إستراتيجية الرئيس المؤسس الثالث لمصر واضحة حيث تقود الدولة قاطرة المشروعات الكبري ولا ينفك الرئيس يؤكد علي اهمية انخراط الشعب في تلك المسيرة, ولكن الشعب الذي احب الرجل بصدق وإخلاص في حاجة لمن يأخذ بيده أولا لإنجاح المسيرة وديمومتها وتطورها, من حيث وجود حكومة تمتلك الرؤية والبصيرة والفهم المتفاني للمشروع التحديثي المصري الذي يقوده الرئيس, وان تملك المفاتيح التي تفتح الطريق لإشراك الشعب في ذلك المشروع بالنسبة لدولة فقيرة مثل مصر, تعتبر الموارد البشرية هي الأهم, بل وربما السبيل الوحيد لتحقيق أي نوع من التطور والتنمية. والكثير من المصريين يؤمنون في داخلهم بأن الجهل هو العدو الحقيقي الأول, وهو أكثر ما سبب لهم من مآس وتخلف جلب عليهم أطماع الاستعمار, وأدخلهم في أتون حرب مع الإرهاب, ومع استغلال الدين لتحقيق أطماع جماعة منغلقة, وبالتالي, هم يعلمون جيدا أنه لا سبيل للخلاص والانطلاق إلا من خلال نهضة تعليمية كبري. ومنذ ثورة يوليو المباركة أنشات مصر آلاف المدارس, وظل إصلاح التعليم علي رأس أولويات واهتمامات الثورة التي كانت تشعر بما يسود المجتمع المصري بأسره حول أهمية التعليم وضرورة إعطائه الأولوية والأفضلية عن كل ما سواه, ومن أجل تحقيق التطور والتنمية الوطنية, ولهذا كان الجزء الأكثر أهمية في قوانين التعليم يركز علي إلزامية التعليم الأولي الابتدائي للأطفال. لكن مخرجات التعليم كانت لا تلبي التطلعات ثم أضحي يسوء عاما بعد عام, ومن ثم يصبح الارتقاء بالعملية التعليمية وبالسياسة العامة للتعليم اولوية في تلك المرحلة, ولابد ان تكون أهم أهداف التعليم هو تمكين كل شخص في البلاد من تطوير قدراته الشخصية وتأهيله وإعداده للحياة كمواطن شريف ومستقل وقادر علي تقديم إسهاماته للوطن من أجل تحقق التقدم والتطور والتنمية. فكل مصري يجب أن يتمتع بحق التعليم الأولي لمدة ستة أعوام متتالية والثانوي لمدة ثلاثة أعوام لاحقة. وكل مصري ملزم بحكم القانون بإلحاق أطفاله أو أي أطفال تحت رعايته بالتعليم الأولي علي الأقل. ويجب علي الحكومات المركزية والإقليمية توفير المدارس المناسبة في مختلف مناطق البلاد ونشر وتوعية جميع المواطنين بأهمية التقيد بذلك مع بعث روح الاعتزاز القومي, الذي سيساعد الحكومة علي دفع وتشكيل حملاتها لمناهضة الأمية. إذن التعليم ومحو الأمية من بين الأهداف البارزة, فمصر من خلال تركيزها علي التعليم ستنجح كغيرها في أن تنهض وتنفض عن نفسها التراب إلي تنمية شاملة ونهضة يشار إليها بالبنان. ولابد من مناهج مركزة تركز علي المناهج العلمية والقيم الحضارية المصرية والاسلامية, ويجب التركيز الفعلي علي التعليم الفني وإعلاء قيمته بدلا من التركيز الذي بلغ حد الهوس علي الجامعات التي اضحت مدارس كبيرة يسودها التخلف والتكدس والفساد. ونحن في حقبة ثورة30 يونيو بدأت مصر بعد خروجها من الفوضي في تسجيل تطور تنموي بطيء, ولكن بشكل فيه الكثير من الثقة بالنفس. ولكن الدولة المصرية الجديدة تواجه مشكلة اجتماعية خطيرة. الدولة المصرية الجديدة تعاني من مظاهر انفجار سكاني, والزيادة السكانية الكبيرة والمطردة تؤثر سلبا علي حركة التنمية الاقتصادية, ولذلك الحكومة مضطرة لوضع خطط وبرامج خاصة بالسكان وتنظيم الأسرة, وخطة التنمية الاقتصادية لابد ان يكون أولها, ومن أهم بنودها تنظيم النسل. وتلك مهمة صعبة لان المصريين بطبعهم ميالون للإنجاب وذلك حسب القيم والتقاليد السائدة التي تعتبر أن كثرة الأبناء نعمة كبيرة. خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية