أكد الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء أن لديه إصرار علي النجاح في مهمته الجديدة وعبور الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. وقال شفيق في أول مقابلة إعلامية له مع قناة الحياة مساء أمس إنه ما دام لدينا الصدق والإصرار سنتخطي هذه الأزمة مشيرا إلي أن هناك فرق بين ما قبل25 يناير والآن حيث أصبح التعبير أكثر ظهورا والأراء أكثر وضوحا, مؤكدا أنه لا يغضب من حرية التعبير ولكن الغضب من التخريب. وأشار إلي أن الحوار ليس من أجل الحوار فقط وأنما من أجل إبداء الرأي وتبادل المعرفة فيما يتعلق بكل رأي ورأي آخر, مؤكدا أنه يجب التصارح حتي نعبر الأزمة بسلام. وأضاف أن الحوار طرح بالفعل مع الأطراف الأخري, معربا عن أسفه لإعتراض البعض علي بدء الحوار. وأوضح شفيق أن هناك أطراف أسرعت بإبداء الاعتراض علي الحوار, فيما وجد شباب قادر علي الحوار ولكنه لم يجد المسلك من أجل الحوار ولم يسر علي الدرب الذي يوصله من أجل أن يعرض أو يطرح أفكارة, رافضا من يقول أن الحوار رفض لأن الدعوة جاءت متأخرة. وأبدي موافقته لإجراء حوار مباشر عبر التليفزيون مع الشباب الموجودين حاليا في ميدان التحرير, مؤكدا أنه علي استعداد لإجراء حوار مع أي شخص مصري بغض النظر عن أنه من المعارضة أو غير المعارضة. وحول تشكيلة الوزارة الجديدة, رفض الفريق أحمد شفيق القول بأن ما حدث هو مجرد تعديل وزاري, موضحا أن هناك عددا من الوزراء الموجودين حاليا وكانوا في الحكومة السابقة لم يتم تغييرهم بسبب وجود ملفات بين أيديهم الآن ولن يتم الانتهاء منها بعد. وطالب بإتاحة الفرصة للوزارة الجديدة من أجل محاربة الفساد الذي ينظر إليه البعض, مشيرا إلي ضرورة محاسبة الوزارة منذ تكليفها وليس من ذي قبل. وفي رده علي سؤال حول الإبقاء علي وزير الخارجية السيد أحمد أبو الغيط رغم رؤية البعض عدم توفيقه في الملفات المسندة إليه.. قال رئيس الوزراء إن الظروف الخارجية التي يعمل بها معقدة بالاضافة إلي الضغط العالمي الحادث, منوها بأنه لا يوجد ما يمنع من الإبقاء علي وزيرالخارجية في منصبه. وأضاف أن تأثرالدور المصري في أفريقيا كان نتيجة خطأ كل الوزراء, وكان يجب علي كافة وزراء مصر العمل مع القارة السمراء سواء كانت وزارة التجارة والصناعة والتعاون الدولي والإعلام, كافة الوزارات كان يجب عليها القيام بدورها فيما يتعلق بالعمل مع أفريقيا علي نحو أفضل مما كان عليه وليس وزير الخارجية دون غيره. ولفت إلي أن المتغيرات العالمية وموقف مصر ودورها فيها كلها أمور تؤثر في العمل الدبلوماسي, معربا عن اعتقاده بأن مصر تنغمس في قضايا كثيرة جدا تجلب عليها الكثير من المتاعب, منوها بأنه لو كانت مصر متهاونة فيها وكانت تقبل بما تسمعه بشأن تلك القضايا, لكان لها قبول أفضل من ذلك. وعن الدور المصري في السودان واتهام مصر بالتقصير ومسئوليتها عنه.. قال رئيس الوزراء ليس أمينا من يحمل مصر مسئولية ما يحدث في السودان, ومن يتحمل تلك المسئولية هم أربابه وليس مصر, لأنها لم تقسم السودان.. منوها بأن أرباب السودان معزورون أيضا لأنهم يتعرضون لضغوط من الخارج. وفي رده علي سؤال متعلق بعدم اختيار السيد عمرو موسي كوزير للخارجية رغم حب المواطنين له ولقربه منهم.. قال شفيق إن ما يلاحظه علي أحمد أبوالغيط أنه رجل وإنسان مصري حتي النخاع وأنه لا يري في أدائه وفي الظروف التي عمل بها وفي القضايا التي تتعامل فيها مصر وتضطر فيها إلي أن يكون دمها ثقيل أمام العالم, ما يجعله