قال الحكم الدولي جهاد جريشة إن وصوله للتحكيم في الألعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو لكرة القدم صيف هذا العام شرف كبير, لما فيه من تقدير لبلاده وكل حكام مصر وله كحكم حقق مستوي معينا, كما أن هذا الاختيار خطوة كبيرة في طريق وصوله إلي الحلم الأكبر وهو التحكيم في كأس العالم روسيا2018 أعلي مستوي يحلم بالوصول إليه أي حكم علي مستوي العالم, مشيرا إلي أنه يبذل قصاري جهده من أجل تحقيق هذا الحلم الذي سيكون نقلة كبيرة في مسيرته مع الصفارة وإضافة بشكل عام للتحكيم المصري. وواصل جريشه كلامه قائلا: منذ أن دخلت في منظومة الترشح للمونديال وأنا أري أشياء لم أكن أتخيلها, أشياء بجد تصنع الفارق وطريقة تعامل وتقييم علي أعلي مستوي ففي كل المعسكرات أشعر بالارتياح ولا يوجد عندي أي قلق أو توتر لسبب بسيط هو أنني متأكد أنني سأنال حقي بمنتهي الدقة وسيتم تحديد مستواي بطرق لا تقبل الشك ولا المجاملات ولا المحسوبية, فكلما تفوقت تقدمت, وكلما تعبت وعرقت وأخلصت في عملك نلت التقدير المناسب.. هكذا يكون التحكيم والتقييم علي مستوي العالم, لهذا نري فعلا أن من يصل إلي المونديال هم نخبة الحكام علي الأرض لأن معايير الاختيار عالية الدقة ولا يوجد شيء للصدفة أو التقدير العشوائي فكل شيء محسوب وكل خطوة لها أرقامها والحكام الذين تم ترشيحهم لكأس العالم يتم وضعهم تحت اختبارات قاسية جدا والعديد من الامتحانات والمواقف والمشاركة في البطولات ليتم التأكد أن المستوي ثابت وليس مجرد صدفه أو لحظة توفيق هكذا يكون الاختيار والتقييم وتحديد الأفضل.. نعم أتعب كثيرا ولكنني واثق من أنني سأنال حقي. وبسؤاله عم إذا كانت هذه الأساليب تطبق في مصر أم لا ؟ قال الدولي جهاد جريشة: في مصر مع احترامي للجميع لا يوجد نظام كامل من أجل الوصول لأفضل حكام بالرغم من أننا لدينا مواهب وكفاءات علي أعلي مستوي يمكن أن تصل إلي المونديال بسهولة, في مصر دائما أشعر بالقلق والتوتر وأهدر وقتا طويلا في هذا القلق وأعيش لحظات ليست جيدة لأنني أعرف أن أساليب التقييم ليست نموذجية وهذا نعاني منه علي مدار سنوات طويلة مع احترامي وتقديري للجميع يوجد الكثير من الحكام لا يحصلون علي حقوقهم كما ينبغي وأنا هنا لا أتحدث عن مرحلة معينة بل أتحدث بشكل عام, لهذا نادرا ما يتم إفراز حكام مصريين علي مستوي عالمي, نحن بحاجة إلي منظومة شاملة تتفق والمنظومة العالمية في أسس وأساليب التقييم والاختيار والتجهيز حتي يكون لدينا حكام في كل البطولات ونحن نمتلك المقدرة علي ذلك ما دامت الأجواء متوفارة والحمد لله في كل الاختبارات التي دخلتها نجحت في التميز والتفوق علي الكثيرين لكن المشوار لا يزال طويلا حتي أصل إلي حلمي. وحول ما إذا كان اختياره للتحكيم في ريو دي جانيرو مؤشرا كبيرا علي أنه سيكون في المونديال قال جريشة: بالطبع مؤشر جيد لكن ليس كبيرا لأنه إحدي مراحل التقييم والاختيار ومعرفة المستوي تحت ضغوط وفي ظروف مختلفة, ولن يكون هذا هو الأخير فأمامنا سلسلة أخري من البطولات سنخوضها علي مستوي أعمار سنية مختلفة علي مستوي العالم وبعده يكون القرار النهائي باختيار حكام مونديال روسيا الذي أطمع في أن يوفقني الله في نيل شرف الظهور فيه لاسيما وأنني سبق وأن شاركت في كأس العالم للشباب بنيوزيلندا2015 وأدرت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وهذه كلها مراحل تقييم وكلما تتميز تمنح فرصا أخري. وحول المشكلات التي تواجهه وخصوصا في عمله وتصعب من مهمته في تحقيق حلم التحكيم في المونديال قال الحكم الدولي جهاد جريشة في ختام كلامه: يوجد معي حكام من كل دول العالم ينالون تقديرا كبيرا من دولهم وحلولا لمشكلاتهم حتي يركزوا في مهمتهم فقط لأنها مهمة عالمية وتشرف أي بلد.. وشخصيا لا أريد أكثر من تسهيل مهمتي.. فأنا موظف بالهيئة العامة للبترول ونظرا لأني أقيم بميت غمر بالدقهلية طلبت منذ ثلاث سنوات مضت نقلي إلي شركة تابعة للهيئة في منطقة طلخا وهو ما تمت الموافقة عليه بالفعل