بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    صندوق الإسكان الاجتماعي يكشف شروط الحصول على شقة في الإعلان الجديد (فيديو)    مصادر أمنية لبنانية: إسرائيل تفجر قرى بأكملها في جنوب لبنان    سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 21-10-2024 في بداية التعاملات الصباحية    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 21-10-2024    الصحة: تقديم الخدمة لأكثر من 2.4 مليون حالة بقوائم الانتظار    اللواء وائل ربيع: بيان الخارجية بشأن فلسطين قوي وجاء في توقيت مناسب    مشعل يرثي زعيم حماس يحيى السنوار.. ماذا قال؟    الزمالك ينتقد مستوى التحكيم في مباراة بيراميدز.. ويحذر من كارثة بنهائي السوبر.. عاجل    عاجل.. كولر «يشرح» سبب تراجع أداء الأهلي أمام سيراميكا ويكشف موقف الإصابات في نهائي السوبر    «زي النهارده».. تدمير وإغراق المدمرة إيلات 21 أكتوبر 1967    مقتل سائق «توك توك» بسبب خلافات الأجرة بعين شمس    حظك اليوم برج القوس الاثنين 21 أكتوبر 2024.. مشكلة بسبب ردود أفعالك    علي الحجار يستعد لتقديم موهبة جديدة في حفله بمهرجان الموسيقى العربية    أبرزهم هشام ماجد ودينا الشربيني.. القائمة الكاملة للمكرمين في حفل جوائز رمضان للإبداع 2024    عمرو مصطفى يكشف ذكرياته مع الراحل أحمد علي موسى    المتحف المصري الكبير يفتح أبواب العالم على تاريخ مصر القديمة    ماذا كان يفعل رسول الله قبل الفجر؟.. ب7 أعمال ودعاء أبشر بمعجزة قريبة    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    فصائل عراقية تعلن شن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي في الجولان    طريقة عمل الكريم كراميل، لتحلية مغذية من صنع يديك    وجيه أحمد: التكنولوجيا أنقذت الزمالك أمام بيراميدز    حسام البدري: إمام عاشور لا يستحق أكثر من 10/2 أمام سيراميكا    المندوه: السوبر الإفريقي أعاد الزمالك لمكانه الطبيعي.. وصور الجماهير مع الفريق استثناء    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية من اتجاه حاجز الطور    ناهد رشدي وأشرف عبدالغفور يتصدران بوسترات «نقطة سوده» (صور)    وزير الزراعة: توجيهات جديدة لتسهيل إجراءات التصالح في مخالفات البناء    إصابة 10 أشخاص.. ماذا حدث في طريق صلاح سالم؟    حادث سير ينهي حياة طالب في سوهاج    غارات عنيفة على الضاحية ببيروت وحزب الله يستهدف منطقة عسكرية.. فيديو    6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة ب التهاب المفاصل وتفاقم الألم.. ما هي؟    «العشاء الأخير» و«يمين في أول شمال» و«الشك» يحصدون جوائز مهرجان المهن التمثيلية    هيئة الدواء تحذر من هشاشة العظام    نقيب الصحفيين يعلن انعقاد جلسات عامة لمناقشة تطوير لائحة القيد الأسبوع المقبل    قودي وذا كونسلتانتس: دراسة تكشف عن صعود النساء في المناصب القيادية بمصر    أحمد عبدالحليم: صعود الأهلي والزمالك لنهائي السوبر "منطقي"    تابعة لحزب الله.. ما هي مؤسسة «القرض الحسن» التي استهدفتها إسرائيل؟    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    للمرة الرابعة تواليا.. إنتر يواصل الفوز على روما ولاوتارو يدخل التاريخ    واحة الجارة.. حكاية أشخاص عادوا إلى الحياه بعد اعتمادهم على التعامل بالمقايضة    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل في دمياط- صور    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    ملخص مباراة برشلونة ضد إشبيلية 5-1 في الدوري الإسباني    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل ثقيل بدمياط وإصابة سائق التريلا    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    النيابة العامة تأمر بإخلاء سبيل مساعدة الفنانة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق: هدف أوباما في الزمالك تسلل    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    عمرو أديب بعد حديث الرئيس عن برنامج الإصلاح مع صندوق النقد: «لم نسمع كلاما بهذه القوة من قبل»    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    بالفيديو| أمين الفتوى: لهذا السبب يسمون الشذوذ "مثلية" والزنا "مساكنة"    أمينة الفتوى: هذا الحل الوحيد لمشاكل الزوجين ولحفظ أسرار البيوت.. فيديو    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة الصحافة العربية.. سناء البيسي في حوار خاص مع الأهرام المسائي: لا أستطيع الحياة دون حب.. وأعيشه في خيالي

أهلا يا حبيبتي.. جاءني صوتها الخفيض من خلفي يأخذني من ذكريات أعادتها إلي ذهني شرفة مسكنها الأنيق في الدور السابع المطلة علي واحد من أرقي ميادين مصر الجديدة,
كنت هنا من سنوات طويلة أجري معها حوارا مطولا لمجلة الشباب عن الحب والزواج, ذهبت وقتها وأنا عاشقة لكتاباتها المختلفة ولم أكن أعلم أنني سأقع بعد ذلك في غرام شخصيتها الآسرة!