كرئيس للوزراء ألا يختار أبوالغيط ليكون وزيرا للخارجية, مضيفا أنه في بعض الأحيان قد يكون من يقارن بعيدا شيئا ما عن الصورة. وأكد أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء أن كل ما يحلم به الشباب سيكون محل تنفيذ, وحدد الأولويات في استيفاء احتياجات الجبهة الداخلية من مواد أساسية, وعلي التوازي القيام بنشاط سياسي تشريعي لتحقيق مطالب الجماهير. وأضاف شفيق أنه جاهز تماما للحوار مع الشباب, وأن الأزمة ستنحسر قبل حدوث أي أزمة في المواد الأساسية, وأن هناك حزمة من الإجراءات تعد الحكومة بتنفيذها خلال فترة وجيزة. ودعا رئيس الوزراء إلي حوار مع المعارضة.. وقال إن هدف الحكومة أن يكون الشعب راض وقانع.. ووعد بتنفيذ الحكومة لمطلب الجماهير كاملة. وأكد شفيق علي فتح الحوار مع الجهات التي تريد الحوار, وأن الحكومة ستستفيد من كل الآراء, وأن القلوب والعقول مفتوحة لكل جديد مادام فيه صالح المجتمع. ووعد رئيس الوزراء بأن تعود الأمور إلي أحسن مايكون بأسرع وقت, وأن الحكومة ستنفذ مايجمع عليه الشعب. وحول الشرخ الذي حدث بين الشعب ورجال الشرطة, قال الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء إنه لديه ثقة في قدرة وزير الداخلية الجديد في إعادة هذه الثقة وإعادة شعار الشرطة في خدمة الشعب بما يعنيه من معني. وأقر شفيق بوجود نقص ما في الدور النموذجي للتواجد الشرطي في حياتنا اليومية, موضحا أن مهام الشرطة كبيرة جدا, ووعد بأن يكون إداء الشرطة في المرحلة المقبلة مختلف تماما عن الاداء السابق وسيكون مائة في المائة. وحول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية إئتلافية في المرحلة المقبلة, قال شفيق إن مثل هذا البرنامج ليس معمول به في العالم, مشيرا إلي أنه أما أن يتم عمل حكومة إئتلافية بقرار واضح وذلك حال عدم وجود حزب لديه نسبة تشكل الحكومة, أما في حالة وجود أحزاب لديها30% وأخري40% من نسبة التشكيل يتم وقتها تشكل حكومة وحدة وطنية إئتلافية. وحول البطالة والقضاء عليها, قال شفيق إن الحكومة لابد أن تعمل أقصي عمل لها ولابد من عمل أقصي كمية من المشروعات ولكن هذا يحتاج وقت, مشيرا إلي أنه سيتحاور مع وزارة المالية بشأن صرف إعانة بطالة. وأكد علي استعداده للنزول إلي ميدان التحرير من أجل الحوار مع الشباب المحتجين, مشيرا إلي أنه سيدعوهم إلي التفاؤل وإعطاء الفرصة في مهمته الجديدة. وحول تعديل الدستور, قال رئيس الوزراء إن الحوارالذي تم الدعوة إليه أمس كان أول بنوده النظر في التعديلات المطلوبة للدستور, مشيرا إلي أن هذه الدعوة رفضت من قبل الأطراف الأخري وبالتالي نتحاور مع من. وحمل المنتفضين مسئولية نقص بعض السلع الرئيسة في الاسواق حاليا, موضحا أنهم لم يحسبوا حجم الخسائر الواقعة علي البلاد. ونفي علمه بأن يكون الرئيس مبارك قد نوي إعلان عدم الترشح لفترة رئاسة جديدة وذلك خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس. وأكد أن دور الحكومة الان هو توفير الغذاء والأمن في الشارع والقضاء علي مثيري الشغب والبلطجة, ثم بعد ذلك الاصلاح الدستوري السياسي التشريعي ثم الاصلاح العام في كافة المجالات. وأكد رئيس الوزراء علي إلتزامه بأنه لن يسكت علي الفساد وأنه لن يتواني عن فتح الملفات الواضحة التي عليها أدلة دامغة, مضيفا وإن لم أفتحها أكون مشاركا فيها حال السكوت عنها. وحول إجراء قطع الإنترنت.. قال شفيق إن قطع الانترنت والتليفون تسبب له في أذي علي المستوي الشخصي ولكن الضرورة