الطريق إلي التخلص من محتل قمعي استيطاني مجرم لا يتردد في ارتكاب كافة أنواع الجرائم مثل الاحتلال الفارسي طويل وشاق, محفوف بمخاطر كبيرة, ويحتاج إلي تضحيات هائلة من جانب عرب الأحواز, خاصة أن هذا المحتل الفارسي, اعتبر ضم أراضيهم إليه مسألة بديهية انتهي أي نقاش يمكن أن يثار بشأنها, ويتعامل مع الأحوازيين علي أنهم رعايا من الدرجة الثالثة إن لم يكن يعتبرهم عبيدا مسخرين لخدمته فقط وليسوا مواطنين إيرانيين لهم كافة الحقوق السياسية والدينية والاقتصادية, وغيرها من حقوق المواطنة. عرب الأحواز من جانبهم لم يقبلوا يوما بالاحتلال, ولم يستكينوا لفكرة الأمر الواقع الذي فرض عليهم, ولم يعتبروا أنفسهم رعايا لدولة الاحتلال الفارسية, ولم يكفوا عن المطالبة بحقوقهم, وسلكوا سبل الاحتجاجات السلمية والانتفاضات داخل أراضيهم المحتلة للتنديد بالاحتلال والمطالبة بحق تقرير مصيرهم, ودفعوا في سبيل هذه الاحتجاجات والانتفاضات ثمنا لا يقدر من أرواحهم, وطابور طويل من الشهداء. ولأن القضية الأحوازية لم تبرز علي الساحة الدولية كأزمة يتحتم علي العالم التدخل لحلها بالطرق السلمية والمفاوضات, ولم تجد من يتبناها, وعانت علي مدي عقود طويلة من تعتيم دولي متعمد, لأسباب كثيرة, فقد بدأت فصائل مقاومة أحوازية عديدة تسلك سبل تعريف المجتمع الدولي بقضيتهم العادلة من خلال المسيرات السلمية والوقفات الاحتجاجية في العواصمالغربية, ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل لحل القضية من خلال الضغط علي دولة الاحتلال إيران. أولي خطوات عرب الأحواز علي طريق الاستقلال الحراك السياسي علي الأصعدة الدولية ومنها ما نظمته الأسبوع الماضي حركة النضال العربي لتحريرالأحواز من مظاهرة حاشدة أمام مقر الأممالمتحدة في العاصمة النمساوية فيينا منذ أسبوع إحياء للذكري91 لاحتلال الدولة الفارسية لأراضيهم. المظاهرات انطلقت من ساحة محمد أسد حيث شارك مئات المتظاهرين الأحوازيين والعرب والأجانب المناصرين لقضيتهم, وتجمع المتظاهرون أمام مبني المنظمة الدولية للتنديد باستمرار الاحتلال الفارسي للأحواز, مطالبين المجتمع الدولي بالضغط علي إيران من أجل إنهاء احتلالها وإيقاف جرائمها اليومية بحقهم. ورفع المتظاهرون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تدعو إلي وقف الإعدامات بحق النشطاء الأحوازيين والإفراج عن أسراهم القابعين في سجون الاحتلال الفارسي,كما ناشدوا الأممالمتحدة بالتدخل العاجل لإيقاف سياسات التهجير القسري وتغيير التركيبة السكانية التي يقوم بها المحتل الفارسي, وكذلك إغاثة المنكوبين الأحوازيين جراء الفيضانات المصطنعة التي اجتاحت مناطق واسعة من شمال الأحواز بعد ما تعمدت سلطات الاحتلال فتح السدود وإغراق هذه المناطق. ودعا المتظاهرون الأممالمتحدة بكافة مؤسساتها إلي تحمل مسئولياتها المنصوص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية لنصرة الشعوب المحتلة والمضطهدة ولاسيما الشعب العربي الأحوازي. وذكرت الحركة في بيانها أن هذا اليوم هو البداية الفعلية لمأساة شعبنا التي امتدت آلاما إلي يومنا هذا, ولكنها كانت سجلا من مآثر المقاومة التي سطرها شعبنا بثوراته وانتفاضاته علي امتداد ربوع الأحواز, ثورات العشائر والقبائل, وانتفاضات العمال والطلبة, وانتفاضات ضمت كل فئات الشعب الأحوازي. وأضاف البيان أن المقاومة الشعبية الأحوازية