اشتبكت قوات الامن اليمنية ومتظاهرون مؤيدون للحكومة مع حشود تطالب بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح في العديد من المدن أمس. وقتل أربعة أشخاص علي الاقل واصيب العشرات في الاحتجاجات ضد حكم صالح الممتد منذ32 عاما. وقال شهود ان محتجا قتل بالرصاص واصيب اربعة لدي محاولة الشرطة تفريق حشود في مدينة عدن الجنوبية حيث يتزايد السخط ضد حكم صنعاء. وتظاهر الالاف في اجزاء عديدة من عدن بدافع الغضب من مقتل ستة اشخاص في وقت سابق الاسبوع الماضي وهتفوا بشعارات مناهضة لعلي صالح تطالبه بالانصات لصوت الشعب وترك السلطة. وخرج حوالي عشرة الاف من المؤيدين لصالح الي شوارع تعز ايضا. وقال التلفزيون الحكومي ان عددهم مليون شخص. وهتف المؤيدون' نعم للوحدة والاستقرار.. لا للفوضي والتخريب'. وذكرت مصادر طبية ان شخصا قتل واصيب82 آخرون أمس الجمعة اثر القاء قنبلة يدوية علي محتجين مناهضين للحكومة اليمنية في مدينة تعز. وقال شهود عيان ان عربة اتجهت صوب المحتجين- الذين يطالبون بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ ثلاثة عقود- والقي أحد ركابها قنبلة يدوية من نافذة العربة. وقال محتج طلب عدم ذكر اسمه' اقتربت العربة من الميدان وألقي أحدهم قنبلة انفجرت وسط المحتجين.. كان الامر مرعبا.' وسارعت عدة عربات اسعاف بالتوجه الي ساحة الحرية حيث يعتصم المحتجون منذ أيام. وقال مسئول كبير بوزارة الداخلية اليمنية لرويترز ان الشرطة عثرت علي العربة والقت القبض علي قائدها. وقال المسئول' عثروا علي السيارة والقوا القبض علي الرجل المشتبه بالقائه القنبلة اليدوية وهم يستجوبونه.' واتهم محتجون الحكومة بالوقوف وراء الهجوم لكنهم قالوا انهم لن ينسحبوا من الميدان. في غضون ذلك, حمل مصدر مسئول في أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي باليمن, أمس, قيادة تحالف أحزاب اللقاء المشترك( المعارضة الرئيسية بالبلاد) مسئولية ما وصل إليه الحوار الوطني من انسداد وكل ما يترتب من نتائج عن أعمال الفوضي والتخريب والإضرار بأمن الوطن والمواطنين الذي تشهده اليمن حاليا. وجدد المصدر- الذي يمثل الأحزاب المتحالفة مع الحزب الحاكم باليمن-, في تصريح صحفي له مساء أمس بصنعاء دعوة أحزاب اللقاء المشترك إلي ما وصفه بتحكيم العقل والمنطق والعودة إلي الحوار الوطني دون مماطلة أو تسويف وبما يخدم المصلحة الوطنية. وقال المصدر إنه علي الرغم من كل المبادرات التي قدمها المؤتمر الشعبي العام( الحزب الحاكم) وحلفاؤه( أحزاب التحالف الوطني) من أجل الحوار وتحقيق التفاهم والوفاق بما يخدم المصلحة الوطنية, وأخرها ما جاء في مبادرة رئيس الجمهورية مؤخرا, إلا أن تلك الأحزاب ظلت تماطل وترفض الاستجابة للجلوس علي طاولة الحوار بعد أن تنكرت لكل الاتفاقيات الموقعة معها ولجأت بدلا من ذلك إلي افتعال الأزمات وغوغائية الشارع والتحريض علي أعمال الفوضي والعنف والتخريب في الشارع اليمني. ووصف ما يحدث في الشارع اليمني من مظاهرات وفوضي حاليا, بأنه عمل مكشوف للإنقلاب علي الديمقراطية والشرعية الدستورية مع ما ترتب علي ذلك من إزهاق للأرواح وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وإخلال بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي. كما أعربت السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية صنعاء أمس عن قلقها بشأن ماوصفته بتزايد أعمال العنف ضد المواطنين اليمنيين. ونقلت شبكة( سي إن إن) الاخبارية الأمريكية عن السفارة الأمريكية قولها في بيان أصدرته' إننا نشعر بالقلق بشأن تزايد عدد الاعتداءات التي تتسم بالعنف ضد المواطنين اليمنيين الذين يتجمعون بصورة سلمية للاعراب عن وجهات نظرهم بشأن الوضع السياسي الراهن'. ووصف السفارة الأمريكية تزايد عدد هذه الاعتداءات علي المواطنين اليمنيين بأنه أمر مزعج.