تحمل ملامحه الوجه المصري المعجون بهموم وطنه والمعبر عن أهم فئة من فئات مجتمعه وهي الشباب فنجح عمرو سعد من مملكة الجبل إلي شارع عبدالعزيز مرورا علي دكان شحاتة وغيرها من الأعمال الفنية سواء تليفزيونية أو سينمائية ان يمثل نموذجا للشاب المصري الذي يجعل من حلمه سلاح التحدي ومن امله هدفا لانهاية له... وللمرة الثالثة يقدم لنا شخصية الصعيدي ولكنه أكد ان هذه المرة مختلفة تماما عما قدمه من قبل بل اجزم بان شخصية يونس في مسلسل( يونس ولد فضة) بكل تفاصيلها ومفرداتها لم تطرح من قبل علي الشاشة الصغيرة لعدة اسباب نتعرف منه عليها. ما سر اختلاف يونس ولد فضة... وما الجديد الذي تريد ان تقوله؟ يونس يقدم رؤية مختلفة لشخصية الشاب الصعيد فهو ليس الصعيدي الصارم في كل الأحيان او حتي بعضها.. وهو أيضا ليس بالذكي فقط بل يحمل من الدهاء ومن أسرار وخبايا..وهو ليس الصعيدي بصراحته المعتادة وان يخيل لكل من يتعامل معه بذلك بل يعرف كيف يتلاعب بالكلمات والألفاظ.. يونس يحمل متناقضات كبيرة وتفاصيل متفردة يتمسك بالقديم ويحرص علي متابعة الجديد والاهم الأساليب التكنولوجية الحديثة من الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويبرع في استخدامها. يونس الجاد لدرجة الكوميدي.. ومن خلال حكاية نسجها الكاتب عبدالرحيم كمال تجمع مابين الحقيقة والخيال خرج لنا يونس ولد فضة.. هل تتدخل في كتابة العمل ورؤية طرحه؟ بالطبع لا يملك احد ان يتدخل في ابداع وفكر ورؤية آخر ولكن هناك روحا من المرونة والتعاون ومساحة من النقاش والتفاوض التي جرت بيني وبين المؤلف والمخرج احمد شفيق لمصلحة العمل ومن الممكن ان يحدث بعض التعديلات والتطويع لابراز فكرة معينة ولكنها لن تخرج الامن قلم كتاب الورق ولن تنحرف عن الفكرة الاساسية وخط العمل ذاته ومع توافر المناخ الصحي للعمل من تفاهم وانسجام اعيش بصدق مع الشخصية بكل مفرداتها وعلي اقتناع كامل حتي بمتناقضاتها واستيعاب افعالها مما ينعكس علي صدق تقديمها فيتعايش معها الجمهور ويصدقها. لماذا وقع اختيارك هذا العام علي الشخصية الصعيدية برغم تقديمك لها في اكثر من عمل؟ الدراما الصعيدية لا تنضب بقصصها المثيرة وعالمها الخاص التي تجذب المشاهد وتستهويه ولاشك ان الدراما الصعيدية هي اقصر الطرق للجمهور.. ولكن يونس ولد فضة اثارني منذ اللحظة الاولي لقراءة العمل وتخيلت نفسي يونس وتعايشت معه وكان لي بعض الملاحظات علي اعتبار لو اضيفت للشخصية سوف تحقق السبق في تقديم الشخصية بهذه الرؤية علي الشاشة وبالفعل اتمني ليس فقط لشخصية يونس بل العمل كله النجاح الجماهيري وان يحتل مساحة من التميز بين الاعمال الدرامية الرمضانية. بمناسبة الأعمال الدرامية الرمضانية, هل تتابعها برغم كثرتها؟ كثرة الأعمال ظاهرة ايجابية تعكس عجلة الإنتاج الفني بشكل عام واتمني للجميع النجاح والتوفيق ولاشك اتابع لانه جزء من عملي ولكن لم انجذب أو احرص علي متابعة إلا الاعمال التي تحمل مضمونا جيدا بغض النظر عن ابطاله لانني أري ان العمل الذي يستحق المتابعة هو الذي يحمل مضمونا جيدا وفكرة ورؤية جديدة...