في ختام مشاركته بقمة المناخ بالعاصمة الفرنسية باريس أمس, دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي العالم إلي حشد الجهود لدعم المبادرة الإفريقية الطاقة المتجددة. وقال الرئيس: إن مصر قامت بجهود مكثفة مع الشركاء الدوليين والإقليميين لوضع إطار شامل للمبادرة, بحيث تعكس حجم وقوة التحديات التي تعانيها القارة الإفريقية. وتناول الرئيس ما تبذله القارة الإفريقية من جهود حثيثة من أجل تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة في دول القارة, بما يتسق مع التحركات الدولية لمواجهة تحديات تغير المناخ, ومع خطط تحقيق التنمية المستدامة. وقال الرئيس: منذ تشرفي بتولي رئاسة لجنة القادة الأفارقة حول تغير المناخ في العام الماضي, حرصت علي دفع الجهود الإفريقية المبذولة لتطوير وبلورة مبادرة شاملة حول الطاقة المتجددة في إفريقيا. واستعرض قيام مصر خلال الفترة الماضية بتنظيم عدد من الفعاليات المهمة في هذا الصدد, بمشاركة مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجموعة المفوضين الأفارقة, وبالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين مثل البنك الدولي وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبنك التنمية الإفريقي. وقد ساهمت تلك الفعاليات في وضع إطار شامل للمبادرة بحيث تعكس حجم وقوة التحديات التي تعانيها الدول الأفريقية جراء التغيرات المناخية, لا سيما أن إفريقيا هي الأكثر تأثرا بتلك التغيرات رغم كونها الأقل إسهاما في الانبعاثات الضارة بالبيئة. ولقد حرصنا أن تتضمن المبادرة الآليات اللازمة للنهوض الفعلي بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا, وذلك من خلال الدعم اللازم من شركائنا من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة والقطاع الخاص العالمي, فضلا عن إيلاء المبادرة الأهمية اللازمة لحصول الدول الأكثر احتياجا في قارتنا علي الطاقة. كما راعينا أن توفر المبادرة خيارات عديدة وجاذبة للدول المتقدمة والقطاع الخاص العالمي للاستثمار في تطوير وتنمية الطاقة المتجددة بدول القارة, فضلا عن ضمانها للتنسيق مع باقي المبادرات الدولية الأخري المقدمة في هذا المجال, من أجل تحقيق التكامل في جهودنا الدولية وتجنب الازدواجية والتضارب. ونؤكد حرصنا علي ألا تكون تلك المبادرة مجرد إعلان سياسي, وإنما إطار شامل ومستدام يتضمن آليات فعالة تتمتع بدعم دولي وإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة في كافة الدول الإفريقية دون استثناء, وبما يتيح إطلاق الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها هذه الدول لإنتاج الطاقة المتجددة, وتشجعيها علي تبني سياسات اقتصادية صديقة للبيئة, وبما يعود بالنفع علي المجتمع الدولي في إطار سعيه لتحقيق هدف عدم زيادة درجة حرارة الأرض عن درجتين مئويتين. ولقد ارتأيت إحاطتكم بالأهداف الأساسية للمبادرة, والتي نعمل علي صياغة كافة تفاصيلها في المستقبل القريب, لكي أبرز حرص الدول الأفريقية علي لعب دور بناء ومؤثر في التحركات الدولية الرامية للتصدي لتحديات تغير المناخ. وكما ذكرت في بياني أمس أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر, فإنني أطالب المجتمع الدولي, وخاصة الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية والقطاع الخاص العالمي, بتقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة من حيث التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية والمؤسسية, علما بأنها المبادرة الوحيدة التي تربط بشكل مباشر بين زيادة معدلات التنمية في القارة من جانب, والمساهمة في الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ من جانب آخر. كما أدعو فخامة الرئيسي الفرنسي إلي أن يسهم معنا في حشد الدعم الدولي اللازم للمبادرة لضمان تحقيق أهدافها المنشودة, خاصة في ظل الدور الدولي الرائد الذي تلعبه فرنسا في هذا المجال. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي, قد استقبل صباح أمس بمقر إقامته بباريس السيد برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رؤي الجانبين توافقت علي أن الاحداث الإرهابية التي وقعت في أنحاء متفرقة من العالم تعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب, وتطوير التنسيق القائم بين الدول في هذا الصدد. كما تناول اللقاء تأكيد أهمية تبني مقاربة شاملة للقضاء علي التنظيمات الإرهابية من منظور فكري وأيديولوجي. وقد أشاد السيد الرئيس بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مكافحة الإرهاب والفكر والمتطرف باعتباره منارة للإسلام الوسطي المعتدل, معربا عن استعداد مصر للتعاون مع فرنسا من خلال الأزهر الشريف لمقاومة الأفكار المتطرفة, وهو ما رحب به وزير الداخلية الفرنسي.