سناء البيسي.. سيدة الصحافة العربية كما أحب تسميتها, الجميلة, الجريئة الخجولة.. القوية الرقيقة.. المهيبة البسيطة.. الصريحة الغامضة.. الحكيمة الشابة دوما.. هي من كتب لها نجيب محفوظ لا أستطيع أن أبلغ ذروة بلاغتك!
سعيت إليها للمرة الثانية متطلعة لحوار من نوع آخر, أنهل من خبراتها وأستطلع آراءها السياسية والإعلامية والاجتماعية والحياتية, أرصد معها اللحظة وأستشرف المستقبل
عذرا سيدي القارئ علي إطالة المقدمة, فأنا من مدرسة لا تؤمن بالمقدمات الطويلة التي تجبر عينيك علي القفز فوق سطورها لتلتقط ما بعدها من حوار, لكن عذري هو أن سناء البيسي التي لا تجري حوارات تليفزيونية لأنها لا تحب الكاميرات, ولا تجري حوارات صحفية إلا فيما ندر خوفا من عدم أمانة نقل الكلمة.. قررت أن تخصك بحوار شامل لم تبخل فيه برأي أو بمعلومة, حوار مختلف لأن طرفه الآخر كاتبة كبيرة تكتب آراءها وكل ما يعن لها في صفحة أسبوعية في جريدة الأهرام, ورغم ذلك أعدك أنك ستقرأ ما لم تقرأه من قبل.
تملكين الرأي والرؤية والخبرة.. لماذا لا نراك علي شاشات الفضائيات في الوقت الذي نحتاج فيه للرؤي الحكيمة؟
لأنني صاحبة قلم, أحب أن أعبر به عن كل ما أريد, وأقول من خلال مقالاتي كل ما أرغب في قوله.
لكن تأثير التليفزيون أقوي بعد أن عزف الناس عن القراءة.. أليس كذك؟
غير وارد إطلاقا العزوف عن القراءة والآية الكريمة تقول اقرأ, لكنني لا أحب الكاميرات! فهي تشغلني عما أريد قوله, وأشعر أمامها بالتوتر الذي يفسد تركيزي فجزء من عقلي يكون مشغولا بكيف سأبدو وما الذي يجب قوله ومالا يجب قوله ولا أحب أن أخطئ.. وقد حاول أصدقاء كثر من مقدمي البرامج دعوتي إلي برامجهم لكنني أعتذر دائما, وأذكر ذات مرة أن ألح أحدهم إلحاحا شديدا حتي اضطررت للموافقة, وعندما جاءت الكاميرات إلي مكتبي وحانت لحظة التسجيل استأذنت في الذهاب إلي دورة المياه وهربت إلي بيتي! ومن بعدها لم أعد أوافق مهما كان الضغط أو الإلحاح.
حتي الحوارات الصحفية ترفضين إجراءها.. لماذا؟
بصراحة شديدة لأنني أخشي من عدم الأمانة في نقل الكلمة, للأسف الصحافة لم تعد مثل السابق, وكلمة واحدة تفبرك أو تنقل خطأ قد تؤدي إلي كوارث.
أشعر أنك غير راضية عن المشهد الإعلامي كله.. هل انطباعي صحيح؟
جدا, الإعلام فالت عياره.. الكثير من الإعلاميين قلبهم مش علي مصر ويجرون وراء منفعة شخصية والنفاق سم الصحافة والإعلام, والبالونات كثرت جدا وهم الذين يعتقدون أنهم فوق الجميع ومحدش يقدر يكلمهم وعاملين عارفين وهم لا يعرفون شيئا, فكثر التطاول الذي وصل إلي حد الشرشحة واستخدام العناوين والكلمات الفجة, ولا أتحيز لمؤسسة الأهرام حينما أقول إنها تتربع علي عرش الرصانة حتي إنني لم أعد أقرأ سواها هي والأخبار وأحيانا الوطن والمصري اليوم إلي جانب صحيفتي الحياة والشرق الأوسط, ويقيني أن الصحف مثل الحدائق إذا اعتنيت بها منحتك الزهور وإذا لم تعطها العناية اللازمة لا تمنحك سوي الأعشاب واللبلاب المتسلق, ولو ترك كل مجلس تحرير صحيفة مقعدا خاليا للقارئ لتغيرت أشياء عديدة.
لكنك صحفية وكاتبة وتضطرين إلي متابعة المشهد, فماذا تشاهدين؟
أضطر فعلا للمتابعة فأمر سريعا علي القنوات دون توقف طويل أمام إحداها, وعندما أشعر باليأس من الحالة التي وصل إليها الإعلام أشاهد فيلما أجنبيا وأنام, فقد زهقنا من الإعادة اللا إنسانية للأفلام العربية ولا يستبقيني إلا عادل إمام.
لكن الحقيقة أن هناك إعلاميين محترمون مثل أسامة كمال فهو متعقل وذو مصداقية عالية لأنه ينقل الرأي والرأي الآخر بحيادية ورزانة, والمذيع شريف عامر في هدوئه وعمقه, وأيضا يعجبني أحمد موسي لأن حبه لمصر شايط يطغي عنده علي كل شيء, يكفي أنه قلبه علي بلده, وكنت أشاهد بإعجاب شديد وتقدير بالغ لميس الحديدي لثقافتها وتمكنها وخبرتها لكنني وجدتها أخيرا وللأسف بدأت تميل نحو الأفورة في معالجة بعض القضايا, أما عمرو أديب الأشهر والألمع والأكثر تأثيرا بين المذيعين حتي لندفع الشيء الفلاني لمشاهدة قناته فيكفيه ما كتبته عنه في أحد مقالاتي أنتقد فيه معارضته هو وإبراهيم عيسي لكل شيء حتي أصابانا بالاكتئاب.
ألا تعتبرين أن معارضتهم هذه, مهمة جدا في التوقيت الحالي حتي لا يصنع ديكتاتور جديد؟
غير صحيح, فالمعارضة من أجل المعارضة تهد ولا تبني, تجعلهم يعارضون دون تفرقة بين الإيجابيات والسلبيات لدرجة أنهم يعارضون بناء العاصمة الجديدة ومشروع المليون فدان وتفريعة قناة السويس, يعارضون البرلمان الذي بالكاد أقر لائحته ويتحججون بخناقات بعض أطرافه التي أراها ضرورة بل ظاهرة صحية, وينادون بحله وكأن مصر لسة فيها حيل لانتخابات جديدة أو للعودة خطوة إلي الوراء! لا أدري ماذا يريدون من الرئيس ومن البلد, يتلككون لهدم أي شيء وليس من أجل مصر التي تحتاج لرئيس ديكتاتور لكن عادل.. بلدنا عاوزة كدة. البلد بدأت طريقها نحو الاستقرار وأري أنها حققت ذلك بنسبة60% علي الأقل, ومن لا يعجبه هذه النسبة عليه تذكر ما كنا عليه منذ سنوات قليلة عندما كنا نخشي من السير في الشوارع بعد الثامنة مساء ونقفل علينا باب العمارة بسلاسل الحديد والضبة والمفتاح ونسمع خطاب الصدر المفتوح في الميدان مثل: لو القرد مات القرداتي يشتغل إيه والحق أبلج والباطل لجلج, نحرص علي سلامة الخاطفين والمخطوفين, الجسد المصري ضخم وفيه إمكانات كبيرة, مصر غير قابلة للانضغاط, نحن في منحدر الصعود, تحياتي للمرأة بجميع أنواعها, دونت ميكس, صباعين تلاتة بيلعبوا في الحارة المزنوقة, إحنا بنمص الصدمة
وما الذي يضبط المشهد الإعلامي من وجهة نظرك؟
عودة وزارة الإعلام فورا, بوزير قوي مثقف ذي علاقات دولية واتصالات واسعة.. مطلوب دركسيون يقود الإعلام ويضبطه, له هيبة وقوة وثقل, ولدينا من يقود الآن مثل اللواء سمير فرج الذي له بالفعل تجارب ناجحة في مجالات مشابهة, فأينما كان يصنع النجاحات مثل دوره كمحافظ للأقصر ورئيس للأوبرا, ونأمل أن يوافق ولو علي حساب صحته وعلي الأقل لفترة ينظم الإعلام لينطلق بعدها علي أسس راسخة فالعمل للوطن فداء, ثانيا يجب علي التشريعات الإعلامية الجديدة أن تضع ضوابط وعقوبات رادعة لمن يتجاوز من الصحفيين مثلما تراعي حماية حرياتهم وحقوقهم, فهم ليسوا علي رأسهم ريشة وجرائمهم تتسبب في خراب بيوت وموت لمن يقع تحت تجاوزاتهم وأقلامهم التي يجب أن تكون مثل المشرط في حساسيته, كما ينبغي للنقابة أن تكون للجميع ولا تصطبغ باتجاه سياسي واحد مثلما هي الآن.
