عاد عامل الرخام إلي منزله بعد انتهاء يومه في العمل داخل الورشة التي يستأجرها يجرجر قدميه من شدة التعب والإرهاق وارتمي علي سرير غرفته للحصول علي قسط من الراحة ليواصل عمله في اليوم التالي وكان ذائع الصيت بمحيط منطقته لمهارته وخفة يده في مجال عمله يتردد عليه الكثير من المواطنين لإنهاء مصالحهم. استطاع عامل الرخام خلال فترة وجيزة ادخار مبلغ لا بأس به لتحقيق حلم حياته في الزواج والارتباط بمن تشاركه طموحاته وآماله وتكون بمثابة السند والعون له في مواجهة مشقة الحياة وطال بحثه عن فتاة علي قدر من الجمال والأخلاق حتي تعرف من خلال أحد أقاربه علي إحدي الفتيات التي رأي تقارب صفاتها وطباعها معه بعد أن تردد أكثر من مرة علي منزل والدها حتي قرر الارتباط بها. وجد الأب في الشاب المكافح أنه الزوج المناسب الذي سيحافظ علي كريمته ويصونها, حيث اعتاد الشاب التردد علي منزل والدها للاتفاق علي كل تفاصيل الزواج بعد أن ارتاح والدها لكلامه وتمت الخطوبة اعتاد الشاب بعد أن أوقع خطيبته في حبه علي مقابلتها أكثر من مرة خارج منزل عائلتها يتبادلان عبارات الغزل والإعجاب ويرمي علي مسامعها الكلام المعسول حتي تعددت اللقاءات بينهما خارج نطاق الأسرة بصفة متكررة وفي إحدي المرات كان الشيطان فيها ثالثهما استطاع الشاب إقناعها بالتوجه إلي شقته بعيدا عن أعين المارة وعلي غير عادته قام الشاب باحتضانها بين ذراعيه يتحسس جسدها تسيطر عليه شهواته حتي وقع المحظور بعد أن سلمت له الفتاة نفسها. أفاق الشاب من فعلته بعد أن افقدها عذريتها, وجلس علي أحد المقاعد في حالة من الذهول والدهشة غير مصدق ما ارتكبه وقام بمحاولة تهدئة خطيبته التي كانت في حالة يرثي لها وبدأ يطمئنها بأنه لن يتركها وسيقوم في أقرب وقت بالزواج منها. مرت الأيام والشهور علي الشاب الذي بدأ يتهرب من مقابلتها, بدأت الشكوك تسيطر علي الفتاة بتخلي من وقعت في حبه وارتضت به وسلمت له نفسها وبعد أن تأكدت من تركه لها تواجه مصيرها المجهول, جمعت الفتاه قواها وأخبرت والدها بفعلتها. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة, لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ إلي المقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم البساتين من الأهالي بمشاجرة ومتوفي بأحد العقارات بمقابر اليهود. وبانتقال الرائد محمد سلام والنقيب محمد السيسي, معاونا مباحث القسم إلي مكان المشاجرة عثر علي جثة ك أ م21 سنة عامل رخام وبها إصابات عبارة عن( طعنات بالصدر والفخذ والظهر والرقبة) داخل شقة سكن إ م أ45 سنة سباك ومقيم محل الواقعة. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات بمعرفة العميد هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد حسام عبد العزيز مفتش مباحث فرقة الجنوب تبين سابقة خطبة المجني عليه للمدعوة د أ م19 سنة ربة منزل ومقيمة طرف والدها بمحل البلاغ وخلال فترة الخطوبة عاشرها ثم قام بفسخ الخطبة..وبتكثيف التحريات تبين أنه عند علم والدها بالواقعة طلب من المجني عليه الحضور لمقابلته بمسكنه وأثناء تواجده بصحبته طلب منه الزواج من كريمته إلا أن المجني عليه رفض فحدثت مشادة كلامية فيما بينهما تطورت إلي مشاجرة قام علي أثرها المتهم بإحضار سكين من المطبخ وتعدي علي المجني عليه محدثا ما به من إصابات والتي أودت بحياته. وبعد تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها المتهم وبالقرب من محل سكنه بمعرفة المقدم وائل غانم رئيس المباحث تمكن الرائد محمد سلام معاون مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبط المتهم وبحوزته السلاح المستخدم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة