أدلي المتهم بقتل صديقه في منطقة عين شمس باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث عن جريمته النكراء التي أنهي خلالها حياة صديقه الذي أقرضه أموالا في أزمته ووقف بجواره إلا أنه اعتبر قيام المجني عليه بإجباره علي توقيع إيصالات أمانة بأكثر من ضعف المبلغ الذي اقترضه استغلالا كبيرا من صديقه الذي لم يكن يتوقع أن يعامله مثل الغرباء. حيث قال المتهم في اعترافاته: نشأت بيني وبين كمال علاقة صداقة منذ أكثر من3 أعوام بسبب تعاملنا في مجال العقارات فكنا نجلس معا بالساعات علي المقاهي نسرد الروايات ونتبادل الحكايات كل منا عن أحواله و كانت علاقتنا طيبة جدا وكان هو كثيرا ما يجلب لي أعمالا لتركيب الرخام أو السيراميك في منطقة عين شمس وخارجها في المدن الجديدة عن طريق علاقته بمعارفه المتعددة. وسرد المتهم قصة الجريمة قائلا: ضاقت بي الأحوال منذ أكثر من عام و بدأت الأعمال تقل ولم يكن أمامي سوي الاقتراض من أصدقائي الذين كان منهم كمال الذي أعطاني الأموال علي3 دفعات في كل مرة500 جنيه ورغم أنني وعدته برد الأموال خلال أشهر إلا أنني تعثرت ولم أتمكن من إعادة الأموال له للحصول علي إيصالات أمانة وجعلني أوقع عليها قبل الحصول علي المبالغ التي كانت1500 جنيه إلا أنه أجبرني علي توقيع إيصالات ب4500 جنيه وذهبت إليه في تلك الليلة لكي أقترض مبلغا من المال نظرا لضيق الأحوال. وأكمل المتهم: صعدت درجات سلم العقار حتي الدور الخامس وهو الأخير علي قدمي متثاقلا و كارها لتلك الزيارة التي اعتبرتها أثقل من الجبل وطرقت الباب بعد أن وصلت مقطوع الأنفاس وفتح لي كمال الباب عابس الوجه فداعبته وتحدثت معه بلطف لكي يلين معي في الحديث وطلبت منه أن يفتح التلفاز علي قناة شعبية للاغاني لسماع أغنية آه.. لو لعبت يا زهر وبعد أن شربنا الشاي أخذت أقسم له أنني سأرد له أمواله في أول عمل يأتي لي وأنني أريد أن احصل علي الأوراق التي وقعتها باسمي ولكنه لم يقتنع بكلامي وقام بتوبيخي ومعايرتي بالفقر, و أخذ يكيل لي الشتائم وحدثت بيننا مشادة كلامية وخلال لحظات قليلة دخلنا في عراك بالأيدي نال كل منا نصيبه من الصفعات واللكمات فأسرع إلي ركن بغرفته محاولا التقاط سكين فتمكنت من السيطرة عليه وطرحته أرضا وأمسكت السكين وسددت له طعنة في جنبه الأيسر وسحبتها وسال بحر من الدماء في الحال, وخشيت افتضاح الأمر وشعور الجيران فكتمت أنفاسه بوسادة بجانبي حتي صمت للأبد. وأكمل المتهم في كلمات جامدة: هبطت من الغرفة علي السلم بعد أن أغلقتها بالقفل من الخارج و هرولت إلي أقرب وسيلة مواصلات و ذهبت إلي أحد أقاربي في الإسكندرية وبدأت أبحث عن عمل هناك خلال أسبوع إلا أنني كنت أتوقع أن يتم القبض علي في أي لحظة بعد أن علمت من الجيران بأنهم اكتشفوا مقتل كمال وأن الشرطة بدأت تسأل عن أصدقائه و كان بعض الجيران من سكان العقار و المحال المجاورة قد شاهدوني في ليلة الحادث أصعد إلي المجني عليه و أنا لم أقصد قتله ولكنه لم يكن صديقا وفيا ورغم ذلك فأنا نادم علي قتله لأنني أضعت نفسي. كان اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي بلاغا من أهالي منطقة عين شمس يفيد بانبعاث رائحة كريهة من داخل عقار بشارع الإمام علي. وبانتقال فريق بحث بقيادة المقدم محمد السيسي رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس والنقيب أحمد كامل نبيل معاون مباحث قسم شرطة عين شمس وبالفحص تم العثور علي جثة كمال محمد(52 سنة) سمسار عقارات مقيم بمفرده بغرفة أعلي سطح العقار المشار إليه ويرتدي ملابسه كاملة وبجواره سكين مدممة والجثة في بداية حالة تعفن وبمناظرتها وجد بها طعنة نافذة بالجانب الأيسر. تم وضع خطة بحث كان من أهم بنودها فحص علاقات وخلافات المجني عليه وما قد يرقي منها أن يكون دافعا لارتكاب الواقعة وبإجراء التحريات بمنطقة الحادث وصولا لشهود رؤية و فحص المترددين علي العقار محل الحادث و تجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات تبين أن مرتكب الواقعة حسونة عادل(46 سنة) عامل رخام ومقيم بعزبة أبو سليمان بالإسكندرية وله محل إقامة آخر بشارع العشرين في عين شمس وسبق اتهامه في قضية سرقة مسكن. وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطه وبمواجهته اقر بأنه تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه وسبق اقتراضه1500 جنيه منه والتوقيع علي4 إيصالات أمانة بقيمة4500 جنيه ونظرا لمروره بضائقة مالية توجه إليه منذ أيام لاقتراض مبلغ آخر إلا أن المجني عليه رفض فحدثت بينهما مشادة كلامية قام علي أثرها بالتعدي عليه بسكين وأحدث إصابته التي أودت بحياته واستولي علي هاتفه المحمول وفر هاربا. تم بإرشاده ضبط الهاتف المحمول المستولي عليه بمسكنه وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهم وإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبسه4 أيام وتولت التحقيق.