حديثك عن الماضي يعجل بسؤالي: كنت قريبة من سوزان مبارك, وفي نفس الوقت من مؤيدي25 يناير وبعدها30 يونيو.. كيف؟
لم أتقرب من السلطة قط.. بل كنت أتعمد الابتعاد حتي لا يتم إحراجي في أي وقت بطلب لا أستطيع القيام به, حتي إنني كنت أدفع بالصحفيين في نصف الدنيا لإجراء الحوارات مع القيادات المهمة وحضور المناسبات الكبيرة بدلا مني, وحدث ذات يوم أن حدثني محمد عبد المنعم الذي كان مستشارا صحفيا للرئيس مبارك وقتها مستغربا من تقدم صحفي في نصف الدنيا بطلب لإجراء حوار مع سوزان مبارك, وقال لي إن سوزان طلبت إجراء الحوار معي أنا فنفيت علمي بأمر طلب الزميل وبالفعل تحدد لي موعد إجراء الحوار الأول, وأذكر أنني ذهبت للقائها دون إعداد مسبق للأسئلة فوجدتها قد أحضرت دوسيها كبيرا وقرأت كل ماكتبته أو كتب عني, وفوجئت بها تسألني عن زوجي كنعان وعن ابني الوحيد هشام وكانت ودودة جدا معي, أما الحوار الثاني معها فأعتقد أنها من طلبت إجراءه لأنها كانت تريد نفي التوريث الذي كان الحديث قد كثر عنه وكان حوارا غاية في الأهمية تناقلته وسائل الإعلام, وقامت بيني وبينها علاقة ثقة واحترام فكانت تقول لي لن أقرأ ما تكتبينه عني قبلك ولا بعدك يا سناء, وكانت تطلب مني استكمال حلقات مسلسل هو وهي لأنها أحبتها جدا, وأذكر أن في أحد اجتماعات لجان القراءة للجميع التي ضمتني إليها استأذنتها في الانصراف مبكرا لأن لدي عمال نقاشة في منزلي فقالت لي حد يبيض في الشتاء يا سناء وسمحت لي بالانصراف.
ومع هذا فقد طلب مني إجراء حوار تليفزيوني معها فاعتذرت عن عدم إجرائه بحجة أنه مش ملعبي وعلمت سوزان باعتذاري ولم تغضب مني بل قالت براحتها سناء, وحاولت مكافأتي للتعبير عن ودها واحترامها لي لكنها لم تستطع لأنني كنت أرفض السفريات والمناصب والاقتراب من الجوقة.
لكن هذا لا يتعارض مع فرحتي بثورة يناير في أول الأمر لأننا كلنا كمصريين كنا نغلي ونستشعر الظلم ولا أنسي يوم أن عاد ابني هشام الذي يعمل بمجال الفندقة من إحدي سفرياته الداخلية وقال لي مصر اتباعت يا ماما, وكنت أنظر إلي وجوه المصريين في الشارع قبل الثورة بعدة أيام وأتساءل بيني وبين نفسي إن كانوا قادرين علي الثورة, لكنني للأسف مالحقتش أفرح بعدما رأيت الخناقات علي منصة التحرير واكتشفت أن هناك من كان يوظف الثورة في الخفاء, ومكثت عدة شهور لا أكتب حتي أستطيع استيعاب الموقف بكامل أبعاده, ولم أشعر بالارتياح إلا بمباركة الجيش للثورة وللشباب فأتت ثورة يونيو لتضع نقاط النور فوق حروف الصدق, وكنت أول من تأذي من الإخوان الذين قلصوا مقالي الأسبوعي إلي الربع وحاولوا تقليله إلي مرتين فقط شهريا.
ومع هذا اتهمك البعض أنك مدحت الإخوان عندما كتبت مقالا طويلا عن حبهم للفنون.. ما تعليقك؟
الذين رددوا هذا الكلام لا يقرأون جيدا للأسف.. فأنا بالفعل كتبت مقالا شرحت فيه أن حسن البنا أقام يوما مسرحا مثل علي خشبته علوية جميل وحسن فايق وآخرون, وكيف أن سيد قطب هو من اكتشف نجيب محفوظ أيام كان منخرطا في العمل النقدي والشعري والسير الذاتية, ثم ذكرت في النصف الثاني من المقال أن كل هذا قبل تحولهم وتأثرهم بالفكر الوهابي وانتقدتهم جدا في نفس المقال وفي مقالات أخري أثناء توليهم السلطة, لدرجة أن أحد مقالاتي كان بعنوان باربي في البرلمان سخرت فيه من تفاهتهم وعقليتهم, ومقال آخر احتلت فيه صورة مرسي الكاريكاتيرية صدارة الصفحة وهو يرتدي جميع الأوسمة والنياشين الوطنية التي خلعها علي نفسه بمرتباتها مدي الحياة.
عاصرت عهودا سياسية طويلة ومختلفة.. ما هو مقالك الممنوع؟
فكرت طويلا قبل أن تقول بدهشة من يكتشف أمرا: لم يمنع لي مقال قط في حياتي!!
دهشتي لا تقل عن دهشتك: كيف وأنت الكاتبة الجريئة الناقدة التي لا تحب التطبيل؟!
دعيني أفكر معك: ربما لأنني لم أكن يوما محسوبة علي أحد, أو لأنني لست مغرضة, أو لأنني صادقة لا أكذب, أو ربما لأن كلماتي لها صدي وتأثير إيجابي يصب في الصالح العام.. ربما لأنهم لا يحبون تكدير شخصية لها قيمة, أو ربما لسبب آخر لا أعلمه, أذكر أنني في بداياتي كانت تزاملني في المشوار إحدي الصحفيات الشهيرات وعندما كنا نخطئ كان مصطفي وعلي أمين يوبخانها بشدة ويتركاني دون لوم وكانت تستغرب وتصرخ اشمعني سناء فكان ردهم هي متستحملش!