دائما ما توجب التعامل مع الحريق الذي يصيب منزل ما بالمياه, وإن كان ما في المنزل ثمين وقد يتأذي من عملية الاطفاء تلك. كما تعهد رئيس الوزراء بعدم إلحاق الضرر بمن قاموا بالتعبير عن رأيهم في مظاهرة ميدان التحرير, مشيرا بعبارة علي رقبتي أن يضار أحد مما تم. وقال رئيس الوزراء أعد وعدا رجوليا إنني سألتزم بالأخذ بكل حل يقدمه أي مواطن مصري لأي قضية من قضايا المجتمع إذا كان ما سيقدمه المواطن أفضل مما يقدمه هو شخصيا, شريطة أن يكون المواطن مطلعا وملما بكافة دوائر الاجراءات, ليس لشئ لأنه لا يحتاج إلي الكذب أو المناورة. وأقسم رئيس الوزراء أن نسبة اختياره للتشكيل الوزاري في حكومته كان بنسبة95%, وأن الخمسة في المائة الأخري, كان سيختارهم إذا لم يكن يتم عرضهم عليه. ** شفيق: حوار مفتوح مع المعارضة أكد الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء أن أولويات وزارته هو تحقيق الامن والاستقرار علي أرض الوطن, والا يشعر أي مواطن في كل محافظات الجمهورية بنقص في أي سلعة أو مادة تموينية وأن تسير الامور علي أفضل شيء. وأشار شفيق في للتليفزيون المصري مساء أمس إلي أن المراجعة لموقفنا السياسي والدستوري والتشريعي قابل تماما للمناقشة والتطوير وبدون أي قيود أو حدود. وأوضح رئيس الوزراء أن حكومته في صدد إعادة النظر في كل ما هو قائم وأن وزارته شرعت بالفعل في إعادة النظر في كل ذلك ليكون أكثر مناسبة لظروفنا. وجدد الفريق أحمد شفيق تأكيداته, علي الحوار مع المعارضة, وقال إن مجال الحوار مفتوح مع من يريد الحوار وستستفيد الحكومة من هذا الحوار.. مشيرا إلي أن ما أعلنه الرئيس مبارك في تكليفه للوزارة بالحوار يؤكد أن القلوب مفتوحة لهذا الحوار كما أن توجيهات الرئيس بضرورة عودة الأوضاع إلي أحسن مايكون وبأسرع وقت. وقال إننا سننفذ مايجمع عليه المصريون ونطرح لهم البدائل مؤكدا أن دور الحكومة هو البحث عن كل ما يمكن تنفيذه, ونحن نستشعر رغبة الجمهور ومتطلباته. وردا علي سؤال حول الموقف الدولي تجاه مايحدث في مصر ومغادرة السياح والأجانب للبلاد قال رئيس الوزراء إن الموقف الدولي إنعكاس للوضع في الداخل, ولو نجحنا في الداخل وإنتظمنا فإن الخارج سيقدر موقفنا جيدا.. مشيرا إلي أن فرض حظر التجول أضطر شركة مصر للطيران لوقف العديد من رحلاتها, إضافة لتوقف رحلات الشركات الأخري خلال فترة سريان حظر التجول من الثالثة بعد الظهر حتي الثامنة صباحا. وردا علي سؤال حول ما أشيع عن نقل أموال إلي الخارج أو إعتقالات, نفي الفريق أحمد شفيق هذه الشائعات وقال إنه لا أساس لها من الصحة, وأضاف أنه بعد إنتهاء الأزمة سيتم حصر الخسائر المادية الناجمة عنها وما تم إهداره من المال العام أو تخريبه وتعلن النتيجة علي الجميع بكل شفافية. وأشار إلي أنه لا توجد إعتقالات بل عانينا من هروب بعض المسجونين بسبب نقص الإمكانيات لتأمين السجون, ونحن نعتذر عما تم من قصور في هذا المجال لأنه كان خارجا عن إرادتنا. وحول موعد إعادة فتح البنوك لصرف المواطنين مرتباتهم ومعاشاتهم وعودة الموظفين إلي أعمالهم قال الفريق أحمد شفيق إن مايجري علي الساحة الداخلية فرض علينا التحفظ في الإجراءات التي إتخذت لتأمين البنوك حتي لا تتعرض للسلب والنهب وسيتم إعادة فتحها فور تحقيق الإستقرار الأمني في البلاد وهذا ما نسعي إلي تحقيقه في أسرع وقت. وأعرب رئيس الوزراء عن حزنه وأسفه لما جري علي أرض مصر, وقال إنني أعدكم أن تكون الحكومة عند طلب الجمهور بنسبة100 في المائة.
