عندما يطلق الناس في أسوان علي شخص لقب الشيطان فهو بطبيعة الحال مجرم عتيد يمارس كل الحيل الشيطانية للإفلات من جرائمه, أما أن يكني مجرما نفسه بهذا الوصف متشبها بالشيطان الرجيم والعياذ بالله فبالتأكيد أنه لادين ولا أخلاق له. علاء الثلاثيني العمر.. هو واحد من الشباب العاطل الذي ظلم نفسه وسار علي طريق الشر بعد أن حطت عليه الحياة بظروفها الصعبة, خاصة وقد نشأ في بيئة خصبة بذورها شيطانية وثمارها إجرامية, ولم يجد الناصح الأمين الذي يرشده إلي طريق الهداية. وكعادة أي شاب مهتز نفسيا يبحث عن لقمة عيش ولو مغموسة بالمال الحرام, بدأ علاء ابن أحد مراكز محافظة أسوان الخطوة الأولي في مشواره مع الإدمان بجلسة فرفشة مع أصدقاء الشر, وهي الخطوة التي بدأها بجليس سوء وسيجارة بانجو اخرجت مافي عقله الباطن من تهيؤات حتي وجد نفسه داخل دائرة مغلقة لايستطيع الخروج منها, ولأن الكيف والمزاج يحتاجان إلي مال, والمال هنا غير متوفر لديه, سقط الشاب في دائرة أخري وهي دائرة توزيع البانجو والبيع بالقطاعي في مقابل كيفه. ورويدا رويدا شرب الصنعة وذاق طعم المال الحرام وبدأ في التفرد بتجارته غير عابيء بأن عيون الأمن ترقبه وتتحين اللحظة المناسبة للإيقاع به, وبمرور السنوات التي شهدت انفلاتا أمنيا كان علاء قد ذاع صيته واشتهر بلقب الشيطان الذي لايقدر عليه أحد, وبالفعل فقد كان شيطانا بأفعاله وأقواله ودائم الهرب والإفلات من رجال المباحث بالتخفي في المزارع تارة وفي الجبال تارة أخري, حتي جاء يوم القبض عليه وفي عز النهار, فبينما هو غارق في تجهيز أقراص مخدرة لتوزيعها في شم النسيم. كان رجال مباحث مديرية أمن أسوان قد وصلتهم المعلومات المؤكدة التي تؤكد وجوده في قريته الصغيرة, وعلي الفور وفي سرية تامة توجهت حملة بقيادة العميدين خالد إبراهيم مدير المباحث ومحمود عوض رئيس إدارة البحث, ليفاجأ الشيطان بالحملة وهي تحيطه من كل جانب ملقية القبض عليه وبحيازته سلاح ناري عبارة عن بندقية خرطوش وكمية من الأقراص المخدرة تامول.