مما لاشك فيه أن فكرتي الرياضة والشباب تجمعهما نقاط كثيرة مشتركة فالرياضة البطولية بصفة خاصة شرط الممارسة الخاصة بها قائمة علي السن الذي يتراوح بين14 سنة و35 سنة وهو السن الذي يمثل قيمة مهمة في المرحلة العمرية لكل شاب. سن يبدأ بفترة النمو الإنساني والمعرفي والوجداني وصولا إلي مرحلة الانتهاء التعليمي سواء كان الحصول علي مؤهل عال او متوسط او ما دون ذلك انتهاء إلي مرحلة البداية الاجتماعية سواء بالحصول علي فرصة عمل مناسبة وبداية تكوين الحياة الأسرية. وفي إطار هذا الانتقال المتضمن العديد من الاختلافات الجوهرية في تكوين الطبيعة الانسانية تكمن قيمة الممارسة الرياضية بما تشتمل عليه من قيم أخلاقية تستطيع الارتقاء بجميع المقومات الإنسانية للشباب في ظل الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ المحيط بالشاب في الوقت الراهن والذي أصبح محاطا بالعديد من المتغيرات التي لم نشهدها نحن في فترة شبابنا. من توسع كبير في شبكات التواصل الاجتماعي وسهولة الحصول علي المعلومة وانتشار المواقع الرياضية والصحف اليومية والقنوات الفضائية الرياضية والسياسية والاقتصادية. الأمر الذي من المؤكد أنه يمثل عبئا فكريا علي عقلية شباب اليوم يعمل علي الخلط والتضارب في المفاهيم في مدركات شباب اليوم. والشاهد وللوهلة الأولي مخطئا من يدرك ان التعامل مع شاب كانت كل طموحاته مشاهدة ثلاث قنوات فقط في التلفزيون الارضي يشابه نفس التعامل مع شاب يمتلك هذا الكم المذهل من المعرفة المعلوماتية التي يستطيع ان يحصل عليها في ثانية واحدة. وبالرغم من الاختلاف المذهل بين عقليات شباب اليوم وشباب الأمس الا ان نفس طريقة منظومة إدارة الرياضة وما تضمه من خدمات رياضية علمية وما تضمه البرامج الشبابية ومنظومة التعليم مازالت واحدة ولم تختلف كثيرا بالشكل الذي يواكب الاختلاف الرهيب في وسائل المعرفة بين الأمس واليوم. والقطاع الآخر من الرياضة هو الممارسة الرياضية من أجل الصحة وهي أيضا غالبية من يمارسها المرحلة السنية السالف ذكرها او بمعني أدق قيمتها تظهر بصورة كبيرة في هذة المرحلة السنية في ظل كونها المرحلة التي تمثل عملية البناء الإنساني التي نستطيع ان نقول عليها.( ان ماسوف تزرعه اليوم من ممارسة رياضية اليوم ستحصده في الغد من قيمة صحية) الأمر الذي يدل أيضا علي قيمة هذة المرحلة. فلا نجد برامج التوعية والحملات المنظمة للتوعية بأهمية الممارسة الرياضية وقيمتها. لماذا لا نسعي إلي تأسيس منهاج تعليمي يتضمن قيمة الممارسة الرياضية يضمن قيمتها الصحية الأخلاقية. لماذا لا تخلق وزارة الرياضة جسرا مشتركا بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي يتضمن مقرارت دراسية تتضمن الثقافة الأخلاقية في التشجيع النماذج الرياضية المشرفة والبطولات الرياضية المحققة هل التاريخ المصري مقصورا فقط علي الجوانب السياسية والمجتمعية أليست قيمة الرياضة المصرية وإنجازاتها جزءا من التاريخ المصري. نعم الرياضة لها اتصال كبير بالشباب ولكن فلسفة تطبيق العلاقة الارتباطية بين الرياضة البطولية والشباب. والرياضة العامة والشباب تختلف اختلافا جذريا وجوهريا في برامجها ومضمونها. ياساده الرياضة والشباب ليس في بطولة ولا حدث ينظم او احتفالية تشاهد. الرياضة والشباب فلسفة واقع بمتغيراته بأهدافة بمستقبلة. الرياضة والشباب برامج مشتركة بين كل الوزارات والمؤسسات وفقا لأحدث النظم العلمية. الرياضة والشباب تعني تنظيم برامج عالمية في فن التفاوض والحوار تنظيم مسابقات بجوائز عالمية تؤكد علي قيمة مصر ويمثل هويتها. الرياضة والشباب تعني مشروعات قومية يتآلف عليها الجميع من الشباب بمختلف أفكارهم وتعليمهم وثقافاتهم يستثمر معها أوقات فراغهم وتنشأ معها جسور الثقة. الرياضة والشباب تعني20 مليون تلميذ مدرسة ينظم لهم برامج ومناهج دراسية ترتبط بالرياضة وثقافتها وأخلاقها. الرياضة والشباب أفكار إبداعية تتواكب مع الحداثة التدريبية والعلمية في العالم من خلال رؤي إستراتيجية علي جميع المستويات الشبابية. ففكرة الرياضة وفكرة الشباب وما تشتمل عليه من رؤي وأفكار تستطيع خلق مستقبل مشرق للشباب المصري هو الدور الأسمي الذي يجب علينا ان نسعي إلي تحقيقة والذي لن يتحقق إلا بالعلم والإبداع والتخطيط.