في هذه المرة لم أشاهد عن قرب أو عن بعد.. ولكني عشت معهم.. ومع ثورتهم.. التي بدأت من شرارة أطلقتها مجموعة من الشباب المصريين من خلال الفيس بوك لتستقر في ميدان التحرير. وتعلن ثورة الشباب الذي استطاع أن يغير التاريخ.. واستطاع أن يجذب إليه الشعب المصري كله.. في ثورة حقيقية.. انفجرت من بركان كان مخنوقا تحت أحجار الصوان.. لتنطلق أكبر ثورة حقيقية في تاريخ الثورات.. وتعطي درسا ونموذجا لم يسبق شعبا في تقديمه.. وفي سرعة مذهلة أذهلت العالم كله.. وفاجأت كل شعوب العالم وقادته.. وحكمائه ومفكريه.. وهم ينظرون إلي ثورة مصر التي تحدث بخطي لم تشهدها ثورة في التاريخ. احتلت أحداث الثورة كل أخبار العالم.. وكل نشرات الأخبار.. والصفحات الأولي لأكبر المجلات العالمية.. وآراء الاندهاش والتقدير من كل معلق يالعالم بهذا الذي يدور في مصر الثورة. وعشت معهم لحظات التغيير.. والتلاحم والطمأنينة التي أصبحت صفة من صفات شعب ميدان التحرير.. التي كان يشعر بها كل من عاش لحظات ميلاد التغيير.. وذلك اللقاء الطيب والغريب بين عناصر الشعب الثائر الذي يحافظ علي نقاء ثورته.. وكأنهم كانوا جميعا علي موعد مع القدر ليعيش تحقيق الأحلام.. والوقوف بكل قوة تضامنية أمام كل عدوان عليها.. ويسقط منهم شهداء كتبوا بدمائهم تاريخا سيخلد ذكراهم عبر السنين.. وإذا الحلم قيقة.. والأماني إيراده. عشتها معهم.. وتحقيق للثورة ما أرادت.. وبدأ الشباب.. والكبار.. سيدات ورجال.. وحتي الأطفال.. الذين لن تفارقهم اللحظات التي عاشوها في ميدان التحرير مع كل الثوار طوال عمرهم.. اشتركوا جميعا بإعادة تنظيف الميدان من بقايا آثار الزحام الذي بالملايين.. ليضربوا مثلا حضاريا للثورات.. وعشت مع مستشفي الطوارئ التي عاشت في أحداث الثورة.. وبها أطباء وطبيات يعالجون المصابين بكل سرعة وإتقان.. ويزيد عددهم وكلهم متطوعين علي500 طبيب وممرض وممرضة.. يعيشون في ورديات عددها100 كل فترة دون انقطاع للوجود. وكان تجمع الجماهير يحدث تلقائيا من طبقات الشعب المختلفة.. وكان لا يعبر عن قيادات حزبية تقود أحداثه كان الشعب هو القائد وترك العالم في حيرة البحث عن الشبح الذي يقود هذا الشعب في ثورته ونظامها الرائع النقي.. وفي النهاية اعترف العالم بأن الشعب المصري كله هو القائد.. وهو حامي حمي بلدته.. ولبيت نداء اللجان الشعبية.. وعشت أيضا ليلها وأسلوبها في حماية الأسر والمنازل.. من أي عدوان أو مخاطر.. عشت مع شباب اللجان الشعبية.. ولي معها وقفة طويلة لابد من ذكرها وتسجيلها.. واشتراك اللجان مع الجيش في تحقيق الأمان.. بنظام سيطول ذكره.. وله ميعاد آخر. وحتي الآن.. أنا لا أشاهد.. ولكني أعيش معهم! عيون.. تعيش