الفوضي والعشوائية في اتخاذ القرار دون دراسة, لابد وأن يفرزا عملا مبتسرا مثلما يحدث الآن في محطتي معالجة مياه الصرف الصحي بمدينة أسوان كيما12. ففي شهر رمضان الماضي تفقد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق ومعه المجموعة الوزارية أعمال تطوير هاتين المحطتين اللتين قيل عنهما إنهما سيقضيان تماما علي بؤرة التلوث السوداء المتمثلة في مصرف السيل الذي يلقي بسمومه دون معالجة في قلب النيل, وقتها جن جنون رئيس الوزراء وهو يري التباطؤ الشديد في العمل ليحدد بعدها موعدا لافتتاح المحطتين بعد عيد الفطر مباشرة. وخلال هذه الفترة ظهرت العديد من المفاجآت التي كان من المفروض أن تتسبب في إحالة جميع المسئولين إلي المساءلة وهو مالم يحدث. فبداية تم تقدير كميات صرف المدينة بالخطأ, حيث تم تحديدها ب75 ألف متر مكعب في اليوم, فيما تصل علي أرض الواقع إلي100 ألف متر مكعب وهو ماكشف عنه مصدر هندسي مسئول بديوان عام المحافظة مؤكدا أن هذا الخطأ الفادح تلاه خطأ أفدح يتعلق بالمحطة رقم56 والمنوط بها استيعاب كميات الصرف بعد معالجتها ثم رفعها إلي الغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي فهي غير قادرة علي ذلك, لذا فيتم حاليا تطويرها هي الأخري لاستكمال هذه المنظومة وهو ما أدي إلي التأخير الحالي, علاوة علي الاستعجال في التشغيل التجريبي لمحطتي كيما الذي تسبب في استمرار الصرف علي النيل دون معالجة حتي الآن. وأكد المصدر أن هناك حلولا طرحت وجار تنفيذها بإنشاء محطة معالجة صرف جديدة هي المحطة(12) لاستيعاب صرف منطقة أحياء طريق السادات لتخفيف الضغط علي محطة رفع بركة الدماس وبالتالي سيتم تخفيف الحمل الاستيعابي لمحطتي كيما وتشغيلهما بطاقتيهما القصوي قبل طرد المياه المعالجة إلي أحواض الموازنة والتبخير ب العلاقي ثم الغابة الشجرية. ومما يثير العديد من التساؤلات هو الموقف المتضارب بين ثلاث جهات هي: الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي المنوط بها طرح المشروعات وشركة المياه التي تتسلم رسميا الأعمال وتديرها وكلاهما يتبع الشركة القابضة ولا ولاية لمحافظة أسوان عليهما وأخيرا الشركة المنفذة, فكل منهم يعمل بطريقته والضحية في النهاية هو المواطن الأسواني!! من جانبه أكد محمود عبد المولي رئيس قطاع الشركة المنفذة لأعمال المحطتين خلال البيان الإعلامي الصادر من محافظة أسوان أن جميع الأعمال المدنية والكهروميكانيكية في محطة كيما قد انتهت, حيث علي حد قوله قد تم بدء التشغيل التجريبي لها في30 سبتمبر الماضي, إلا انه تم إرجاء وقف تصريفها علي مصرف السيل لعدم قدرة محطة الرفع(56) علي استيعاب جميع كميات الصرف الصحي لمدينة أسوان, والتي تتجاوز100 ألف متر مكعب في اليوم, فهذه المحطة منوط بها استقبال صرف كيما ورفعه للغابة الشجرية وأضاف عبد المولي انه سيتم وقف الصرف الصحي للمياه علي مصرف السيل بمجرد الانتهاء من أعمال تطوير محطة كيما2 التي يجري العمل فيها علي قدم وساق من خلال مجموعة كبيرة من الفنيين والمشرفين والمهندسين الذين يعملون علي مدار اليوم في إطار منظومة عمل متكاملة من أجل الانتهاء من جميع الأعمال المدنية, التي وصلت نسبة التنفيذ بها إلي90%, وأوضح أنه بمجرد الانتهاء من الأعمال المدنية سوف يتم البدء في الأعمال الكهروميكانيكية للمحطة, حيث تم توريد جميع الأدوات والمعدات الخاصة بها تمهيدا لبداية التشغيل التجريبي لها في28 فبراير المقبل لرفع45 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا. وأضاف رئيس قطاع الشركة المنفذة للأعمال إن مراحل المعالجة في المحطتين تبدأ بمرحلة التصفية العامة من خلال مصاف عامة ورواسب رملية ومصاف دقيقة لفصل الرمال والمخلفات الصلبة عن المياه لتبدأ بعدها مرحلة الترسيب الابتدائي من خلال3 أحواض للترسيب, ثم مرحلة التهوية الأولية حيث يتم فيها استخدام تقنية(MBBR) للوصول لمرحلة متقدمة من المعالجة, وأخيرا مرحلة الترسيب النهائي من خلال3 أحواض للترسيب لتنتهي بذلك عملية المعالجة بمرحلة مزج الكلور بالمياه المعالجة لتطهيرها والقضاء علي أي ميكروبات أو بيكتريا ناشئة فيها. من جانبه حرص محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري علي متابعة الأعمال الجارية داخل محطتي كيما حيث قام بأخذ عينة من المياه المعالجة في محطة كيما1 للاطمئنان علي خلوها من أي ملوثات وروائح كريهة وطالب المحافظ الجهات المنفذة للأعمال ببذل أقصي جهد لسرعة الانتهاء من أعمال إحلال وتجديد المحطتين في المواعيد المقررة دون آن يكشف عنها و في ذات المتابعة تفقد المحافظ مبني مولد الديزل الخاص بالمحطة بقدرة2 ميجا- وات والذي سيوفر الطاقة الكهربية اللازمة للمحطة في حالة انقطاع التيار الكهربي, كما تفقد مبني البلورات( نوافخ الهواء) والتي تضم11 طلمبة تهوية تعمل علي توفير التهوية اللازمة لأحواض التهوية للمساهمة في إتمام عملية معالجة المياه, وقام المحافظ أيضا بمتابعة أعمال الإحلال والتجديد والترميم بمحطة كيما2 التي تضررت قبل ثلاثة شهورمن الزيادة المفاجئة في كمية المياه المتدفقة نحوها أثناء التشغيل التجريبي للمحطة رقم(1).