شنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس الأحد هجوما كبيرا علي تنظيم داعش الإرهابي في محاولة لطرده من معقليه المتبقيين في سرت ضمن المرحلة الأخيرة من عملية استعادة المدينة المتوسطية. وتمكنت القوات الحكومية في بداية هجومها الذي يشارك فيه نحو ألف مقاتل من التوغل في الحيين الرقم1 شمالا والرقم3 شرقا معتمدة علي المدفعية الثقيلة, فيما رد الجهاديون بنيران القناصة والسيارات المفخخة ما أدي إلي مقتل25 وإصابة120 من المقاتلين الحكوميين. وقال رضا عيسي المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص لوكالة فرانس برس ان المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت, مشيرا إلي أن نحو ألف مقاتل من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم. وشاهد مصور فرانس برس مجموعة من الدبابات والمدافع الثقيلة تطلق قذائفها باتجاه مواقع داعش في الحي الرقم واحد, فيما غطي سماء المدينة دخان كثيف نتيجة الاشتباكات التي ألحقت أضرارا بالغة ببعض المنازل. وفيما بقيت جثتان تعودان إلي مقاتلين جهاديين علي الأرض في منطقة اشتباك, كان المقاتلون الحكوميون يخلون قتلاهم وجرحاهم من قلب المعارك التي تحولت حرب شوارع ضارية, قبل نقلهم عبر سيارات إسعاف الي مستشفي ميداني قريب, بحسب مصور فرانس برس. وعدد المستشفي الميداني علي صفحته علي موقع فيسبوك اسماء25 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في هجوم الأمس, لافتا أيضا الي معالجة نحو120 عنصرا أصيبوا في المعارك. وشاهد مراسل فرانس برس مجموعة من الدبابات تتقدم بين الأبنية السكنية باتجاه مداخل الحي الرقم1 قبل ان تتمركز في مواقع خصصت لها ويقوم مقاتلون بتجهيزها بالقذائف قرب مجموعة من السيارات الرباعية الدفع التي نصبت عليها أسلحة رشاشة. وعلي أسطح المنازل المطلة علي هذا الحي حيث طليت الجدران برايات تنظيم داعش الإرهابي, انتشر قناصة من القوات الحكومية يراقبون تحركات الجهاديين وقد جلس بعضهم خلف قطع من القماش الملون وحملوا مناظير. وقال المقاتل اسامة محمد مصباح لفرانس برس نحن الآن ننظف أسلحتنا ونجهزها لمرحلة الحسم بعون الله, مضيفا إن شاء الله ربي يمكننا منهم. الي جانبه, جلس المقاتل علي مخلوف علي الارض في مقر تابع للقوات الحكومية قرب الحي الرقم1 بين مجموعة اخري من المقاتلين الذين فككوا اسلحتهم الرشاشة ووضعوها في اوعية بلاستيكية زرقاء امامهم. وأوضح مخلوف وهو يحمل قطعا من سلاح رشاش بيده ويمسحها بقطعة قماش صغيرة انظف سلاحي وهو من نوع كلاشنيكوف. التحرير بات قريبا باذن الله والمعركة الأخيرة أيضا. ويخشي المقاتلون الحكوميون نيران قناصة داعش والسيارات المفخخة والالغام التي خبأها عناصره بين الاشجار وخلف ابواب المنازل والتي تسببت بمقتل العدد الأكبر من المقاتلين الذين سقط منهم اكثر من370 واصيب أكثر من ألفين بجروح منذ بدء عملية البنيان المرصوص. وقال المقاتل علي فرج بن سعيد أسلحة داعش هي المفخخات. هم يعتمدون علي الالغام والأحزمة الناسفة. نتوقع ان يرتدي أغلبية عناصر داعش أحزمة ناسفة ويقوموا بتفجير أنفسهم. والاحد, اعلن المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص علي صفحته علي فيسبوك ان داعش شن ست هجمات.. خمس منها بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون وواحدة عبر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا, من دون ان يوضح ما إذا تمكن المهاجمون من تفجير انفسهم. وقال المركز انتحار جماعي لعصابة داعش التي ارسلت أمس خمس سيارات مفخخة وانتحاريا ترجل بحزام ناسف, في محاولة يائسة لعرقلة قواتنا المتقدمة. ويلقي مقاتلو الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي مساندة من الطائرات الأمريكية التي شنت منذ الاول من اغسطس بطلب من هذه الحكومة عشرات الغارات مستهدفة مواقع للجهاديين في سرت. وقال المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص ان هجوم الأمس جاء بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي, في اشارة الي الضربات الجوية الأمريكية. ويأمل المقاتلون الحكوميون بان يكون هذا الهجوم الاخير في حملة استعادة سرت. وقال المقاتل مصطفي عياد لفرانس برس نحن مرابطون في جبهة سرت ولعلها تكون اللحظات الاخيرة لحسم المعركة ضد داعش. نسال الله تعالي ان يكتب لنا النصر. من ناحية أخري شاركت سفينة دنماركية في نقل ترسانة من الأسلحة الكيماوية من ميناء مصراته الليبي إلي ألمانيا حيث سيتم تدميرها, وذكرت قناة( سكاي نيوز) الإخبارية أمس الأحد أن هذه الخطوة تمت بالتنسيق مع الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وكان البرلمان الدنماركي وافق بالإجماع- في وقت سابق من الشهر الجاري- علي تخصيص سفينتين لنقل الأسلحة الكيماوية المتبقية في ليبيا, حيث أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا في يوليو الماضي يدعو المجتمع الدولي إلي المساعدة في تدمير باقي الأسلحة الكيماوية في ليبيا.