ليكون عملي بالقرب من إقامتي لتوفير الجهد وعناء السفر للتركيز في تدريباتي واستعداداتي. ولكني منذ ثلاث سنوات ونصف إلي الآن ما زلت معارا بالشركة ذاتها علي الرغم من تواجدي بصورة مستمرة لممارسة عملي وتقاريري مميزة بالشركة ولله الحمد وكل ما أرجوه من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن يوافق علي نقلي نهائيا إلي شركتي المعار إليها حاليا منذ ثلاث سنوات ونصف من أجل استقراري وزيادة تركيزي في عملي الذي يعد عملا وطنيا يرفع اسم مصر في المحافل الدولية. كما أن استقراري في عملي سيساهم في تركيزي في الاستعدادات والتدريبات لتمثيل مصر بلدنا بالصورة المشرفة في البطولات والمحافل الدولية.. كما أطمع في دعم ومساعدة المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة من أجل تحقيق هذا الحلم. أولهم يوسف وأبرزهم قنديل والغندور وآخرهم عصام حكامنا في المونديال.. قليلون جدا منذ أن عرفت الدنيا كأس العالم لكرة القدم لم يظهر الحكام المصريون فيها إلا في سبع مناسبات متفاوتة وبعيدة, مما يشير إلي أن المصريين بعيدون عن المونديال ولم ننل الفرصة التي تليق بنا فظهورنا في التحكيم قليل جدا رغم أننا كان لنا شرف الظهور في النسخة الثانية لكأس العالم1934 في إيطاليا عندما وقع الاختيار علي أول حكم مصري يدير مباريات المونديال وهو الحكم المساعد يوسف محمد وفي هذه البطولة شارك منتخب مصر لكرة القدم في أول ظهور له في المونديال.. وشارك يوسف محمد في إدارة مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا في ربع النهائي وانتهت المباراة بفوز تشيكوسلوفاكيا3/.2 وابتعدنا كثيرا فلم نظهر إلا بأسطورة التحكيم المصري علي قنديل والذي ظهر في بطولتين متتاليتين عام1966 في إنجلترا وخلالها أدار لقاء تشيلي وكوريا الشمالية في مدينة ميدلزبره الإنجليزية وتعادل الفريقان1/1.. وشارك قنديل للمرة الثانية في مونديال1970 بالمكسيك, وأدار مباراة السلفادور مع المكسيك وخلالها فاز المكسيك برباعية بلا رد.. وفي عام1974 في ألمانيا تواصل التحكيم المصري للمرة الثالثة علي التوالي وكانت هذه المرة من نصيب القامة التحكيمية الكبيرة مصطفي كامل محمود وأدار مباراة ألمانياالغربيةوأستراليا, وحسمها الألمان بالثلاثة دون رد. وبعد علي قنديل ومصطفي كامل محمود غاب التحكيم المصري عن المونديال20 عاما وفشل أي حكم مصري في الظهور في كأس العالم حتي بطولة1994 في أمريكا عندما وقع الاختيار علي المساعد الدولي حسن عبد المجيد وكان قد شارك قبلها في دورة الألعاب الأوليمبية عام92 في برشلونة علي طريقة ما يحدث مع جهاد جريشة حاليا. وخامس حكم مصري كان جمال الغندور وهو واحد من أساطير التحكيم المصري لأنه أعاد أمجاد علي قنديل وشارك في دورتين للمونديال في1998 بفرنسا و2002 بكوريا واليابان, وأدار مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية, وفازت فيها كوريا3/5 بركلات الترجيح وخلال هذه المباراة اتخذ الغندور قرارا أثار جدلا كبيرا واتهامات ضد الغندور من الإعلام الإسباني عندما ألغي هدفا لإسبانيا سليما حرم الأسبان من الوصول لنصف النهائي. وجاء الظهور السادس من نصيب الحكم الدولي المساعد وجيه أحمد في بطولة كأس العالم2002 بكوريا واليابان, وشارك في إدارة ثلاث مباريات: إسبانيا مع باراجواي والبرتغال مع بولندا والبرازيل وكوستاريكا.. وجيه شارك قبلها في أولمبياد سيدني.2000 أما آخر ظهور فكان للحكم الدولي رئيس لجنة الحكام السابق عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي عصام عبد الفتاح في مونديال2006 في ألمانيا وأدار مباراة أستراليا مع اليابان... ومنذ عشر سنوات لم يظهر أي حكم مصري في المونديال وجاء الدور علي جهاد جريشة الأكثر ظهورا وتألقا وفرصته كبيرة ليكون ثامن الدوليين المصريين في المونديال ليكون ممثلا لمصر في هذا المحفل العالمي بعدما عجز منتخبنا عن رفع اسمنا في أهم تجمع لكرة القدم في العالم فلم يستطع التأهل منذ مونديال إيطاليا.1990