شعور صعب علي الأم عندما تسمع كلاما ثقيلا عن ابنها أو ابنتها من صديقتها أو مدرس الفصل مثل: ابنك معفرت ده مدلع, ربنا معاكي. أنتي ازاي مستحملة الولد دا, شدي حيلك شوية دا حاجة لا تطاق.. والحقيقة سلوكيات الأطفال تجعلنا في حيرة, ولأننا في مجتمعاتنا العربية نفتقد الثقافة النفسية, وأسس التربية السليمة تفاقمت مشاكلنا وزادت. يعني الأم لا تنتبه أن ابنها عنده مشكلة الا بعد ما الناس تبدأ تشتكي منه, وهنا بتسأل يا تري شقاوة ابني طبيعية ولا هو تعبان؟ وأيه السبب؟ وغالبا ما ترد علي نفسها وتنكر فكرة أنه مريض, وتكتفي بكرة يتعلم ويبقي كويس. صحيح في مرحلة الطفولة بيميل الطفل إلي الشقاوة والحركة والنشاط, لكن إذا أصبحت الشقاوة مسار انتقاد من المدرسين, ومن المحيط الاجتماعي فالأمر مختلف, واحتمال كبير يكون مرضا يسمي اضطراب فرط الحركة, ونقص التركيز. لكن قبل ما نستعجل ونحكم انه اضطراب, لازم تكون الأم يقظة, بمعني لما تشتكي أن تصرفات ابنك غير عادية, قومي بمراقبة سلوكه عن بعد لمدة لا تقل عن ستة أشهر, ودوني ملاحظاتك, إزاي بيفكر في المواقف الصعبة, وبيتصرف ازاي مع أخواته, لأن دا بيسهل عملية التشخيص والعلاج, بعدها إذهبي للطبيب المختص وناقشي الأمر معه حتي لا تتأزم حالة ابنك أكتر. واضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة من الأمراض اللي بتميز مرحلة الطفولة والمراهقة. وهو اضطراب بيؤثر علي مستوي نمو الطفل بصورة سلبية, ومن أعراضه: نقص الانتباه في المدرسة وعدم التركيز في أي نشاط موكل للطفل, وعدم قدرته علي إنهاء أي عمل, أو تنظيم أي نشاط, ويميل الطفل إلي تجنب المهام التي تحتاج إلي جهد ذهني. وسهل أنه يتشتت, وبيكون كثير النسيان, ولا يعطي اهتماما للكلام الموجه له. أما الحركة فهي دائمة, لان المريض بهذا الاضطراب سريع الملل, ولا يستطيع الجلوس في مكان فترة طويلة, ويميل للجري والنشاط في أوقات غير مناسبة, دا غير أنه مندفع وبيحب الكلام الكتير, وفي الغالب بيرد علي الأسئلة قبل ما ينتهي السؤال, غير أنه بيكون عدواني وغالبا ما يصاب بالاكتئاب. الأعراض دي إذا ظهرت قبل سن السابعة في بيئتين مختلفتين واستمرت ستة أشهر علي الأقل, وجب علي الأم الذهاب مباشرة للطبيب المختص للتشخيص والعلاج. لأن أي تردد بيأخر الشفاء.والمخيف أن مجتمعاتنا العربية تفتقد الوعي النفسي الكافي, فليس من المعقول إصرار الأم علي إنكار الأعراض السابقة واعتبار أن ما سبق ذكره هو شقاوة أطفال, أو شغب, وتعالج الأمر بالعنف اللفظي, زي: يا غبي, يا فاشل, أنت مش فالح أو تقوم بضربه والصراخ في وجهه فهذه الأساليب في التربية ستؤدي حتما إلي تدهور الحالة. علي الجانب الآخر, لابد أن تكون المدرسة يقظة للسلوكيات الطبيعية والمريضة, لتنبه الأم بالإجراء السليم, فالطفل الذي يعاني من نقص في التركيز والانتباه أو فرط النشاط والاندفاعية بشكل ملحوظ لا يعالج بالتوبيخ والضرب, ولوم الأهل بل عن طريق متخصصين.. ونستكمل الأسبوع القادم أساليب العلاج ان شاء الله. كلية الآداب جامعة الإسكندرية