يواجه اتحاد كتاب مصر أزمة عنيفة تهدده بالشلل التام, إثر استقالة عدد كبير من أعضاء مجلس الإدارة, وتمسك رئيس الاتحاد الدكتور علاء عبد الهادي بإطار قانوني لحل الأزمة عرضه في بيان له, لذلك كان هذا الحوار المهم مع الكاتب محمد السيد عيد نائب رئيس الاتحاد, عضو مجلس إدارته وهو من ضمن فريق المستقيلين لاستيضاح جوانب الأزمة وتداعياتها علي صورة اتحاد الكتاب داخليا وخارجيا, فضلا عن القيام بدوره في رعاية أعضائه وسط هذه الانقسامات الحادة التي لم يشهدها طوال تاريخه.. دعنا نبدأ من حيث انتهت إليه الأزمة؟ ما رأيك في بيان رئيس اتحاد كتاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي؟ - يواجه الاتحاد, هذه الأيام عدة أزمات, أهمها: استقالة نحو عشرين عضوا من مجلس الإدارة, الذي يبلغ عدد أعضائه ثلاثين عضوا. ويترتب علي هذا الوضع سؤال حيوي, هو: ما الحل؟ الدكتور علاء عبد الهادي أراد أن يحل هذه المشكلة فصنع مشكلتين, الأولي: أنه أعطي نفسه حق قبول استقالة الأعضاء الذين تقدموا باستقالاتهم, والثانية: أنه قرر تصعيد نفس عدد الأعضاء المستقيلين من الأعضاء الذين خاضوا الانتخابات الأخيرة ولم يحالفهم التوفيق. وهذا تجاوز من علاء عبد الهادي لسلطاته التي حددها القانون علي وجه القطع, وهي توجيه الدعوة للجمعية العمومية لدور الانعقاد العادي وغير العادي ورئاسة الجمعية العمومية وإعداد جدول أعمالها وتمثيل الاتحاد لدي الغير وأمام القضاء والقيام بجميع الأعمال القضائية التي يتطلبها وضع قرارات مجلس الاتحاد موضع التنفيذ ومباشرة الأعمال التي يفوضه فيها مجلس الاتحاد.. وهل يمنح القانون د. علاء عبد العال قبول الاستقالة؟ - القانون لم يمنح علاء عبد الهادي حق قبول الاستقالات ولا حق تعيين البدائل, ولهذا فإننا نعتبر أن ما يفعله علاء عبد الهادي هو إجراء غير قانوني. إن علاء عبد الهادي يتعلل بأنه يطبق المادة رقم32 التي تقول إذ لا تزال عضوية أحد أعضاء المجلس أو أكثر أو خلا مكانه حل محله وللمدة الباقية من العضوية المرشح الحاصل علي أكثر الأصوات في آخر انتخابات أجريت لعضوية مجلس الاتحاد, وهكذا فإذا كان عدد الأماكن الشاغرة في مجلس الاتحاد خمسة أو أكثر, ولم يوجد من يشغلها دعيت الجمعية العمومية خلال خمسة عشر يوما من تاريخ خلوها لانتخاب أعضاء المراكز الشاغرة يكملون مدة الأعضاء الذين حلوا محلهم لكن هذا الكلام لم يكلف القانون به رئيس المجلس, بل أناط بالمجلس كله أن يقوم بعملية الاستبدال, في المادة رقم37 ونصها كالتالي يتولي مجلس الاتحاد إدارة شئون الاتحاد والبت في كل مامن شأنه تحقيق أهدافه.... إلخ. وما هو الحل الأنسب في تلك الحالة؟ - الحل الأنسب الذي ننصح به علاء عبد الهادي هو الدعوة لعقد الجمعية العمومية العادية في نهاية مارس, حيث ينص قانون الاتحاد, في مادته الحادية والعشرين, علي تعقد الجمعية العمومية للاتحاد اجتماعها العادي خلال شهر مارس من كل سنة, علي أن يتضمن جدول الأعمال البند الآتي: إعادة انتخاب المجلس كاملا خلال النصف الأول من2016, مع استمرار عمل هيئة المكتب في عملها لحين الانتهاء من الانتخابات الجديدة, أما عدم الانتهاء من الميزانية وتقرير النشاط فهذا أمر يمكن عرضه علي الجمعية العمومية لاتخاذ ما تراه مناسبا في ضوء الظروف القهرية التي يمر بها الاتحاد. لكن رئيس الاتحاد يقول إنكم استقلتم لأسباب موضوعية, منها خشية الأخونة, فما رأيكم؟ - فعلا, من أهم أسباب استقالتنا أننا نرفض أخونة اتحاد الكتاب, وقد قصدنا باستقالتنا والبيان الذي أصدرناه أن ننبه لخطورة الوضع, لأن الإخوان والمتعاطفين معهم يبلغ عددهم الآن ثلاثة عشر عضوا, وهم بهذا يمثلون كتلة تصويتية كبيرة, لأن الأغلبية في المجلس تتحقق بستة عشر صوتا, أي أن ماينقصهم عدد لايزيد علي ثلاثة أصوات, وقد تحققت لهم هذه الأغلبية في انتخابات هيئة المكتب حين انضم إليهم علاء عبد الهادي ومجموعته. إذن لماذا لم تصطفوا مع علاء عبد الهادي ضد الأخونة؟ - لأن ممارساته جعلته يخسر الأغلبية, حتي هيئة المكتب صارت في جبهة مضادة له. يشكو د. عبد الهادي في البيان من إغفال الإيجابيات التي قام بها الاتحاد تحت رئاسته, فما ردك علي ذلك؟ - السلبيات غطت علي الإيجابيات, لقد وصلت الأمور إلي حد غير مسبوق, هل يصدق أحد بأن رئيس الاتحاد وأحد أعضاء المجلس يتبادلان الشتائم أمام الجميع. أليست الجمعية العمومية هي المرجعية الوحيدة لحل مثل هذه المشكلات؟ - أوافق تماما علي هذا الرأي, وقد اقترحنا في البيان الذي أصدرناه أن تنعقد الجمعية العمومية العادية في موعدها في شهر مارس, حتي لو لم تكن هناك ميزانية أو تقرير نشاط, ويطرح الأمر علي الجمعية العمومية لتقرر الخطوات التي يمكن أن تقود الاتحاد في طريق حل الأزمة. لكني أري أن علاء عبد الهادي متمسك بالسلطة مهما تكن النتيجة. وهل فكرة الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية لم يصل لرئيس الاتحاد, كما أنها لم تقدم علي أي نحو قانوني سليم. ما مدي صحة ذلك؟ - صحيح. لكني أعرف أنه كانت هناك حركة لجمع الأصوات المطلوبة للمطالبة بعقد الجمعية العمومية, وأظن أنه حين يقرأ الناس هذا الحوار سيكون هناك اجتماع في الاتحاد للمطالبة بعقد جمعية عمومية, بعد جمع التوقيعات المطلوبة, كما أن بعض الأعضاء يعتصمون في الاتحاد منذ أيام, وأرجو من الأخ علاء أن لايعطي الفرصة لتصعيد الخلاف ضده, وأن ينسحب بكرامة. وهل ما يحدث هو حالة طبيعية, بحسب وصفه بأنه عندما تمر النقابات بتغيير شامل يحدث معه استقطاب شديد بين القديم والجديد فهل أنتم تمثلون تيارا ارتبط بالقديم ويرفض الجديد؟ - أري أن الاستقطاب ليس بين القديم والجديد, بل بين الإخوان والمتعاطفين معهم من ناحية, وبين الأعضاء العاديين من جهة أخري, فعلاء عبد الهادي ليس من الجدد, ومجموعة الإخوان إذا كانت هي التي تمثل التجديد فأنا أترك الحكم عليهم للكتاب. رأيك ما هي أسباب الأزمة الحالية؟ - أعتقد أن السبب الحقيقي أن علاء عبد الهادي ومجموعته تحالفوا مع مجموعة الإخوان والمتعاطفين معه. وهل هناك إجماع بين المستقيلين علي ضرورة رحيل المجلس الحالي؟ - بالنسبة لمجموعة السبعة فنحن نري ضرورة رحيل المجلس, وإجراء انتخابات جديدة كاملة. ما الحل إذا لم يكتمل النصاب القانوني لانعقاد الجمعية العمومية؟ وماهي خطواتكم القادمة؟ - بحكم معرفتي بعلاء عبد الهادي فأنا أتوقع أنه سيتمسك بالبقاء في موقعه والتعلق بشكليات غير صحيحة, لأنه الآن رئيس بلا مجلس, ومحاولته للمجيء بمجلس محاولة غير صحيحة. تري هل يحتاج الاتحاد لتدخل الدولة؟ - أرجو ألا يصل الأمر لهذا الحد؟ وألا تكون تصرفات رئيس الاتحاد سببا لهذا.