واتابع بالفعل عددا من المسلسلات واتمني لها ان تنال إعجاب الجمهور لانها تحمل مضمونا هادفا. وما رأيك في يونس ولد فضة؟ اتابعه كل يوم مثل أي مشاهد وعلي فكرة في جميع اعمالي الدرامية السابقة احرص علي متابعتها مثل أي مشاهد, وانتقد نفسي لاطورها للافضل واسعد كثيرا لردود الافعال الجماهيرية الايجابية وتشعرني بمزيد من المسئولية تجاه فني وجمهوري وتدفعني للتأني ودقة الاختيار في الاعمال القادمة. ما الذي تفكر في أن تقدمه لجمهورك بعد يونس؟ انتظروني في الفترة القادمة في لون مختلف تماما وهو اللون الكوميدي والرومانسي وان كنت قدمت من قبل اللون الرومانسي ولكن من خلال اعمال تراجيدية أو اكشن إلي حد ما ولكن قررت ان اقدم اللون الكوميدي وحاليا اقرأ أكثر من عمل سينمائي للاختيار. يشارك ابنك راني معك في مسلسل يونس ولد فضة, هل ابن الوز عوام؟ ليست مقولة محققة بشكل مطلق أو يمكننا تطبيقها بشكل عام فهناك الكثير من المبدعين لم يكن في عائلاتهم أي أحد له علاقة بالفن والعكس صحيح فالمعيار هنا وبلااي شك أو استثناء للموهبة التي انعم الله بها علي الانسان في أي مجال وفي الفن اعتقد ان الموهبة هي الاساس ولكن بالاشك حينما تظهر الموهبة الفنية الحقيقية في مناخ فني يحتويها بشكل اعمق ويوجهها يكون افضل لها ويساهم علي تحقيق خطواتها بشكل سريع ومساعدتها بتوفير فرص اكثر, وقد جاء اختيار راني من قبل المخرج ولا لمصادفة حينما كنا نبحث عن طفل يجسد يونس في مرحلة عمرية هي بالفعل عمر( راني) وتتوافر فيه كل المقومات المطلوبة من حيث السن والشكل ومن هنا رشحه المخرج وانا وافقت برغم اعتراضي علي دخول ابني المجال الفني علي الاقل في هذه المرحلة. انتهيت مؤخرا من فيلم مولانا فهل يحقق جزءا من طموحاتك؟ النجاح بيد الله وان كان علينا جميعا السعي إليه وفيلم مولانا بلاشك هو جزء من طموحاتي لا أي عمل اشارك فيه اعتبره خطوة في مشواري واتمني له النجاح ليتكون رصيدا في تاريخي الفني, وفيلم مولانا أعتبره خطوة مهمة ويحمل رسالة للمواطن المصري والعربي لانه يطرح قضية مهمة وشائكة ومطروحة علي الساحة ويقدمها باسلوب كوميدي ساخر ويقدم رسالة هادفة وهي ان الدين الاسلامي هو الوسطية وقد جاء لاصلاح البشرية... من خلال داعية اسلامي والفيلم يقدم وجبة درامية كوميدية خفيفة عميقة. وما معايير اختيارك في الفترة المقبلة ؟ ان يحمل العمل مضمونا جيدا ويقدم برؤية مختلفة وجديدة للجمهور وان يقدم الابتسامة ويسعدهم ويمتعهم, كل هذه المعايير تحت مظلة رسالة هادفة ترتقي بالذوق العام وتطرح قضايا ومشكل تهم الجمهور وتمس اموره الحياتية مع طرح حلول واقعية تغلفها الابتسامة والبساطة, وبذلك اقدم له وجبة متكاملة واحقق المعادلة الصعبة وهذا ما اتمناه في الايام المقبلة.