المركز القومي للترجمة من المشروعات الثقافية المهمة بمصر, فهو معبر للثقافات, وطريق للتعرف علي ثقافة البلاد الأخري بشكل متنوع ما بين الأدب والتاريخ والعلوم المختلفة, ورغم أهميته يواجه عددا من المشكلات الخاصة بالميزانية أو إيجاد منافذ بيع حتي يستطيع الوصول من خلالها للجمهور, وقد أكد الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة, أن هناك مشكلات وجدنا لها حلولا منها قلة عدد المترجمين وحلها في إقامة ورش تدريب, وبخصوص الميزانية هناك تفاوض كل عام علي زيادتها مع الاستفادة من كل الموارد المادية والبشرية وغيرها, وحول تلك النقاط وغيرها كان حوارنا. ما هي الملامح الرئيسية لخطة عمل المركز؟ المركز القومي للترجمة له مهمة مستمرة ايا كان المدير وهي اصدار كتب مترجمة, لكن تحت هذه المهمة تختلف الرؤي فيكون مثلا في بعض الأحيان تركيز علي ترجمة كتب بعض المجالات ويختلف هذا من عام للآخر, كما ان هناك خطة استراتيجية توضع وهي التي تقدم اقتراحات للمترجمين عن الكتب المراد ترجمتها, أو يقترح المترجمون نفسهم كتبا ليترجموها وهذا يحقق تنوعا كبيرا بتنوع انتماءات المترجمين أنفسهم. وماذا عن الخطط التي أعددتها عند توليك المنصب؟ لدينا بالمركز موارد مالية وبشرية والهدف الأساسي هي الاستفادة القصوي من هذه الموارد, وأنا اهتممت بورش التدريب لصغار المترجمين لأنه من أجل أن ننجح في مهمتنا الاساسية لابد من التأكد من وجود مترجمين علي مستوي جيد, ومعظم الجيدين كبار في السن لكننا نحتاج إلي شباب ايضا هم لديهم لغات جيدة لكنهم لم يجربوا أنفسهم في الترجمة ولم يحاولوا تحويل نص اجنبي لعربي وهذا ليس سهلا فيحتاج الي اعداد لذلك نقوم بعمل ورش التدريب, كما أنني وجدت أن هناك تأخرا في اصدار الكتب والذي يخلق مشاكل مع المترجم ومع الناشر الاجنبي الذي ينتظر صدور الترجمة العربية لكتابه فشعرت أن هناك مشكلة كبيرة لذلك أصبح الأولوية الآن لإصدار الكتب المتأخرة. التركيز علي مجالات بعينها يتغير من عام للآخر فكيف يتحدد ذلك؟ هناك عدة عوامل منها وضع البلد وهو يفرض علينا وليس من صنعنا فمثلا نحن الآن في أجواء الانتخابات والحديث عن الديمقراطية وغيرها لذلك نهتم بترجمة كتب عن الديمقراطية والثورات والتغييرات, وهناك عامل آخر ان نكتشف بعد تحليل للكتب المترجمة لدينا وتبلغ2800 كتاب ان هناك مجالات أكثر من مجالات اخري, والنسبة المئوية بها خلل كبير لذلك نسعي لعمل توازن, ونحدد الاختيار علي المجال الذي لم يترجم منه كثيرا او اللغة التي لم يترجم منها رغم اهمية ما لديها, كما لاحظنا ان هناك اهتماما بكتب الكبار والاطفال لكن ليس هناك اهتمام كاف بكتب النشء لذلك قررنا الاهتمام بها فأصدرنا سلسلة الثقافة للنشر التي تقدم تبسيطا لأنواع المعارف المختلفة لتلك الشريحة. وهل تكفي الميزانية لكل تلك المشروعات والطموحات؟ الميزانية مقسمة إلي أبواب ونحن ملزمون باحترام الباب المحدد سلفا بواسطة وزارة المالية, لكن الميزانية موضوع للتفاوض دائما فنذهب للمالية مع ادلتنا نقول علي سبيل المثال ان ميزانية الباب المخصص لمشاركتنا في المعارض الخارجية ليس كافيا ونطلب زيادة100 الف او اكثر لنزور معارض أكثر, أما الجزء الاكبر من الميزانية فيكون لدفع حقوق المترجمين وجزء للتدريب وجزء لادارة الندوات وجزء للمعارض لذلك نحاول ان نستفيد بكل ما لدينا ولو هناك نقص نطلب زيادة في الميزانية المقبلة. إذن كيف يجري اختيار المترجمين للمشاركة في ورش المركز؟ يجب أن يكون لدي المتدرب الحد الأدني من انه يقرأ النص ويفهمه والدورات التدريب تدريب للطلاب في الكليات خاصة في كلية الالسن في السنة الثالثة او الرابعة وترسل لنا قائمة بأسمائهم كما تقترح الكلية مدربين, ونحن ايضا نضيف مدربين, كما يوجد متدربون يأتون عن طريق الإعلان, فنعلن فتح دورة تدريبية لمدة اسبوعين في اي لغة فيتقدم الطلاب ونقوم باختبارهم لمعرفة هل لديه الحد الادني الذي يمكنه من الاستفادة من هذا التدريب لانه احيانا يكون الواحد لدية فكرة خطأ ويعتقد انه جيد في اللغة وهو ليس كذلك لذلك لابد من الاختبار, ونراعي في التدريب وجود نصوص يتدرب عليها كما نراعي البلاغة والنحو في اللغة العربية وقواعد اللغة الاساسية التي نترجم منها. هل الأولوية في ترجمة الكتب بالمركز لمتدربيه ؟ لا توجد اولوية لكن عندما يشارك احد في دورة لدينا نحتفظ بقاعدة بيانات تضمهم جميعا عندما يقترح كتاب يكون هناك مترجمون ثقة عملنا معهم فنسند الكتاب إليهم, اما اذا كان الكتاب اقتراحا مترجما فيجب ان نتأكد من شهاداته وقدراته كما ان هناك مراجعة علي عمله. وماذا عن استفادة المركز ببرتوكولات وزارة الثقافة مع الوزارات الاخري؟ البروتوكولات موجودة لكن تفعيلها مازال دون المستوي كنا نأمل علي اساس تلك البروتوكولات ان يوفر لنا منافذ بيع في الجامعات فنحن نطرح الكتب للطلبة بخصم50% لكن المنافذ لم تقم حتي الآن, وايضا الجامعات كلها لديها كليات او اقسام لغات وشعب ترجمة, نطلب منهم الطلاب في الفترة الصيفية يكون هناك تدريب وورش للغات او تدريب علي العمل بالمركز, وايضا هناك اتفاقيات نشر مشترك مع الاقسام العلمية في الجامعات المصرية. وماذا عن مشكلات توزيع كتب المركز؟ لدينا اتفاق مع الهيئة العامة للكتاب ونوزع كتبنا في منافذهم لكن هناك شكوي بسيطة من أن الكتب الموجودة هناك نحو30 عنوانا من2800 عنوان, كما لدينا اتفاق بروتوكول توزيع مع مؤسسة الاهرام وحتي الآن لم يفعل, ونسعي في هذا الموضوع, ولو وجدنا في الجامعات مثل اسكندرية وأسيوط فسيكون امام ابناء تلك المحافظات فرصة الحصول علي الكتاب لذلك اتمني في الاشهر القليلة المقبلة ان تكون قد تعددت منافذ البيع. كان هناك مشروع لضم سلاسل الترجمة في الهيئات الأخري إلي المركز؟ المركز تابع لوزارة الثقافة ونحن لا نملك الحديث عن هيئات وزارة الثقافة مثل هيئة قصور الثقافة وهيئة الكتاب التي تصدر كتبا مترجمة, ولو هناك سلسلة موجودة ولها قارئ لا داعي لإغلاقها وبدايتها هنا من جديد, لذلك تترك في مكانها في هيئتها, لكن هناك كتبا تترجم وسلاسل بالهيئات ليس لها قارئ وتوضع بالمخازن هذه هي السلاسل التي سيعمل المركز عليها, أما الجزء الآخر فيما يتعلق بدور النشر الخاصة فهي حرة في ترجمة ما تريد لكن لاحظنا انها لا تقبل علي الترجمات لانها مكلفة من حقوق للناشر والمترجم وحق الطباعة, لكنهم يقبلون علي الكتب المضمونة في البيع مثل مذكرات هيلاري كلينتون لكنهم لن يقبلوا علي طباعة كتاب مثل تاريخ الفيزياء من نيوتن لأينشتاين لذلك بدأنا سياسة جديدة علي النشر المشترك نتحمل فيها اكثر من خمسين في المائة من التكلفة ويصدر الكتاب باسم المركز والدار, وهذه سياسة جديدة. تواجه الترجمة العلمية عقبات مختلفة كيف يتصرف المركز أمامها؟ مشكلة الترجمة العلمية كثيرة خاصة لأهميتها, ولو رأينا نسبة الكتب العلمية المترجمة فسنجدها5% ونحن نريد ان تصل إلي20% اذن هناك عجز وأي مترجم يقترح كتابا من فئة الكتب العلمية نرحب به جدا, اما المترجمون عن المترجمين فليس في استطاعة اي مترجم أن يترجم كتبا علمية لأنها تحتاج الي متخصصين. مؤتمر الترجمة الذي يقيمه المركز لم يعقد منذ سنوات هل هناك سبل لتطويره؟ المؤتمر أقيم مرتين أخرهما منذ اربع سنوات ونريد ان نقيمه في2016 ومن أجل نجاحه يجب الاعداد جيدا له وان نعطي مساحة للمشاركين ان يجهزوا اوراقهم يتم العمل عليها بالمؤتمر حتي لا يكون المشاركة حديث ذكريات.