بدأت مصر والسعودية عهدا جديدا من التواصل والتعاون والشراكة, ودشنت الدولتان الكبيرتان أمس صفحة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك بصفتهما جناحي الأمن القومي للأمة العربية. وشهدت جمعة الشراكة الإستراتيجية أمس, قمة هذا التعاون, بعد اتفاق الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز علي إنشاء الجسر البري الذي يربط بين البلدين الشقيقين وكذلك بين القارتين الإفريقية والآسيوية بطريق بري في خطوة تاريخية ستحدث نقلة غير مسبوقة في التبادل التجاري وحركة العبور بين الجانبين. وتوقع وزير النقل د. جلال السعيد في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن تبلغ العائدات السنوية لهذا الجسر الذي أسماه شريان الخير أكثر من200 مليار دولار نتيجة نقل البضائع إلي جانب ما سيحدثه من نهضة عمرانية وصناعية تجلب الخير والتنمية للشعبين المصري والسعودي بما يتضمنه من ممرات للسيارات والشاحنات وقطار سكة حديد لشحن البضائع, مؤكدا أنه سيتم البدء فورا في الإجراءات الفنية للجسر, الذي دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي إطلاق اسم الملك سلمان عليه. في السياق ذاته, أثار اتفاق الزعيمين المصري والسعودي علي إنشاء جسر الخير ارتياحا كبيرا لدي القطاع السياحي المصري الذي اعتبرت قياداته هذا الربط البري فتحا علي السياحة لما سيحدثه من سهولة في تدفق الحركة الوافدة بريا لاسيما علي مناطق جنوبسيناء السياحية. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز قد شهدا أمس توقيع17 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون في جميع المجالات. يأتي ذلك فيما يواصل خادم الحرمين الشريفين اليوم زياراته في بلده الثاني مصر بزيارة الأزهر الشريف, هي الأولي من نوعها لقلعة الوسطية في العالم الإسلامي بعد لقائه أمس بمقر إقامته الدكتور أحمد الطيب وبحث سبل تدعيم التعاون وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والمملكة, كما التقي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لأول مرة في تاريخ الكنيسة المصرية. كان الرئيس السيسي قد عقد جلسة مباحثات موسعة أمس مع خادم الحرمين الشريفين بقصر الاتحادية ضمت وفدي البلدين وتناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية علي جميع الأصعدة, بما في ذلك تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم السبع عشرة التي توصل إليها الجانبان وجرت مراسم التوقيع عليها أمس. وقد أعلن الزعيمان خلال مؤتمر صحفي مشترك بقصر الاتحادية أمس الاتفاق علي إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين وذلك في خطوة تاريخية, بما يسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات إلي مستوي متميز وغير مسبوق. ودعا الرئيس السيسي إلي إطلاق اسم الملك سلمان علي الجسر, كما قلده قلادة النيل تقديرا لمواقفه الإقليمية والدولية, وقال إننا ندشن اليوم معا صفحة جديدة علي درب العمل العربي المشترك. من جاتبه عد خادم الحرمين الشريفين إنشاء الجسر بالخطوة التاريخية مؤكدا وقوف بلاده إلي جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف, مما يجعل البلدين حصنا منيعا للأمتين العربية والإسلامية.