قلت لأستفز صراحتها: أو ربما لأنك كنت تلتزمين بتعليمات السلطات ولا تخرجين عن النص؟
أشهد بأن طوال فترة رئاستي للتحرير لم أتلق تعليمات من أي نوع, ولم يطلب مني أحد أن أكتب أو لا أكتب.. بل إنني كنت أول من كتب سلسلة عن الملك فاروق قبل أن يكتب عنه أحد, واعتقد البعض أن ذلك قد يغضب الرئاسة لكن سوزان مبارك كانت تقرأ وهي سعيدة وتقول لي بحماس فرجيني صور الملك والنبي يا سناء, وبعدها كتبت مقالات عن السادات وعن العلاقة القوية التي كانت تربطني به ولم يعترض أحد أو يغضب لدرجة أن ابنة السادات هاتفتني لتبدي استغرابها من نشر مقالاتي.. كان ذلك في الوقت الذي أنتقد فيه الدولة وسياساتها لدرجة أنني كتبت مقالا بعنوان يوم تنفيض مصر ومصر يا ولاد في عز حكم مبارك.
إلي أي مدي تصل حرية الفكر والإبداع كما تراها سناء البيسي؟
يجب أن يكون كل كاتب رقيبا علي نفسه وضميره هو الفيصل, فالرقابة الذاتية تمنع عنه رقابة القانون.. لكن من يتحججون بحرية الإبداع فيبيحون الجنس ويزدرون الأديان دون احترام لقداستها يجب أن يردعهم قانون! فكيف بالله يعاقب تبعا للقانون من يسب مواطنا, ولا نحمي الأديان من التعرض للسب والازدراء ممن يري في تعديه مجرد حرية فكر؟!
تمتلكين جرأة للنقد والمواجهة وتحديد الأسماء.. من أين جاءت؟
لأن مفيش علي راسي بطحة.. ومستعدة أقعد في البيت في أي وقت, والجرأة من مقومات شخصيتي منذ صغري, ذات مرة وكنت أعمل وقتها في أخبار اليوم طلبت مني الأهرام بعض الرسومات وعند نشرها قابلني مصطفي أمين قائلا علي هيرميكي من الشباك فصعدت إلي مكتبه ووجدته منفعلا وقال صارخا في وجهي بتنشري عند أعدائنا؟ فما كان مني إلا أن قلت له ببساطة أنهم سيعطونني مقابلا ماديا وأنتم لا تعطونني, فأمر بصرف مكافأة50 مليما مقابل عملي.
ما مفاتيح الإدارة الناجحة التي أتاحت لنصف الدنيا التربع علي عرش الصحافة النسائية طوال سنوات رئاستك لها؟
لا أحب أن أطلق علي نصف الدنيا صحافة نسائية ولا حتي متنوعة, أعتقد أنها نموذج للصحافة الشاملة وهي فعلا حققت نجاحات كبيرة بتنوعها بين السياسة والفن والاجتماع, وكنا نسبق ال باري ماتش وتنقل عنا الصحف العالمية, اعتمدت في إدارتي أولا علي كلمات التشجيع التي لها مفعول السحر, فليس أجمل من تقدير العمل الجيد لكن دون رياء وهو ما تعلمته من مصطفي أمين حينما قمت برسم موتيفات صغيرة للجريدة أثناء سفره لإيطاليا, وفوجئت به عند عودته يطلبني من استعلامات الجريدة قبل أن يصعد إلي مكتبه ليبلغني بحماس شديد أنه رأي عملي وهو في الخارج ويشكرني عليه, هذه الكلمات جعلتني أهد الدنيا, ثانيا اتباع سياسة الباب المفتوح مع الجميع فلم أكن أشعر بأن رئاستي للتحرير تجعلني مميزة أو مختلفة عن الباقين, ربما لأنني تعودت علي الرئاسة عندما رأست قسما للمرأة وأنا مازلت طالبة جامعية وكانت مرؤساتي يكبرنني سنا فاعتدت علي احترامهن والتعامل معهن دون مريسة, أما الهيبة أو الكاريزما فأعتقد أنها تكون طبيعية في الشخصية دون افتعال, وقد طلب هشام مني ذات مرة أن أحتفظ بمساحة بيني وبين المرءوسين ونصحني أن أدخل إلي مكتبي مباشرة دون إلقاء التحية علي كل من أمر بهم, ونفذت نصيحته لمدة يومين لأفاجأ بالجميع يسألني عما بي وعما يغضبني فعدت إلي سيرتي الأولي معهم وفشلت التجربة.. وإذا ما كتب لنصف الدنيا معي نجاح مشهود فقد جاءها من بعدي من يواصل مشوار النجاح, والزميلة أمل فوزي أبلغ مثال علي ذلك.. ومن الطبيعي أن يبدع كل جيل تجربته بطريقته.
