عندما كان صوتها يتناهي إلي سمعي من الحجرة المجاورة, ناعما, رقيقا, حانيا, تتسلل الطمأنينة إلي نفسي, أغلق ملفات القضايا, أسلم نفسي كاملة لصوتها, فتتتابع الصور, وشيئا فشيئا يصدح اللحن, فأتسلل إلي حلبة الرقص. براثن الوعي أخذت أكتب وأكتب, والعجوز ينظر لي مبتسما في بلاهة, فتح فمه, تدفق ضوء الشمس في فراغ فمه, لا أسنان تمنع الضوء المتدفق إلي بلعومه, رباه, قد يختنق, انتبه العجوز لخطورة الأمر, أغلق فمه, كان قد مر علي ستة وسبعون ساعة دون أن أترك القلم من يدي, أصابني الإعياء, جاءوا بطبيب, قال إن نزعتم منه الورقة والقلم مات, سأركب له أمبوب جلوكوز, كلما فرغت ضعوا غيرها, وسآتي بكومة من صفائح الدم للطوارئ, لا تسمحوا للنساء بالإقتراب منه, إن صلاح العالم يستحق بعض الاستحكامات. ألبوم الفقعات وأنا في طريقي إلي هناك عثرت علي الليل القديم سألته عن حبي لم ينطق بصقت في وجهه واصلت السير أتأتين معي؟ إلي أين؟ لا أعرف.. سآتي.