تثار تساؤلات حاليا حول احتمالات التدخل الغربي العسكري والأمريكي بصفة خاصة في ليبيا, في الوقت الذي يتشدق فيه الغرب بالحديث عن جعل العالم أكثر أمنا من خلال تطبيق الديمقراطية الغربية. دون أن يتنبه إلي أن الثورات العربية نشأت بقوة دفع عربية قدم خلالها العرب تضحيات كثيرة, مما جعل الغرب خارج المشهد من الأساسي! وأكد موقع نيو أمريكان أنه بينما يلوح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتدخل العسكري في ليبيا تشير استطلاعات الرأي الأمريكية إلي رفض مثل هذا التدخل, حيث يري67% منهم أن واشنطن ينبغي أن تترك الوضع في الدول العربية والثورات هناك لشأنها دون تدخل. ونقل الموقع عن متحدث باسم إحدي المنظمات المعارضة داخل ليبيا: نحن ضد أي تدخل عسكري في شئوننا الداخلية, وأن هذه الثورة ستنتهي من قبل شعبنا لتحرير باقي الأراضي الليبية التي يسيطر عليها القذافي, مضيفا أن الثورة بدأت من داخل ليبيا ولابد أن تظل في ليبيا, مؤكدا أنهم لا يحتاجون لمساعدات خارجية, وأن الثورة لم تتحرك بأوامر من الخارج. وكشفت صحيفة باكستان أوبزرفر عن أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أرسلت عدة مئات من مستشاري الدفاع لدعم القوي المناهضة للقذافي في شرق ليبيا الغنية بالنفط, ليس لجلب الحرية للشعب الليبي كما يدعي الغرب, لكن من أجل السيطرة علي الذهب الأسود, بينما ذكرت الأوبزرفر الهندية أن الولاياتالمتحدة تدخلت في ليبيا من خلال سفينة حربية وأكبر سفينة برمائية حتي الآن, وهي قادرة علي السير والتنقل ومجهزة للإنزال الميكانيكي, وطائرات هليوكبتر مسلحة تحمل صواريخ أرض جو, ومدافع إطلاق النار السريع. الكونجرس لم يلزم الصمت إزاء التطورات العربية حيث أعلن أعضاء مجلس الشيوخ عن رغبتهم في تمرير حزمة مساعدات للدول العربية لترسيخ المكاسب الديمقراطية وتحسين العلاقات مع المواطنين في جزء من العالم اعتاد علي دعم الولاياتالمتحدة لأنظمة ديكتاتورية مشكوك فيها. وذكر موقع نيو أمريكان أن جون كيري الديمقراطي رأي أن المسألة لا يمكن أن تحل من خلال إرسال الدبابات إلي الدول العربية, ولكن من خلال المساعدات الاقتصادية والخبراء في الانتخابات, والمساعدات الإنسانية لدعم الأنظمة الوليدة. في المقابل حذر بعض العسكريين الأمريكيين الكونجرس من أن إنشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا تحتاج لهجوم عسكري علي ليبيا أولا للاستيلاء علي أنظمة الدفاع الجوي بها, وهو الأمر الذي يحتاج إلي أكثر من حاملة طائرات, بينما لم يطلب أوباما من الكونجرس إعلان الحرب, ومن ثم رفضوا فكرة الحظر الجوي فوق ليبيا.\وذكرت تقارير صحفية لصحيفة الديلي ميل البريطانية أن بعض دول حلف شمال الأطلنطي الناتو التي فرضت مناطق حظر الطيران فوق منطقة البلقان عام1990, لا يوجد إجماع داخلها لاستخدام القوة المسلحة ضد ليبيا. ويظل صدور قرار من الأم المتحدة لشن حرب علي ليبيا أمرا غير كاف ما لم يصدر قرار من الكونجرس الأمريكي لإعلان الحرب! ويقول موقع نيو أمريكان: إن القضية تظل هل القوي الغربية من حقها تدمير سلطة رئيس عربي حتي لو كان شعبه لا يريده؟ ورد الموقع علي التساؤل بأن أي تدخل عسكري غربي يمكن أن يدعم جذور القذافي لإقناع شعبه بأن الثورة وراءها مؤامرة وأياد غربية.