أصوات هنا وهناك بدت في حيرة من أمرها تتساءل بينها وبين نفسها هل ما يحدث حقيقي أم هو درب من الخيال والشكوك التي لا محل لها؟ وتدريجيا لم تعد تلك الخواطر منالوجات وهواجس تقتصر علي دواخل البشر في عموم الاناضول, بيد أنها تجسدت في صراخات عضدتها شواهد مادية ملموسة, ولهذا سرعان ما وجدت طريقها إلي وسائل مسموعة ومرئية ومقروءة مستغيثة تطلب التفسير كيف يحدث هذا في تركيا الديمقراطية الطامحة إلي عضوية كاملة غير منقوصة في الاتحاد الاوروبي, أن قطاعا من المواطنين باتوا يشعرون أن ثمة من يشاركهم أحاديثهم ومكالماتهم في الهواتف الثابتة والنقالة. هذا هو حال الحياة الاجتماعية التركية والمستمر منذ أكثر من عامين. أذن الأمر تجاوز ما يهدد أمن البلاد القومي متسللا إلي شخوص أمتهنوا قول الكلمة أو كتابتها علي صفحات الصحف والدوريات كبيرة وصغيرة علي السواء, من قبيل الأحوط تم وضعهم في دائرة الشك والريبة, ومن ثم لابد من التنصت عليهم ولم يستثن السياسيون كبارا وصغار أو حتي المنافسون المحتملون وما قالته حريت في عددها الصادر يوم17 فبراير2011 لم يبتعد كثيرا عن الحقيقة فقد ادعي جتين سويسال نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة اسطنبول بأن هناك قائمة تتضمن3 آلاف شخص في مقدمتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتش دار اوغلو وقيادي ونواب الحزب بالاضافة إلي عدد كبير من حزب الحركة القومية علي رأسهم نائب رئيس الكتلة البرلمانية اوكتاي فورال وعدد اخر من الصحفيين ورجال الاعمال ورؤوساء المنظمات المدنية يتم التنصت عليهم بطرق غير شرعية. الطربف أن الحكومة وطوال فترة الظنون ولا زالت وقفت صامتة وكأن الأمر لا يعنيها, وبعبارة أدق لا توجد مصلحة لديها في مراقبة الصحفيين أو رموز المعارضة, وحاولت أكثر من مرة أن توحي للرأي العام بأن أجهزتها لا علاقة لها بتلك المزاعم, في السياق ذاته سربت مصادرها خبرا أشار إلي أن النائب الثاني لرئاسة الاركان الجنرال اصلان غونر سبق واستورد اجهزة التنصت من اسرائيل ومن خلالها سجلت الاف الأحاديث الهاتفية دون سند من القانون غير ان اوكتاي فورال الذي أشرنا إليه قبل قليل أكد أن مديرية الامن العامة التابعة لوزارة الداخلية هي التي تقوم بالتجسس ولهذا السبب استوردت7 اجهزة ذات تقنية حديثة من الدولة العبرية وكندا, والهدف بطبيعة الحال محاصرة ما يراهم حزب العدالة الحاكم بأنهم أعداء, وعلل الرجل قوله بأن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لم يعد يتحمل أي انتقادات وها هي حكومته حولت البلاد إلي دكتاتورية مبارك!!.