وافق أكراد سوريا وحلفاؤهم, أمس, علي خطة لإقامة نظام حكم فيدرالي في شمالي البلاد, مما أثار انتقادات فورية من الحكومة والمعارضة علي حد سواء. وقال مسئول كردي رفيع, إن الفصيل الكردي الرئيسي, حزب الاتحاد الديمقراطي, وقادة جماعات دينية وعرقية حليفة أقروا النظام الفيدرالي للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في مؤتمر عقد في بلدة رميلان بمحافظة الحسكة, شمال شرقي سوريا. وقال إدريس نعسان لوكالة الأنباء الألمانية كانت هناك موافقة ساحقة علي الوثيقة, دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وفي مشهد نادر للوحدة, عارضت الحكومة السورية والمعارضة هذه الخطوة. ونقلت وكالة الأنباء السورية( سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية لم تسمه, قوله إن أي إعلان يتعلق بالفيدرالية لا قيمة له, ولن يكون له أي تأثير قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. وحضر المؤتمر الذي عقد في رميلان نحو200 ممثل عن جماعات عرقية ودينية مختلفة تمثل حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفاءه. وأفادت وكالة أنباء هاوار الكردية بأن الممثلين أنشأوا جمعية تأسيسية, والتي انتخبت الكردية هادية يوسف, ومنصور سلوم, كرئيسين مشتركين للجمعية. ووفقا للوكالة, فسيتم تشكيل هيئة من13 عضوا لتطبيق النظام الفيدرالي في غضون ستة أشهر. وقالت هاوار إن هذه الخطوة دفعت الأكراد الذين يعيشون في مدينة رأس العين شمالي سوريا للنزول إلي الشوارع للاحتفال. علي صعيد آخر, أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الدعوات لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد تتعارض مع القانون الدولي وتعد ضربا من الجنون. ونقلت قناة( روسيا اليوم) عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, قولها في مؤتمر صحفي عقدته أمس: تعد جميع الأحاديث حول رحيل هذا أو ذاك من الزعماء خارج نطاق القانون, بالإضافة إلي القوانين الداخلية للدول, هناك ميثاق الأممالمتحدة الذي يتضمن أحكاما واضحة حول عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وأشارت الدبلوماسية الروسية إلي أن سيناريو تغيير الأنظمة لم يؤد أبدا إلي أي نتيجة إيجابية. من جانبه, قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, أمس, إن نجاح بلاده العسكري في سوريا سمح له بإصدار أوامر بسحب جزئي للقوات, لكنه شدد علي أن الكرملين قادر علي تعزيز وجوده مرة أخري خلال ساعات وأنه سيواصل شن غارات جوية. وفي كلمة بالكرملين بعد ثلاثة أيام من إعلان قرار الانسحاب قال الرئيس الروسي, إن القوة الصغيرة التي أبقي عليها لدي أوثق حلفائه في الشرق الأوسط كبيرة بدرجة كافية لمساندته في مواصلة تقدم قواته. وقال بوتين أمام أكثر من700 جندي وضابط خلال حفل بالكرملين: إنني متأكد من أننا سنشهد انتصارات جديدة ومهمة في القريب العاجل, معربا عن أمله في أن تستعيد القوات الحكومية تدمر قريبا.