بعد رئاسة التحرير أبدعت ككاتبة مقال تتميز كلماتها بغزارة مفردات مدهشة.. من أين تأتين بها؟
أكتب المقال منذ زمن طويل لكن بالفعل كانت المجلة تشغل وقتي بالكامل وكنت غرقانة في تفاصيل إدارتها, وأعتبر تفرغي لكتابة المقال مرحلة جديدة من الإبداع في حياتي وإن كنت قد كتبته علي مدي سنوات طويلة قبل المجلة تحت عنوان هو وهي, أبدأ أولا بتزييت ماكينة عقلي بالقراءة ثم أمسك بقلمي الذي ما أن يلامس الورق حتي يكتب بلا توقف كأنني وضعت الكبس في الكهرباء لدرجة أنني أوقفه بالعافية خشية علي القارئ من الملل, وأعتقد أنها حصيلة سنوات طويلة من القراءة توقظني من نومي فأمسك بالقلم الذي أضعه جانبي لأمسك بالأفكار والكلمات, ذات مرة أرفق لي نجيب محفوظ مع أحد أعماله ورقة كتب فيها لا أستطيع أن أبلغ ذروة بلاغتك, وتم نشر العمل لكنهم لم ينشروا صورة الورقة التي أعتز كثيرا بكلماتها.
ألم تفكري في تغيير الأسلوب ليواكب العصر الذي لم يعد ناسه يملكون وقتا للقراءة؟
إطلاقا.. بل أعتبر أن إنجازي الأكبر في الحياة بعد ابني هشام الذي أعتبره صديقي ورفيقي هو أنني قد صنعت بصمة خاصة أعتقد أنها أهم ما يميز أي كاتب, ويكفيني أن قرائي مازالوا موجودين بل يزيدون حسبما يصلني من ردود فعل وهم يقرأونني كما أنا دون تغيير, واللي عاوزني, يقرأني زي ما انا, وعموما فقد قدمت رسالتين للدكتوراه حول أسلوبي هذا إحداهما بالإسبانية في جامعة مدريد وكان المشرف عليها أحد أعضاء لجنة نوبل الأدبية ونالت عنها صاحبتها المصرية الدرجة بامتياز, والأخري بالفرنسية في جامعة الإسكندرية لتنال صاحبتها أيضا نفس الدرجة.
ينتشر كثيرا استخدام تعبير المثقفين.. من هم في رأيك؟
سؤال جميل.. المثقف هو من يمتلك ثقافة عامة ولديه فكرة عن كل شيء, المثقف ليس هو من يحفظ شكسبير لكنه لا يعرف بيكاسو ولم يسمع باخ, المثقف أكاديمية شاملة ورؤية مثل نجيب محفوظ ولويس عوض وأحمد بهاء الدين والشرقاوي وسهير القلماوي وبنت الشاطئ ويوسف إدريس وغيرهم عشرات..
كلها أمثلة من الماضي.. هل نضبت مصر من المثقفين؟
فكرت طويلا قبل أن تقول: بالفعل أصبحوا قلة, أعتبر جابر عصفور وخالد منتصر وأحمد عبد المعطي حجازي ورجائي عطية ومكرم محمد أحمد ووحيد حامد وسلوي بكر ومنير عامر وصلاح عيسي من المثقفين الحاليين.
عاصرت قمما شامخة وأجريت الأحاديث مع كثيرين منهم.. من كنت تتمنين لقاءه؟
كنت أتمني لقاء يوسف إدريس وأنيس منصور, وقد تحقق لي هذا وجاورت الأستاذ أنيس في مكتبه سنوات, واقتربت كثيرا من إدريس وحاورته.. وكنت أتمني لقاء جبران.
زمان كان هناك أستاذ يكبر بك أما اليوم فالأستاذ يكبر عليك, الأستاذ اليوم غير واثق من نفسه وقد يحجب الموهبة أو علي الأقل لا يبحث عنها عكس الجيل السابق, ومصر غنية بالمواهب لكن أحد جوانب الأزمة تكمن في اختفاء الشخصيات المحبة للآخرين, وأيضا ضعف المنافسة.
شخصية مازلت تتمنين لقاءها؟
فيروز وساجان وغادة السمان وإيزابيل الليندي وأحلام مستغانمي والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل
أريد أن أعرف ماذا يعني لك الحب؟
أجابت وكأنها تحلق بخيالها في مكان بعيد: الحب احتواء, حضن, حماية, عطاء, نبل, مزيكا, عقد فل, بيت جميل, عصافير..
وأردفت وهي تفيق: الحب دة مصيبة.
لكنك لا تكتبين عنه كثيرا.. ؟
أستطيع أن أكتب جبال مجلدات عن الحب, وأنسج منه سجاجيد, وأخترق في انكساراته مرايا, وأسبح في أمواجه بحورا, وأطير فوق سحاباته أزمانا.. لكن ربما لا تتيح المقالات الصحفية الكتابة عنه لأنها ليست مجاله.
هل من الممكن أن يحب الإنسان أكثر من مرة؟
نعم.. ممكن
وأنت.. كم مرة أحببت؟
مرة واحدة.. كنعان الأول والآخر
هل تعيشين علي ذكري حبه منذ رحيله من أكثر من15 عاما؟!!
