اشتعلت الحرب بين مديرية الأوقاف بمحافظة الإسكندرية والدعوة السلفية بالمدينة, بعد أن قامت الأولي علي مدار الأشهر الثلاثة الماضية, ومنذ تولي الشيخ عبد الناصر نسيم, منصب وكيل أوقاف المدينة, بإعلان الحرب علي ما وصفته بالفكر المتشدد. وبدأتها بسحب110 مساجد وزوايا صلاة من تحت أيدي السلفيين وضمتها للمديرية, وكذلك تجفيف أحد أهم منابع التمويل للدعوة المتمثلة في صناديق تبرعات المساجد, وهو ما أفقد الأخيرة صوابها, فبدأت في الاعتداء علي أئمة الوزارة وإنزالهم من علي المنابر, الأمر الذي ردت عليه المديرية بسحب تصريح الخطابة من الشيخ ياسر برهامي. ومنذ تولي نسيم مسئولية المديرية, في شهر سبتمبر الماضي, أعلن أن مديرية الأوقاف في سبيلها لاستعادة كامل سيطرتها علي المساجد والزوايا التي كان يسيطر عليها من وصفهم بأعداء الوطن ودعاة التشدد والتطرف, وتخليص هذه المساجد والزوايا من أيديهم. وخلال تلك الفترة قامت المديرية بسحب110 مساجد وزوايا من تحت أيدي عدد من التيارات الدينية علي رأسها الدعوة السلفية ب60 مسجدا وزوايا وتلتها جماعة الإخوان ب30 مسجدا وزاوية وأخيرا الجمعية الشرعية وأنصار السنة, ب20 مسجدا وزاوية. وأثارت الإجراءات التي اتخذتها المديرية حالة من الغضب والغليان لدي الدعوة السلفية, والتي قامت خلال الأسابيع الماضية بإنزال5 من أئمة الأوقاف أثناء قيامهم بالخطابة بعدد من المساجد وخاصة بمنطقة العامرية ذات الوجود السلفي الكثيف, فيما قامت مديرية الأوقاف بتحرير محاضر بتلك الوقائع. وجاءت آخر واقعة قيام أبناء الدعوة السلفية بمنع إمام وخطيب بالأوقاف من أداء خطبة الجمعة بمسجد أولياء الرحمن بمساكن الزواج الحديث بزاوية عبد القادر بالعامرية والتعدي عليه بالسب والضرب, الأمر الذي أثار حفيظة الدكتور عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف بالمدينة فقرر علي أثره أمس إلغاء تصريح ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية ومنعه نهائيا من إلقاء الخطب والدروس بمحافظة الإسكندرية. وقال نسيم, في تصريح صحفي له, إن ما يقوم به أبناء الدعوة السلفية ببيوت الله وإثارة الفوضي بالمساجد غير مقبول, مشددا علي قيام جميع أجهزة المديرية بدورها ومنع أبناء الدعوة السلفية من ممارسة أي نشاط ديني.