جاء العنوان الرئيسى فى الجرائد القومية وصحيفة الأهرام المسائى الصادرة الثلاثاء 21 - 6 وفى صفحتها الأولى من أن رئيس قسم المطبعة السرية و3 موظفين قد نقل امتحان العربى والدين على فلاشة. لقد بحت الأصوات التى تطالب وزير التعليم بأن يحق الحق ويبطل الباطل ويحقق العدالة المفقودة لأبنائنا طلاب الثانوية العامة ولكن هيهات فهو يتجاهل الأصوات والعقول التى تطالبه ويقع هو ورجاله فى كثير من المتناقضات ويصر إصرارا مريبا على المكابرة والعناد فمن أول يوم علم للكافة أن امتحان اللغة العربية قد تم تسريبه هو ونموذج إجابته الرسمى فانتفض سعادته ليعطى لنفسه البطولة وألغى امتحان الدين الذى تسرب والطلاب فى لجانهم لكنه أراد أن يزعم أنه الهمام الذى لا يتردد فى قراراته ثم عندما ارتفعت الأصوات: (وماذا عن اللغة العربية التى تسربت فى جوف الليل) فى البداية أنكر أنه تم تسريب وعندما واجهوه بنموذج الإجابة قال لقد تسرب فى التاسعة والنصف يعنى بعد بدء اللجنة وهل نموذج الإجابة يوزع فى اللجان؟ ام أنه تسرب من الوزارة التى هو على رأسها ومعنى ذلك أنه تسرب من فترة طويلة لا تتوقف على بدء اللجنة كما يزعم ثم يقول سيادته أنه سيقارن إجابة الطلاب بنموذج الإجابة ليتأكد هل تم التسريب أم لا؟ وطبعا ليست هذه الوسيلة المثلى للوصول إلى الحقيقة فمن المفترض أن هناك من وصل للنموذج ولكنه لم يحفظه كاملا فغير وعدل فى إجابته عن عمد أو غير قصد ولكن يشاء الله أن يظهر الحق واضحا جليا فتأتى الأخبار من لجان التصحيح بأن هناك إجابات تطابقت بنموذج الإجابة حتى فى توزيع الدرجات وأرقام الصفحات فكان رد فعله أن هدد أى مدرس يتحدث أو ينشر شيئا عن سير التصحيح. فإذا بجريدة قومية تنشر له صورا لأوراق نقلت بالنص من نموذج الإجابة. هل بعد كل هذا من شك أن الامتحان قد تسرب وأن نموذج الإجابة كان فى أيدى بعض الطلاب؟ فماذا يكون العلاج المنطقى فى مثل هذه الحالة؟ طبعا الإجابة لدى العقلاء المنصفين كما حدث فى دولة الجزائر الشقيقة أن يعاد الامتحان حتى لو كان فيه مشقة على الطالب او الوزارة فالمهم هو تحقيق العدالة. ولكنه هربا من هذه الخطوة يعطى الأوامر أن ينتهى معلمو اللغة العربية من التصحيح بأى شكل كان حتى أنهم انتهوا من التصحيح يوم الأحد الماضى يعنى أقل من أسبوع تصوروا ياسادة أقل من أسبوع تنهى تصحيح هذه الأعداد المهولة من الأوراق لماذا؟ أنه يريد ان يضع المجتمع أمام الأمر الواقع لقد انتهى الأمر ولندفن القتيل كما يقولون ولا يتحدث أحد فى أمر منته وقد رصدت درجته. الآن وقد وصل العناد والمكابرة إلى منتهاه هل هناك مخرج من هذه الأزمة الخانقة؟ نعم الأمل كل الأمل فى القيادة السياسية وهى أن تصدر القرار العادل بإعادة الامتحان وليس فى هذا بدعا من الأمر فقد حدث تسريب فى عام 1962 وتدخل الرئيس جمال عبدالناصر وتحدث إلى الأمة واعتذر إلى الطلاب وأمر بإعادة الامتحان. لا أمل لنا إلا هذا الحل وإلا فقل على الدنيا السلام وليخرج جيل فيه الغشاشون الذين تفوقوا بنموذج إجابة مسرب وفيه المقهورون الذين نقصت درجاتهم لأنهم اعتمدوا على جهدهم وفى الحالتين لا انتماء لهذا ولا ذاك للمجتمع الذى شجع على الغش وزالت منه العدالة. إنها صرخة مدوية الأمة فى خطر فانقذوا شبابها يرحمكم الله.