عماد النحاس هو واحد من أفضل خمسة مدربين في الدوري الممتاز لكرة القدم في الموسم المنقضي نجوا من التغيير الذي طال13 جهازا فنيا في أندية مختلفة علي مدار هذا الموسم, فقد كانت تجربته مع أسوان ناجحة بكل المقاييس علي الرغم من ضعف الإمكانات والموارد المالية التي هي أدوات النجاح لأي مدرب. في الموسم قبل الماضي قاد النحاس أسوان إلي الدوري الممتاز بعد غياب طويل استمر لمدة11 موسما, محققا بذلك إنجازا في أول مهمة فنية يتولاها بعد اعتزال, ورغم أن البعض حاول أن يقلل من إمكاناته كمدرب, مطالبين وقتها بمدير فني كبير للفريق, إلا أن إدارة النادي راهنت عليه, فكسبت هي الرهان وكتب هو تاريخا ومجدا شخصيا له بالبقاء بفريقه لموسم جديد وسط الكبار. في هذا الحوار الذي استمر نحو ساعتين علي ضفاف النيل في ساحرة الجنوب, تحدث العمدة بقلب مفتوح كاشفا عن كواليس استمراره مديرا فنيا..تحدث أيضا عن تجربته وعن أهم العقبات التي صادفته طوال الموسم بكل صراحة...فماذا قال؟ بداية..لماذا ترددت في قبول عرض أسوان بتجديد الثقة فيك كمدير فني للموسم القادم؟ - في الحقيقة لم يكن ترددا ولكن بعد وصولنا للنقطة28 وتحديدا عندما فزنا علي بتروجت في أسوان شعرنا جميعا بالأمان, خاصة أن الفارق مع اتحاد الشرطة كان قد وصل إلي12 نقطة, وقتها فكرت في أن يكون هو الموسم الأخير لي مع النادي لظروفي الأسرية التي لا يعلمها أحد, فأسرتي المكونة من الزوجة و5 أبناء تحملت كثيرا بسبب غربتي عنها وأولادي في سن خطرة تحتاج لوجودي معهم, وربنا يعلم لم تكن هناك أي عروض رسمية معروضة كما ردد البعض, فكل ماكان يقال هو مجرد كلام لوكلاء فقط. هل مجلس إدارة النادي كان علي علم بذلك؟ - نعم فأنا صريح جدا وهذه هي طبيعتي منذ أن كنت لاعبا في الإسماعيلي, فعندما كان هناك عرض من الأهلي وقتها احترمت عقدي مع الدراويش وأكملته لستة مواسم بدون مواربة ولا نفاق وهذه الصراحة مستمرة معي وستستمر. ماذا عن المعاناة التي قابلتك هذا الموسم؟ - كثيرا فبعد الصعود مباشرة تحملت المسئولية وهناك من طالب بمدير فني كبير للفريق, ولكن وبتوفيق الله نجحنا جميعا في أن نبقي بالدوري الممتاز بفريق تعرض للهجوم كثيرا قبل بداية الموسم, فكان أسوان واحدا من5 أندية لم تقم بتغيير أجهزتها الفنية التي من بينها وللأسف الأهلي والزمالك. نعود للتجديد..أمهلت.. ثم وافقت.. ثم ترددت..وأخيرا عدت لتوافق إيه الحكاية؟ - تقصد جلسة30 مايو... في هذا اليوم تحديدا جلست مع الدكتور حسن عبد القادر رئيس النادي ومصطفي أمين المشرف علي الفريق لنضع النقاط علي الحروف, شارحا المعاناة التي صادفتنا كجهاز, وقلت لازم كل واحد يشتغل في ملف منفرد سواء التعاقدات والمعسكرات ومشاكل اللاعبين, لأننا في مرحلة بناء من جديد, والنادي كان يربط ما بين بقائي واستمرار اللاعبين أو رحيلهم, ولكن هم رحلوا وأنا بقيت وهذه هي سنة الحياة, وقتها بصراحة كان المجلس يتعامل مع هذه الأمور بأن الموسم لم ينته بعد, وهذا في رأيي خطأ وكان مزعلني لأننا من المفروض أن نبدأ مبكرا..وفي أول تمرين قبل مباراة الإنتاج لم ألمس أي تغيير لدرجة أني ألغيت التدريب قبل أن يقطع مسئولو الإستاد عنا الإضاءة ونحن في أسوان وفي شهر رمضان وفي جو حار جدا اتخذت قراري بالاعتذار رسميا وخرجت في المؤتمر الصحفي عقب المباراة وقلت هذا الكلام. وما الجديد بعد ذلك الذي غير اتجاهك للتجديد؟ - الجديد أني وجدت تغيرا ملموسا وأن عجلة العمل دارت في النادي, خاصة بعد اجتماعي مع7 أعضاء من المجلس وتحديدا في اليوم التالي لمباراة الزمالك والشرطة التي أبقتنا بشكل رسمي, وفي هذا الاجتماع قدمت تقريرا كاملا عن الموسم واحتياجات الفريق سواء بقيت أم رحلت واخترت البقاء حبا في النادي وجماهيره, فأسوان هو بيتي الأول الذي صنع اسمي وإدارته محترمة جدا. تجربتك مع الفريق كانت بها جرأة شديدة في اختيار اللاعبين فماذا عنها؟ - أولا لكي تنجح لابد وأن تستفيد من تجارب الآخرين وقد استفدت من تجربة الأسيوطي ودمنهور والنصر, كيف صعدوا ولماذا هبطوا نعم كانت هناك مشاكل في البداية, مثل الإقامة والملعب واختيار اللاعبين والتأخير في التفكير كمنظومة واحدة, ولكن في النهاية نجحنا. وهل كانت الإمكانات كافية للنجاح؟ - أي إمكانات!..تقريبا عملنا ببلاش بالقياس لأندية كثيرة..الإمكانات المادية تكاد تكون معدومة رغم الجهد الذي تبذله إدارة النادي لتوفيرها, نحن بدأنا في ظل ظروف معروفة للجميع ورغم هذا تفهم اللاعبون موقف النادي. وكيف يتفهم اللاعبون الموقف وهم لا يتحدثون إلا بلغة الفلوس؟ - في الحقيقة كانت هناك معاناة لأن أسوان بعيد عن الأضواء11 موسما, فقمنا ببيع فكرة تقوم علي إقناع اللاعبين باللعب في فريق بدلا من الحرمان من اللعب في أنديتهم ونجحت الفكرة, وأتوقع بعد البقاء أن اللاعب هو الذي سيعرض نفسه علي أسوان, خاصة وأن النادي ورغم ضعف إمكاناته فهو الوحيد الذي حرص علي صرف نسبة75% من عقود اللاعبين كاملة وهو التزام يحسب للإدارة ويشجع أي لاعب علي التعاقد مع النادي مستقبلا. بصراحة..التجربة مع الفريق الأسواني والتعاقد مع لاعبين كبار السن كانت جريئة فهل ستنوي تكرراها في الموسم الجديد؟ - الموسم والحمد لله انتهي علي خير وبتوفيق من الله ستتكرر التجربة الناجحة وهناك لاعبون رحلوا وسيدفعون الشروط الجزائية التي ستصل لأكثر من مليون جنيه ستكون عبارة عن سيولة بين يدي النادي..المشكلة في أسوان كانت تقوم علي الهجوم علي أن اللاعبين كانوا كبارا في السن ومع هذا فقد تعاقدوا مع فرق في الدوري الممتاز وهم كبار وهذا نجاح لأسوان في حد ذاته, لنحو15 لاعبا. نعود إلي هذا الموسم..بشكل عام ما هو تقييمك للفريق؟ - الدور الأول كان عاملا مهما في البقاء بعد أن نجحنا في الحصول علي19 نقطة ودائما ما يكون الدور الأول هو مرحلة تجميع النقاط علي عكس الدور الثاني الذي تشتد فيه المنافسة ويرتفع فيه المستوي حيث لا مجال لإهدار نقطة. ولكن ألا تري أن منحني أداء الفريق في الدور الثاني كان هابطا؟ - الإجابة لأننا لعبنا معظم مبارياته خارح أسوان وأضف لذلك عدم استقرار اللاعبين المكملين لنهاية الموسم لأنهم متعاقدون لمدة موسمين وبشروط جزائية, وهو ما سنحاول تداركه هذا الموسم لمزيد من الاستقرار. وماذا عن أهم العقبات التي صادفتك عند بداية الموسم؟ - العقبة الأولي, كانت عند التعاقد مع اللاعبين, فغياب أسوان عن الممتاز كان له تأثير سلبي في الإقناع ولكن كما قلت تبنينا عرض فكرة اللعب لا الحرمان علي اللاعبين المجمدين في أنديتهم.. وسنحاول هذا الموسم أن يكون هناك قوام أساسي للفريق لأكثر من11 لاعبا وموضوع عقود الموسم الواحد ستنتهي ولو اضطررنا لذلك ستكون متضمنة شروطا جزائية كبيرة..وأطمئن جماهير أسوان بأننا نقف علي أرض صلبة. في تقييم النحاس.. كيف تري مسابقة الدوري هذا الموسم؟ - الدوري عاد بشكل عام قوي ولكن لو قيمناه جيدا سنجد أن المنافسة علي الدرع كانت بين الأهلي والزمالك حتي آخر أسبوعين وهناك5 فرق فقط تتصارع علي مقعدي الكونفيدرالية الإفريقية وباقي الفرق ال11 تتساوي جميعا.. هناك فرق بدأت بشكل مهتز وعادت وأخري علي العكس والظاهرة السلبية الواضحة في هذا الدوري كانت هي كثرة تغير المدربين. ومن هم أفضل المدربين هذا الموسم عند النحاس؟ - في رأيي هم الذين تحملوا المسئولية مع أنديتهم الكباتن علاء عبد العال وشوقي غريب وإيهاب جلال وحسام حسن. ومن هم المدربون الذين استفاد منهم عماد النحاس وتأثر بهم؟ - شخصيا تأثرت بمدارس مختلفة بدأت مع محمد عامر في أسوان ثم محسن صالح ومستر بوكير في الإسماعيلي وبالتأكيد الأسطورة مانويل جوزيه في الأهلي والبرتغالي الرائع فيريرا في الزمالك, واستفادتي كانت في تنوع طرق اللعب المختلفة طبقا لطبيعة كل مباراة وإن كنت شخصيا أفضل دائما3/3/4, لأنها متوازنة بين الدفاع والهجوم. وتخطيطك للموسم القادم ماذا عنه؟ - سنبدأ فترة الإعداد بمشيئة الله في20 يوليو بمعسكر بالقاهرة لمدة شهر علي أن نعود إلي أسوان قبل بداية الموسم الجديد بأسبوع حتي يتأقلم اللاعبون الجدد علي جو أسوان.