يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مسيرة تنفيذ المشروعات القومية والخدمية التي وعد بها منذ توليه المسئولية, والتي افتتح منها أمس32 مشروعا في19 محافظة, شملت العديد من المحاور الاقتصادية وبينها إنشاء الطرق وصوامع الغلال وأيضا الخدمية بتطوير عدد من المناطق العشوائية والانتهاء من تنفيذ وحدات سكنية للشباب. وقد حرص الرئيس علي توجيه عدد من الرسائل المهمة للمواطنين وأجهزة الدولة, خلال افتتاحه أمس لهذه المشروعات عبر الفيديو كونفرانس من مدينة بدر. وشملت رسائل الرئيس, ضرورة الإسراع في إزالة التعديات علي الأراضي خلال شهر فقط, مع ضرورة الانتهاء من تخطيط الأراضي لطرحها أمام المواطنين لافتا إلي أنه لم يتم تجاهل المناطق العشوائية حيث أن الدولة لن تتخلي عن سكان العشوائيات وستوفر السكن اللائق والمناسب لعائلاتهم بما يضمن لهم حياة كريمة. وركز الرئيس علي ضرورة ترسيخ دور دولة المؤسسات وإعلاء القانون,حيث لا مجال للمحسوبيات أو المجاملات, مشيرا إلي أنه لا أحد فوق المحاسبة بداية من مؤسسة الرئاسة. وطالب السيسي القوات المسلحة ووزارة الداخلية بإزالة التعديات علي الأراضي, وقال إن مشروع المليون ونصف فدان شهد تعديات بلغت300 ألف فدان, رغم إن المشروع في بداياته, والأراضي مسئوليتكم. وخاطب السيسي سكان العشوائيات- قائلا لهم: مش هنسيبكم والدولة لن تتخلي عنكم وستوفر السكن اللائق والمناسب لعائلاتكم بما يضمن لهم حياة كريمة. كما دعا مؤسسات الدولة إلي عدم الاختلاف, مضيفا: مش محتاجين نختلف وأرجو كلمتي تصل للجميع.. الإعلام ومؤسسات الدولة, وهدفنا أن نتجاوز أي حاجة ممكن نختلف عليها. ووجه كلمة للشعب- قائلا: إنه لا أحد فوق المحاسبة, وضرب مثالا بتجاوزات في مؤسسة الرئاسة, وقال: لا أحد فوق القانون من أول مؤسسة الرئاسة فيما دون, لا يوجد أحد فوق المساءلة. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس32 مشروعا جديدا في19 محافظة, شملت وحدات الإسكان الاجتماعي بمدينة بدر التي تضم8688 وحدة سكنية بتكلفة1.1 مليار جنيه, بالإضافة إلي مشروعات الإسكان الاجتماعي في العديد من المحافظات, إلي جانب مشروعات معالجة المياه, والصرف الصحي, ومشروعات في قطاع النقل وإنشاء الطرق والكباري وتطوير السكك الحديدية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة, بأن الرئيس أكد خلال الافتتاح أهمية حصول كل مواطن يتقدم للإسكان الاجتماعي علي وحدة سكنية, حتي إذ فاقت أعداد المتقدمين عدد الوحدات المقرر إنشاؤها حتي الآن, والتي تبلغ656 ألف وحدة سكنية. وأكد الرئيس أن الدولة تولي اهتماما كبيرا لتطوير المناطق العشوائية, لاسيما غير الآمنة منها والتي يقطنها نحو850 ألف نسمة, منوها إلي أن الدولة لن تتخلي عن المواطنين وستوفر السكن اللائق والمناسب لهم ولعائلاتهم بما يضمن لهم حياة كريمة, ويساهم في إظهار الصورة الحضارية لمصر, في مواجهة دعوات التشويه التي تتعمد إبراز المناطق العشوائية من خلال بعض القنوات الفضائية غير المصرية. ووجه الرئيس السيسي وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالانتهاء من تلك الوحدات خلال عامين فقط بدلا من ثلاثة أعوام. وأشار إلي أن التكلفة الإجمالية لتطوير العشوائيات تبلغ14 مليار جنيه, موضحا بأن الدولة سوف توفر جزءا من هذه التكلفة, وأنه يتعين زيادة المشاركة المجتمعية للإسهام في ذلك من خلال تخصيص قيمة رمزية من ثمن قطع الأراضي المخصصة لمشروعات الإسكان, أو من خلال استحداث طابع للتكافل يخصص عائده لصالح تطوير العشوائيات. وأشار إلي أنه تم الانتهاء من تخطيط مدينتي المنيا الجديدة وأسيوط الجديدة الواقعتين في غرب النيل, وذلك وفقا لأعلي المعايير التي يتم إتباعها في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة, وبالتوافق والتكامل مع مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان. وأكد الرئيس أهمية قيام اللجنة المشكلة من الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية بالمعاينة الفنية والمراجعة المالية للمشروعات الجديدة قبل تسليمها إلي المستفيدين, بحيث تقدم تقارير لمؤسسة الرئاسة سواء للإيذان بافتتاح المشروعات أو لتسجيل الملاحظات التي يتعين معالجتها أو تلافيها مستقبلا. وفيما يتعلق بمشروعات تطوير قطاع النقل, أكد الرئيس ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المقررة للتنفيذ, علي أن يتم الانتهاء من