مع ارتفاع معدلات الشيخوخة في أوروبا وانخفاض معدلات المواليد استيقظت القارة العجوز لتجد نفسها امام كابوس يهدد كيانها ويعرقل محركات العمل بها مما قد يؤثر سلبا علي اقتصاد بلدانها ودعونا لا ننسي الأزمة المالية العالمية التي مرت بها أوروبا قبل3 اعوام. وكادت تفكك منطقة اليورو, وهو ما دفعها إلي فتح ذراعيها لاحتضان ملايين من اللاجئين الفارين من بطش الحروب في بلادهم كسوريا والعراق واليمن وافغانستان, إلا ان القارة العجوز تخشي ألا تتأقلم تلك العناصر الجديدة مع تركيبة المجتمع الأوروبي ولا تستطع ان تذوب مع ديموجرافيته الجديدة كما انها تخشي من اندساس المجموعات الارهابية وسط هؤلاء اللاجئين الذين يتوافدون علي أوروبا بالملايين. ورغم ذلك فإن القارة العجوز تحتاج بشدة إلي الأيدي العاملة والشابة القادرة علي تحريك الدفة, فباتت القارة في صراع بين احتياجاتها الاقتصادية التي تحتم عليها استيعاب اللاجئين وبين نزعتها الحضارية والسياسية والامنية التي ترفض استقبالهم. وعلي مدار السنوات المقبلة ستجد أوروبا نفسها أمام كارثة يصعب حلها خاصة وان معدلات انخفاض المواليد وزيادة اعداد المتقاعدين تتزايد بشكل مرعب وعنصر الشباب يكاد يندثر او ينعدم وبالتالي فسينخفض معدل الانتاج والنمو ايضا, واكدت الدراسات انه خلال الاعوام المقبلة ستتجاوز نسبة الشيخوخة في اوروبا ال30%, وبحلول عام2040 سيصل رومانيا ولاتفيا الكهولة اذ سيعاني معظم سكانها إلي سن الشيخوخة وهو ما سيوقف عجلة الانتاج في البلاد اما الدول سيصل الاسكندنافية كفنلندا والسويد والنرويج والدنمارك والتي تقع في شمال القارة الاوروبية ستتمتع بوجود عنصر الشباب بمعدلات كبيرة كما انها تسعي جاهدة لإيجاد حلول للاستفادة من الشيخوخة في البلاد حتي لا تكون عبئا علي البلاد. وأشارت الدراسات الاوروبية التي اجريت مؤخرا حول معدلات الشيخوخة ومدي تأثيرها علي الوضع الاقتصادي للبلاد, ان اوروبا ستواجه ما يسمي بالانحسار السكاني خلال العقود المقبلة, وفي عام2050 ستخسر دول اوروبا البالغ عددها28 دولة41 مليون نسمة من مجمل سكانها, لذا فعلي اوروبا ان تفتح ابواب الهجرة التي اغلقتها وشددت الاجراءات والقيود عليها بذريعة الارهاب لانها المستفيد الاول من هؤلاء اللاجئين الثمرة المنتجة لها في المستقبل, وهو ما اكدته ألمانيا التي أشارت اليهم بأنهم هبة ثمينة في مجتمع يميل إلي الشيخوخة. سمر أنور