للمحتل الفارسي, لم تتوقف بل تنوعت وتطورت وكانت انتفاضة أبريل2005 القاصمة التي كسرت الحصار الذي عزل شعبنا بداخله بتواطؤ دولي صريح. خرجت القضية الأحوازية من شرنقة الحصار بفضل الصمود الأسطوري لشعبنا وبفضل نضاله الذي لم يلن ولم يهادن, كما جاء في البيان: نحن نتوقع من المحتل الفارسي الذي تحركه دوافع الحقد والكراهية, أسوأ مما كان يفعل, إلا أن شعبنا عودنا الصمود وعدم الخضوع لإرادة المحتل. وفي السياق نفسه تظاهر عشرات الأحوازيين المقيمين في استراليا أمام السفارة الفارسية بمدينة كانبرا بمناسبة ذكري الاحتلال,وعبروا عن رفضهم للاحتلال الفارسي مؤكدين تمسكهم بمطالبهم القومية والوطنية ودحر الاحتلال وبناء الدولة الوطنية الأحوازية, داعين الأشقاء العرب والعالم الإسلامي والمجتمع الدولي إلي الوقوف إلي جانب قضيتهم ودعمها علي المستويات الإقليمية والدولية. سلسلة المظاهرات التي أقامها الأحوازيون شملت عددا من العواصمالغربية خلال أبريل الجاري إحياء لذكري هذا اليوم الأسود في تاريخ الأحواز المعاصر حيث الانتهاكات والأعمال الوحشية وعلي رأسها الإعدامات والاعتقالات الجماعية التي يمارسها العدو الفارسي الغاشم ضد الشعب العربي الأحوازي علي مرأي ومسمع المجتمع الدولي, تلك الممارسات التي تزداد شراسة يوما بعد يوم, وردا علي الإجراءات العدوانية الأخيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال في الأحواز ومن بينها فتح السدود التي ألحقت أضرارا كبيرة بمزارع وممتلكات المواطنين الأحوازيين حيث أجبرتهم علي ترك أراضيهم. قادة هذه التحركات السياسية أكدوا أنهم يهدفون من تظاهراتهم إلي الضغط علي المحتل الإيراني الغاشم علي حد وصفهم, وحث المجتمع الدولي علي تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الأحوازي وإعلان احتجاج هذا الشعب حول تهميش قضيته, إيمانا من عرب الأحواز بجدوي استخدام جميع الوسائل المشروعة ضد الاحتلال الفارسي, من أجل نيل حقوقهم المشروعة من خلال العمل الميداني والسياسي, وعلي رأس هذه الحقوق التحرر وتشكيل الدولة الأحوازية المستقلة. كما اعتصم العشرات من أعضاء ومناصري حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أمام مبني شركةOMV النفطية في العاصمة النمساوية فيينا في وقت سابق احتجاجا علي نية الشركة بالتعاقد مع دولة الاحتلال في حقول نفط الأحواز. وطالب المعتصمون الشركة بعدم الاستثمار في حقول نفط الأحواز, معتبرين أن تعاقدها مع دولة الاحتلال يعد اسهاما في نهب ثروات الأحوازيين. ورفع أعضاء ومناصرو حركة النضال العربي لافتات باللغات العربية, والإنجليزية والألمانية تضمنت شعارات تحذر الشركة من أن استثمارها في حقول النفط في الأحواز سيتسبب في المزيد من القتل والإعدامات بحق الأحوازيين. وأكدت حركة النضال العربي أنها ستحتفظ بحقها الشرعي والقانوني في استهداف المنشآت النفطية, وحملت الحركة شركةOMV, عواقب ما ستئول إليه أوضاع موظفي وطاقم الشركة إذا ما قرروا الذهاب إلي الأحواز. تجدر الإشارة إلي أن حركة النضال العربي قد حذرت الشركات العالمية العاملة في قطاع الطاقة-النفط والغاز-بعدم الاستعجال في تنفيذ مشاريع استثمارية في مجال الطاقة بعد رفع العقوبات الدولية عن الدولة الفارسية وذلك خلال المؤتمر السنوي الأول الذي أقامه مركز لندن لممارسة القانون الدولي(LCILP)في العاصمة البريطانية خلال مارس الماضي.