كل الطرق التي تندرج في إطار الشبكة القومية للطرق بنهاية عام.2016 وفيما يتعلق بمشروعات تطوير السكك الحديدية, وجه الرئيس بعدم الحصول علي قروض لتطوير هذا المرفق الحيوي دون وجود تصور لكيفية السداد من عوائد تشغيل المرفق نفسه. وأشاد الرئيس بوعي وتفهم المواطنين المصريين الذين يتعين إطلاعهم علي حقائق الأمور كاملة, لاسيما أن قطاع السكك الحديدية يحقق عائدا يقدر بنحو2.2 مليار جنيه سنويا بينما تبلغ مصروفات تشغيله4.4 مليار جنيه دون حساب معدلات الإهلاك, فضلا عن مديونيته الضخمة لبنك الاستثمار القومي والتي بلغت20 مليار جنيه. ونوه الي الحاجة لبناء264 شونة متطورة لاستبدال الشون الترابية في مصر, حيث تم الانتهاء من105 شون منها بطاقة تخزين900 ألف طن, وذلك للحفاظ علي المحاصيل الزراعية والحبوب من التلوث, وتوفير20% من إجمالي تلك الحاصلات الزراعية كان يتم فقدها نظرا لسوء نظم التخزين والتداول, فضلا عن ضمان جودة ظروف التخزين التي تسهم في الحفاظ علي صحة المواطنين وتوفير العملات الصعبة. ووجه الرئيس بضرورة تحقيق قدر أكبر من التعاون بين وزارات التموين والزراعة والتنمية المحلية لتيسير وتهيئة الظروف الملائمة لتستلم محصول القمح سنويا في موسم الحصاد, حتي لا تتكرر الصعوبات التي واجهت المزارعين في عملية التسليم خلال موسم الحصاد الحالي. وأشار الرئيس إلي أنه جار العمل أيضا علي إنشاء25 صومعة لتخزين الحبوب بطاقة تخزين1.5 مليون طن, وقد تم الانتهاء من18 صومعة منها, مؤكدا أهمية تحديد طواقم العمل فيها وتلقيهم التدريب اللازم لإدارتها. وأشاد بنظم التحكم والرقابة المعمول بها في الشون والصوامع الحديثة وما تتيحه من إحكام السيطرة علي عملية التخزين والتداول للحبوب لمكافحة الفساد الذي تصر الدولة علي مواجهته بكل حزم تحقيقا لصالح المواطنين. ومن جانب آخر, وجه الرئيس القوات المسلحة ووزارة الداخلية بعدم السماح بالتعدي علي الأراضي الواقعة علي جانبي الطرق التي تم إنشاؤها حديثا, منوها الي أنه يتعين أن تتم إزالة جميع تلك التعديات خلال شهر واحد. كما وجه الرئيس الحكومة بالإسراع في وتيرة تخطيط تلك الأراضي تمهيدا لطرحها علي المواطنين,مشددا علي الاسراع في إزالة كل التعديات التي تمت علي300 ألف فدان من الأراضي المخصصة لمشروع استصلاح وتنمية المليون نصف المليون فدان. وأفاد المتحدث الرئاسي بآن الرئيس حث علي أهمية طرح الأراضي الخاصة بمدينتي الأثاث بدمياط والجلود بالروبيكي فور الانتهاء من إنشاء المدينتين. وأعرب الرئيس عن الشكر والتقدير لجميع مؤسسات وجهات الدولة التي أسهمت في تنفيذ جميع هذه المشروعات في مختلف المجالات, منوها إلي أهمية التركيز علي ترسيخ دولة المؤسسات وإعلاء القانون, ومؤكدا أن الجميع متساوون أمام القانون ولا يوجد أحد فوق المساءلة, وأنه لا مجال للمحسوبية أو المجاملة. وبعث الرئيس برسالة طمأنة للشعب المصري علي مستقبل البلاد, مؤكدا أهمية نبذ وتجاوز الخلاف بين جميع أطياف وفئات المجتمع المصري, منوها إلي أهمية العمل الجماعي لإعلاء وتحقيق مصلحة الوطن والنهوض بمستقبله. وعقب استعراض جميع المشروعات التي تم افتتاحها في مختلف المجالات, قام الرئيس بتسليم أحد عشر عقدا لوحدات الإسكان الاجتماعي بمدينة بدر. كما قام بجولة في المشروع السكني بمدينة بدر, وتفقد وحدة سكنية تمثل نموذجا للوحدات التي تم إنشاؤها. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس استمع في بداية مراسم الافتتاح إلي كلمة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء التي أكد خلالها أهمية تطوير الجهاز الإداري للدولة ليتناسب مع حجم الإنجازات التي يتم تحقيقها في مختلف المجالات, مؤكدا اعتزام الحكومة مواصلة جهودها والالتزام بوتيرة سريعة للعمل والانجاز, وموضحا أن جهود التنمية والتطوير تشمل جميع المحافظات سواء في الدلتا أو الصعيد أو سيناء. كما استمع الرئيس إلي شرح واف من وزيري الإسكان والنقل, والقائم بأعمال محافظ القاهرة, فضلا عن رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن حجم العمل والتقدم في إنجاز المشروعات التي تشرف عليها هذه الجهات في مجالات الإسكان والمياه والصرف الصحي وإنشاء المدن الجديدة, وتطوير قطاع النقل والسكك الحديدية ومترو الأنفاق وإنشاء الطرق والكباري والأنفاق وتطوير المناطق العشوائية, وترميم وبناء الكنائس المضارة, والتي وجه الرئيس بالانتهاء منها بنهاية العام الجاري.