أعلنت وزارة الصحة العراقية أمس الجمعة أن58 عراقيا لقوا حتفهم صعقا بالكهرباء اثر هطول الامطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي. ودعت وزارة الصحة العراقية المواطنين الي التعامل بحذر مع الشبكة الكهربائية والاعمدة والمحولات وخطوط نقل الطاقة التي تنتجها المولدات الاهلية لتعويض نقص الطاقة خلال فترة هطول الأمطار. وتسببت الأمطار والسيول التي شهدها البلاد مؤخرا إلي انهيار العديد من المنازل وامتلاء شبكات الصرف الصحي وغرق المساكن وإحداث خسائر مادية جسيمة في المدارس والمستشفيات والمعامل والدوائر الحكومة فضلا عن تشريد الآلاف من النازحين واللاجئين الذين تضررت خيامهم والتي يتخذون منها مأوي لهم منذ استيلاء تنظيم داعش علي مناطق متعددة من محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوي. من ناحية اخري, قال مدير صندوق الأممالمتحدة للطفولة( يونيسيف) في العراق بيتر هوكينز إن تفشي مرض الكوليرا في العراق امتد إلي سوريا والبحرين والكويت وهناك خطر من تحوله إلي وباء إقليمي مع استعداد اعداد كبيرة من الزوار الشيعة للتوجه إلي العراق. ورصد المرض- الذي يمكن ان يؤدي الي الوفاة بسبب الجفاف والفشل الكلوي خلال ساعات إذا لم يعالج- إلي الغرب من العاصمة بغداد في سبتمبر وأصاب منذ ذلك الحين2200 شخص علي الاقل وتسبب في وفاة ستة. وقال هوكينز إن هذا الوباء نشط إقليميا بالفعل ويمكن أن تزيد مخاطر هذا الأمر بمجيء أناس من شتي أنحاء المنطقة إلي العراق وان الكويت والبحرين وسوريا يوجد بها بالفعل حالات إصابة مؤكدة. وتتوافد اعداد كبيرة من الشيعة علي العراق في ديسمبر لإحياء ذكري أربعينية الإمام الحسين. وذكر هوكينز أن اليونيسيف يعمل مع شخصيات دينية في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين لتوفير المعلومات عن سبل الحماية من الكوليرا التي تتوطن في العراق. ويمكن إرجاع سبب تفشي الكوليرا في العراق إلي عدد من العوامل من بينها انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات والأمطار الشتوية مما أدي إلي تلوث النهر والآبار الضحلة بمياه الصرف الصحي. وساهم القتال ضد متشددي( داعش) الذين يسيطرون علي مناطق واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق في تفشي المرض. وتسبب الصراع في تشريد أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيش الكثيرون منهم في مخيمات في ظل ظروف تؤدي إلي انتشار الكوليرا فتناول غذاء ملوث أو شرب مياه ملوثة يكفي للإصابة. وقال هوكينز إن اليونيسيف لا يسمح له بدخول المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية التي اجتاحت الحدود السورية في منتصف2014 في محاولة لإقامة دولة خلافة. وتسببت زيادة الانفاق العسكري ونفقات أخري لها علاقة بقتال التشدد الإسلامي في تفاقم أزمة سيولة في العراق.