أعطي للبلد30 سنة من عمره, وبالتأكيد كل إنسان له سلبيات وإيجابيات فالكمال لله وحده, وعندما زرت مبارك في المستشفي كان قويا جدا علي الرغم من حزنه علي حال البلد, وأنت تجلس أمامه تشعر بعظمة القائد رئيس الجمهورية رغم المرض,وأقول لك ان مبارك لا يمكن أن يشمت في البلد كما يحاول أن يصور البعض ذلك, يستحيل أن فردا حارب من أجل البلد ويشمت فيها, وأقول لك بكل تأكيد ان مصر لا يصلح لها إلا رئيس عسكري ينتمي للقوات المسلحة. ماذا تقول للجمهور؟ وما هي أهمية اللعب علي استاد القاهرة بالنسبة لكم؟ أقول للجمهور تكاتفوا من أجل مصر ومن أجل تحقيق حلم كأس العالم, وأقول للألتراس أنا أحب دخلاتكم وتشجيعكم وحماسكم لكن أكره أزماتكم ومشاكلكم وما تفعلونه من أمور خارجة, وأطالبكم بالهدوء من أجل مصلحة مصر, وبالنسبة للعب علي استاد القاهرة أقول إننا لازم نلعب في استاد القاهرة وبحضور100 ألف متفرج إذا كنا بالفعل نرغب في معادلة مكتملة لصعود المنتخب.