لا أستطيع الحياة دون حب, أعيش كل أحواله من هجر وخصام وصد ووصال في خيالي حتي لو مع أغنية مثل أنا بعشقك التي أحرص علي سماعها في سيارتي طوال الوقت أشعر بعواطف رهيبة بها رغم بساطة كلماتها, ليس ضروريا بالنسبة لي وجود شخص محدد للحب ما دمت أستطيع أن أعيش الحالة, لو شاهدت أغاني أم كلثوم ستجدين الجمهور كله في الصالة يتمايل عشقا ويبكي هياما, هل كل واحد فيهم لديه حبيب؟ بالطبع لا, لكنهم يعيشون حالة الحب.
وماذا تعني لك الرجولة؟
شهامة.. وفقط
... والأنوثة؟
حنان وأمومة, رقة وجمال, نقيض الاسترجال والمناطحة
.. والموت؟
اقتربت منه كثيرا عندما أصيب شريان قلبي الرئيسي بالعطب واضطررت إلي إجراء عملية خطيرة في كليفلاند, وقتها قال لي الطبيب يمكنك عدم إجراء العملية لو التزمت بالعلاج ومشيتي جنب الحيط, ولم أتردد طويلا في الاختيار وقلت له مش مستعدة أكمل حياتي جنب الحيطة وعشت شهرا كاملا قبل إجراء الجراحة أكاد لا أشعر بالحياة من حولي ولا بنكهة الطعام في فمي مما جعلني أقدر وأشعر بإحساس مرضي الأمراض المستعصية الذين يعيشون وهم يعلمون أن الموت قريب, وليلة العملية لم ينقذني من مخاوفي غير استسلامي لقضاء الله وتوكلي عليه.
وبعدها ظللت لسنوات أعاني من ندبات كبيرة في جسدي كنت أحاول إخفاءها حرجا, حتي قابلت فاتن حمامة التي كانت قد أجرت نفس العملية قبلي بوقت قصير ولاحظت أنها لا تبذل جهدا في إخفاء الندبات فتعلمت منها أن أتقبل جسدي بجراحه ولم أعد أستشعر الحرج وتوقفت عن تعمد إخفاء الندبات.
قلت إن دموعك عصية لدرجة أنك لم تبك حين وفاة والدتك.. هل هذا صحيح؟
دموعي ليست عصية لكنني لا أحب أن يراها أحد, وعندما تغلبني أجري إلي أقصي ركن في شرفتي وأبكي! وقد أبكي لأقل سبب: تألم طفل صغير يبكيني خاصة إذا كان لا يستطيع التعبير عن نفسه, تألم الحيوانات أيضا يبكيني
لديك علاقة خاصة جدا مع الخيل.. ماذا يمثل لك الحصان؟
الحرية والانطلاق.. كنت عندما أمتطيه أطلق له أقصي سرعة فأشعر أنني والسماء حتة واحدة, تأثرت بوالدتي التي كانت فارسة وكانت تشرب القهوة وهي تمتطي الحصان! هل تعلمين أنني كدت أن أكون أول جوكي مصرية؟( فارسة محترفة) وكنت قد اجتزت الاختبارات لكن ارتباطي بكنعان وقتها جعلني أتوقف لأنه كان يشعر بالغيرة من المدربين, لكن ظلت علاقتي بالحصان قوية لدرجة أنني اشتريت مزرعة صغيرة عندما قيل لي إنها قرب مزرعة خيول ثم اكتشفت للأسف ألا خيول هناك, فعوضت ذلك باقتناء تماثيل الخيول التي أزين بها المكان, وأكاد لا أرسم في لوحاتي إلا الخيول والورود.
بمناسبة الحديث عن الرسم.. ألا تفكرين في إقامة معرض خاص للوحاتك؟
أفكر في ذلك بشدة, وسأقيمه قريبا جدا بعد وضع اللمسات النهائية لبعض اللوحات والترتيبات, وسيضم أعمالا لي لم تعرض من قبل إذ إنني شاركت من قبل في بعض المعارض, وعندما ذهبت إلي واشنطن كمستشارة ثقافية وفنية للبنك الدولي أخذت معي بعض لوحاتي وأقمت معرضا هناك واقتني إحداها مبني الأمم المتحدة, وبالمناسبة كانت لوحة كبيرة للخيل.
ماذا كانت ستمتهن سناء البيسي لو لم تكن كاتبة وصحفية؟
رغم أنني أصلح جدا كمهندسة ديكور لحبي الشديد لتنسيق البيوت لدرجة أن أثناء إقامتي في أمريكا عرض علي بعض الأصدقاء هناك البقاء والعمل في تصميم البيوت بعد أن ساعدت بعضهم في تأثيث بيوتهم, إلا أنني لو لم أعمل صحفية كنت أتمني أن أكون فنانة تشكيلية.
