عن المرماح قل ماشئت.. فهو مهرجان تنافسي تنتظره القبائل العربية في الصعيد بفارغ الصبر, حيث التنافس بين الخيول علي الفوز بكأس يظل فخرا لصاحب كل فرس, يتباهي به بين القبائل لحين إقامة مرماح آخر. مثلا.. ظل القصبجي وهو إسم لحصان عربي أصيل يتربع علي قمة كل مرماح في الصعيد لمدة ست سنوات كاملة فهو في قوته وجماله وسرعته لايضاهيه حصان آخر, إلا انه خسر في مرماح قرية الكوبانية الأخيرفي مفاجأة مدوية أمام الشاطر حسن في الدور النهائي, وعن فرحة أهل الشاطر وحزن عشاق القصبجي حدث ولاحرج. المرماح هو مهرجان فروسية يحضره الألاف من أبناء الصعيد ويقام في عدة قري في أسوان أشهرها الكوبانية وفارس وبنبان والمنصورية في مراكز أسوان ودراو وكوم أمبو, والحصايا والطوناب والبيصيلية وكلحي الدومارية والمفالسة والغنيمية في إدفو والأخيرة يقام فيها المرماح لمدة ثلاثة أيام متتالية, فيه تكون استعدادات أهالي القري كأستعدادتهم لاستقبال الأعياد والمناسبات, حيث تبدأ بفتح المضايف الخيام وإعداد مضمار المرماح المعروف بإسم الصابية في الصحراء وتصل مسافته لنحو6 كيلومترات, ثم يبدأ بعد ذلك تجهيز الطعام للمشاركين من الضيوف وكذا للخيول من خلال مشاركة كل قبيلة...فهو بمثابة العيد السنوي المحدد والمعروف موعده مسبقا عند القبائل العربية لدرجة أنه يتحول إلي سوق كبيرة لعرض البضائع ولأنه مهرجان أشبه مايكون بسباق الهجن الذي تشتهر به الدول العربية, فقد طالب الأهالي وعشاقه بأن تتبناه وزارتي السياحة والشباب والرياضة من خلال تنظيمه كمسابقة عربية سنوية, خاصة وأن ركوب الخيل هو واحد مما أوصي به الفاروق عمر بن الخطاب في مقولته الشهيرة علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ويتحدث سيد أبوحندوق من أبناء قرية الكوبانية عن لائحة المرماح العرفية قائلا إنه يبدأ بتوفيق الخيول المشاركة في السباق من حيث الوزن والقوة للتسابق معا بنظام خروج المغلوب, حيث يبدأ السباق من نقطة الرباط وينتهي بعد6 كيلومترات بنقطة الراية التي يحصل عندها الحصان الفائز علي راية وشهادة تقدير ويصعد إلي الدور التالي الذي ينتهي عند اللقاء النهائي بين أقوي فرسين ويضيف أبو حندوق أن استعدادات القرية تبدأ مبكرا بإرسال الدعوات لقيادات القبائل والقري الذي يصلون قبل انطلاق المرماح بيوم وتكون المضايف مستعدة لاستقبالهم بالخيول ويتناول متولي الكوباني طرافة الأسماء الشهيرة التي تطلق علي الخيول وهي أسماء لها شهرتها العريضة في الصعيد ومنها الشاطر حسن بطل السباق الأخير الذي استضافته قرية الكوبانية منذ أيام والقصبجي وبورت فينو ونانسي ومشتاق وعلم وشلاتين وسوليتر ونسيم الجبل وأمشير وقبطان والخديوي فارس خبير وفاتح خير وفتي العرب وياجمالو, ويقول أن الفائز بالكأس تقام له الليالي والاحتفالات في قريته التي تفخر بالبطولة حيث يتباهي بفروسيته وعروبته وقوة خيله ويتدخل عيسي أحمد موسي من قرية الغوالية التابعة للرمادي في إدفو قائلا أنه يعمل فارسا منذ30 عاما وانتقل للقاهرة لمدة8 سنوات عمل خلالها جوكي حيث وعلي حد قوله تعلم من هذه المهنة الكثير حتي عاد لقريته مرة أخري ويصف عبد الكريم أبو زيد من إدفو أيضا مرماح الكوبانية بأنه مرماح ثقيل يشارك فيه خيالة محترفين ويؤكد أن القصبجي ورماح ومشتاق وأمرك ياسيدي هم أقوي الخيول التي تشارك في السباق حيث ينتظر سباقهم ألاف الأهالي, وبالفعل وبينما يتحدث كان الرباعي قد صعدوا إلي المربع الذهبي قبل أن يتنافس القصبجي من قرية المريناب بإدفو مع الشاطر حسن من قرية كلح المفالسة بنفس المركز ويخسر القصبجي لأول مرة منذ6 سنوات ويفوز الفارس أحمد أبو خشم بكأس المرماح وسط تهليل المشجعين وصيحات الله أكبر.