يقول تعالي في سورة القصص(7 13), وسورة طه(37 41) قال تعالي في سورة القصص( وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين(7)فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وخزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين(8) وقالت امرأة فرعون قرت عين لي ولك لاتقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون(9) وأصبح فؤاد أم موسي فراغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا علي قلبها لتكون من المؤمنين(10) وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لايشعرون(11) وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون(12) فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون(13) القصص وفي تفسير ابن كثير عن هذه الآيات قال: ذكروا أن فرعون لما أكثر من قتل ذكور بني إسرائيل خاف القبط( أي المصريون) إن فني بنو إسرائيل فيلونهم هم ما كانوا يبلونهم من الأعمال الشاقة فقالوا لفرعون إنه يوشك إن استمر الحال علي ذلك أن يموت شيوخهم, وعلماؤهم يقتلون ونساؤهم لايمكن أن يقمن بما يقوم به رجالهم من الأعمال الشاقة فيخلص إلينا ذلك, فأمر بقتل الولدان عاما وتركهم عاما. فولد هارون عليه السلام في السنة التي يتركون فيها الولدان وكان لفرعون ناس موكلون بذلك وقوابل يدرن علي النساء, فمن رأينها قد حملت أحصوا اسمها, فإذا كان وقت ولادتها لايقبلها إلا نساء القبط, فإذا ولدت انثي تركوها وذهبوا وإن ولدت ولدا دخل الذباحون وقتلوه ومضوا: فلما حملت أم موسي به عليه السلام لم يظهر عليها الحمل فلم تفطن لها الدايات فلما وضعته ذكرا خافت عليه خوفا شديدا وأحبته حبا زائدا, وكان موسي لايراه أحد إلا أحبه قال تعالي( وألقيت عليك محبة مني) فأوحي إليها الله جل وعلا بقوله( وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولاتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) حيث كانت دارها علي حافة النيل فأرضعته ووضعته في التابوت فحمله التيار إلي دار فرعون حيث لقيته الجواري فذهبن به إلي امراة فرعون فوقع حبه في قلبها, فهم فرعون بقتله فدافعت عنه قائلة( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) فقال فرعون أما لك فنعم, وأما لي فلا فكان كذلك فهداها الله علي يديه وهم لا يشعرون ودخلت الجنة وهلك فرعون علي يديه لكفره واستعلائه فتبنته إلا أنه رفض المراضع, وتتبعته اخته بأمر أمها وطلبت منهم تهديهم الي اهل بيت يكفلونه فرجع الي امه لتقر عينها ولا تحزن ويعود لحضنها وقال صلي الله عليه سلم مثل الذي يعمل ويحتسب في صنعه الخير, كمثل أم موسي ترضع ولدها وتأخذ أجرها, ولم يكن به الشدة والفرج الا القليل يوم وليلة فسبحان من بيده الأمر يجعل لمن القاه بعد كل هم فرجا وبعد كل ضيق مخرجا, ولذا قال تعالي فرددناه الي أمه كي تقر عينها أي به ولا تحزن اي عليه( ولتعلم ان وعد الله حق) اي فيما وعدها من رده إليها وجعله من المرسلين فقد أرادت امرأة فرعون أن تجعلها في بيتها لترضعه وهي لا تعلم انها امه فطلبت أم موسي ان تظل في بيتها بين زوجها وأولادها فقبلت وأجرت عليها النفقة والصلات والإحسان الجزيل, فرجعت إلي بيتها بموسي راضية مرضية وقد أبدلها الله بعد خوفها أمنا وعزا وجاها ورزقا ودارا. وفي تفسير ابن كثير عن: الآيات الخاصة بسورة طه(37 44) نفس المعني الذي ذكرناه آنفا في سورة القصص(7 13) في نفس المقال.