هل مازالت لديك أحلام لم تتحقق بعد؟
لمعت عيناها ببريق طفولي واعتدلت بحماس في جلستها وقالت: رغم أنني مريضة أتناول العلاج ولا أعيش إلا بجرعة أكسجين يومية إلا أنني مازال لدي أحلام وطموحات ورغبات كثيرة, وبداخلي غليان يهد الدنيا ويبني جبالا! أتمني أن أقيم100 معرض, وأن أؤلف100 كتاب, أتمني أن أتبني أبحاثا للتخفيف عن مرضي الروماتويد والأوتيزم لأنها أمراض ليس لها علاج حتي الآن خاصة بعد أن أصيب حفيدي الحبيب بالأوتيزم فشعرت بمدي معاناته وآلامه.. أتمني أيضا أن أحقق حلمي القديم في إقامة مدينة متكاملة للمسنين كنت قد بدأت في تنفيذها برعاية نصف الدنيا وقطعت شوطا في تخصيص أرض في مدينة نصر لكن المشروع توقف بسبب عدم وجود تمويل كاف, أتمني لو يضع أي أحد يده في يدي لتحقيق هذا الحلم الذي حلمت به منذ زمن طويل لأنني منذ شبابي أحب كبار السن وأحب التواجد معهم والاستماع إلي خبراتهم الطويلة, وازدادت رغبتي الآن في تحقيق هذا الحلم بعد أن أصبحت واحدة منهم أعيش مشكلاتهم بنفسي.
ألا تحلمين بتأسيس نصف دنيا جديدة؟
بلا تردد أجابت: لا لا لا.. هذه تحتاج إلي شرايين ومفصلات وخلايا دم جديدة, كانت مرحلة أعطيت فيها كل ما لدي وانتهت, وجاءتني عروض كثيرة لتأسيس مجلات داخل مصر وخارجها لكنني رفضتها لأنها ستسرقني مرة أخري من حبي الحقيقي: الفرشاة واللوحة, القلم والورقة, الكاميرا التي جددت عشقي لها وعدت لهوايتي القديمة في التصوير الهواية التي تعشقها حفيدتي نورا وبرعت فيها حتي إن إحدي لقطاتها للطبيعة نشرت ضمن أهم لقطات العام في وكالة تصوير عالمية.
إذن ستمتعينا بإصدارات أدبية جديدة.. هل من جديد في الطريق؟
أوشكت علي إصدار كتاب يحمل نظرة جديدة للدين الإسلامي جمعت فيه50 شخصية إسلامية بدءا من أمهات المؤمنين وحتي عصرنا الحالي بالإضافة إلي آراء لمختلف الأئمة لأستعرض النواحي الإيجابية التي تدعو للتفاؤل في ديننا الجميل, وأتوقع أن يصدر خلال شهر لأنني قررت طبعه علي نفقتي بدلا من اللجوء لدور النشر لتتم لي السيطرة الكاملة علي مقدراته, وتحت الطبع كتاب كبير حول الفن التشكيلي ونجومه ومدارسه في مصر والخارج, استغرق إعداده باللوحات المصاحبة أكثر من عشر سنوات..
قد يري البعض تناقضا أو تعارضا بين حبك للفنون وبين اهتمامك بالكتابات الدينية التي لا تخلو منها مقالاتك.. بماذا تردين؟
لا أري تعارضا علي الإطلاق.. أنا أديت فريضة الحج واعتمرت عدة مرات, فقد تربيت في بيت من أهم أركانه مكتبة تاريخية إسلامية مميزة حيث كان والدي يعمل مديرا للآثار الإسلامية وكان منفتح الفكر رغم تدينه الوسطي الجميل هو ووالدتي, وكان يحب الفنون وحريصا علي تعليمنا ألوانها المختلفة لدرجة أنه أحضر لنا الفنان حسين فوزي ليعلمنا الرسم, حتي عندما تعرفت علي زوجي الراحل الفنان التشكيلي منير كنعان وجدته يستمع في مرسمه إلي الشيخ محمد رفعت الذي كان يعشق صوت تلاوته للقرآن, وكان يقول لي طلعي جنانك في لوحاتك بس.. لا يوجد أي تعارض بين الفنون الجميلة والدين الإسلامي الجميل السمح, دين اليسر لا العسر, والله جميل يحب الجمال ونحن نقول ونهتف الله واللهم صلي علي النبي عندما يلمسنا شعاع الجمال في خلق الله.
لماذا لا تكتبين سيرة ذاتية تروي نشأتك وخبراتك الحياتية الرائعة؟
كتبت منذ فترة طويلة ما يشبه سيرة ذاتية صغيرة نشرت في إحدي الصحف, وربما أكتبها مطولة قريبا خاصة أن شقيقاتي يمازحنني دائما بقولهن مبتكتبيش عننا ليه, فنحن ثلاث شقيقات ارتبطت حياتنا بشكل وثيق فنبدأ يومنا بالاطمئنان علي بعض ونكمله بتبادل تفاصيل حياتنا: آمال التي تكبرني بعامين وهي رسامة أفضل مني, وبثينة تصغرني بسبعة أعوام وكانت وكيلة لوزارة التخطيط, وثلاثتنا نشترك في حب وتذوق الفنون المختلفة وهما أول قارئاتي وأهتم للغاية برأييهما فيما أكتب, وهما مع هشام ابني الصحبة والرفقة والأهل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.