صرح عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأحداث التي تشهدها مصر تشكل تطورا جللا في الأوضاع السياسية المصرية. وقال في بيان أصدره أمس بقدر ما شهدت الأحداث الأخيرة من ايجابيات تمثلت في المظاهرات السلمية التي قام بها شباب مصر وغيرهم من مختلف شرائح المجتمع المصري عبروا فيها عن إحباطهم وغضبهم من أوضاع معينة, وطالبوا بالتغيير السلمي وبنظرة مختلفة لمستقبل مصر, سرعان ما دخلت عناصر سلبية إلي الصورة وجري الصدام وسالت الدماء وهو ما يأسف له الأمين العام لجامعة الدول العربية اشد الأسف ويدينه بأقصي عبارات الإدانة. واضاف أن ما حدث في ميدان التحرير أمس يثير تساؤلات عديدة, ويتطلب تحقيقا حول ملابساته, وكيف سمح بدخول جماعات من شأن وجودها في الميدان دون فصل بين الجماعات ذات المواقف المتناقضة, أن تؤدي إلي معارك وضحايا وجرحي. وقال إن مصر وشعبها كانت علي الدوام عنوانا للاعتدال والتحضر ورمزا للتقدم في هذه المنطقة, ومن ثم فإن تدهور الأمور إلي هذا الحد الذي شهده العالم عبر شاشات التلفزيون هو أمر يثير علامات الاستفهام حول كيفية إدارة الأمور, مضيفا أن عدم الإسراع في احتواء الأوضاع واستمرار الاحتقان والتوتر يضر بوضع مصر ومصالحها وصورتها علي المستوي الدولي, ويؤدي إلي المزيد من الاضطراب في مصر وفي المنطقة. واضاف أن المسار الديمقراطي الذي طرحته أحداث الخامس والعشرين من يناير كان علي وشك التعزيز والانطلاق خاصة بعد إعلان السيد رئيس الجمهورية بتقدير عميق للأمور قراره بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة, ودعوته إلي حوار وطني بين جميع القوي السياسية المصرية وإجراء تعديلات دستورية تلبي عددا من مطالب الرأي العام المصري وشبابه بالإضافة إلي بعض الإجراءات الأخري في هذا المجال. وقال البيان' إذ يرحب الأمين العام للجامعة العربية باستجابة عدد من القوي السياسية المصرية للدعوة للحوار, بل أن بعض القوي توافقت علي عناصر تطرحها لموقف مقترح حول المرحلة الانتقالية المقبلة, يؤكد ضرورة عدم التعرض للمتظاهرين. وناشد الأمين العام للجامعة العربية الشباب الذين تظاهروا بشكل حضاري أن يرفضوا وجود أي مخرب فيما بينهم وأن يتشاوروا لاختيار ممثليهم للمشاركة في حوار وطني يعالج الوضع المؤسف الجاري. وقال إن مصر, هي حجر الزاوية في الشرق الأوسط علي اتساعه, وهي الدولة الرائدة في أفريقيا, وسياسيوها ومفكروها وقادتها لا يمكن أن يسمحوا بتدهور الأوضاع في مصر وإعاقة مسيرة تقدمها, خاصة في ضوء الأضرار البالغة التي أصابت مجتمعها.