أثارت الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي جدلا واسعا في أوساط الحياة السياسية وكذا الرأي العام فقد كان واضحا أن ساركوزي تعمد أن تكون زيارته لعدة ساعات ليرسل رسائل عديدة إلي اليمين الفرنسي بأنه عند موقفه الرافض لوجود تركيا في أوروبا. بل أنه تعمد إستفزاز الشعب التركي فمليح جودتشيك رئيس بلدية أنقرة والذي كان ضمن مستقبلي ساركوزي في مطار أسينبوا بالعاصمة صرح لمقربين منه كم أنه أنزعج وهو يري ساركوزي يهبط من طائرته وفمه يلوك اللبان, وهو ما يثير حفيظة الاتراك كونه سلوكا يعكس سوء أدب واحترام. وقد امتد عدم الارتياح داخل أروقة الحكم, فرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان لم يخف تحفظه واراد أن يلقن الضيف الفرنسي درسا في التاريخ فخلال استقباله مساء أمس الاول قام آردوغان بإهدائه هدية ذات دلالة وهي عبارة عن رسالة التي كتبها السلطان العثماني سليمان القانون عام1526 م ردا علي الاستغاثة التي أرسلها له ملك فرنسا انذاك عندما وقع اسيرا في يد الالمان وفيها يطلب العون من الدولة العثمانية, وقد استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هو السلطان سليمان القانوني وعلي أي البلاد والبحار والأقاليم يحكم ويهيمن, وإلي حجم بلاده وقوتها, ثم طمأن الملك الفرنسي الأسير, بأنه سينقذه, وبالفعل أرسل إليه قوة عسكرية حررته من قيوده. ورغم ذلك قالت صحيفة ميلليت أن موقف الرئيس الفرنسي ساركوزي المتبع ضد تركيا رغم أنه مستفز إلا أنه واضح وعلني علي عكس بلدان أخري بالاتحاد الاوروبي يجاملون ويقفون مع تركيا في الظاهر ولكنهم يطعنونها من الخلف, ومضت قائلة لقد قدم ساركوزي رسالة مضمونها تخلوا عن اصراركم للحصول علي العضوية التامة مقابل منحكم صفة خاصة لتأمين العديد من المكاسب والاستمرار ببقائكم جسرا بين الشرق والغرب لانه لا يمكن لدولة اخري ان تملأ مكانكم ودوركم المهم في المنطقة وبالتالي العمل علي تطورير العلاقات بين البلدين بجميع المجالات وبطبيعة الحال وكما قالت صحيفة حريت رفض ساركوزي تقديم أي تعهد لتركيا بشأن عضويتها التامة رغم طلب الرئيس جول ولتنتهي المباحثات دون التوصل لشيء من هنا تنبأت صحيفة راديكال ألا تشهد العلاقات التجارية بين البلدين تطورا ملموسا في ظل تناقض موقفي الدولتين. المحللون السياسيون من جانبهم أكدوا ان دول الاتحاد الاوروبي تراوغ وتخدع تركيا وهو موقف أصاب الشعب التركي بخيبة أمل ومن اجل ذلك سيعيد رئيس الوزراء طيب اردوغان النظر في مجمل العلاقات السياسية مع الاتحاد الاوروبي واضاف هؤلاء بقولهم ان اردوغان وخلال مباحثاته في الاسبوع القادم ببروكسل سيطلب بشكل واضح الالتزام بالوعود أو الاعلان صراحة وبشفافية عن الموقف النهائي للاتحاد الاوروبي تجاه بلاده, لانه لايمكن لتركيا الانتظار لفترة طويلة غير أن مصادر أكدت وجود قناعة لدي أهل الحل والعقد في أنقرة بان تركيا ستنال العضوية الكاملة في هذا التجمع الأوروبي طال الوقت أم قصر.