الغطرسة التي تبدو علي مسلك شعب يواجه حربا لامحدودة متمسكا انه سينتصر في النهاية وان مائة مليون انسان لايمكن ان يهزموا حتي لو احتشدت الدنيا ضدهم, استعلاء مناف للعقل يجعل الكثيرين منافقين للسلطة, للرأي السائد, للأقوي هذا هو محور رواية ناكازاواكيجي والتي قدمها مصورة وحوارية وتروي جزءا من تاريخ اليابان شعبا وافرادا ومواقع السلطة الدنيا التي تتحكم جديا في مجموع ثقافة وانتماءات الناس ومن ثم هو يقدم وثيقة اشبه بفيلم تسجيلي في قالب روائي تشكل شخصية الياباني في تلك الفترة.. فترة الحرب العالمية العظمي. كم القسوة التي يتعامل بها الافراد في المجتمع كبير, كذلك العنف في التأديب للصغار او زجرهم عند الخروج عن نظام الاسرة ثم نظام الحي ثم نظام الدولة وتتساءل هل هي طبيعة الفترة ام هي طبيعة الشعب, تحسبهم علي قلب رجل واحد, قلب الامبراطور الرمز والمؤله والذي يمثل الحياة كلها, لكنك تكتشف ان كثيرا من التضحيات تتم قسرا وبضغط شديد واجبار علي الطاعة وعقاب للمخالف او الذي يبدي الرأي الاخر فهل هذه حقا امة اليابان التي كانت قوة اقليمية مهمة في شرق أسيا ثم قوة عالمية تناطح روسيا وامريكا في حرب ضروس, يأتي المؤلف الياباني ليروي لك بصورة منطقية ومتسلسلة لماذا هزمت اليابان شعبا وثقافة وحكومة وجيشا, كيف ان الروح القتالية المتغلغلة في افراد الشعب في تشددها وتطرفها نحو الوطن والدين والشمس المشرقة وحتمية حماية السماء لهم تأبي الانصات لبدهيات الامور, تأبي حساب الحتميات بالعقل تأبي ان تعيش معتقدة ان من هم حولهم بشر مثلهم ولهم نفس الحقوق في العيش بكرامة وبلا ذل او استعباد اليابان بدأت الحرب في شرق اسيا مبكرة حين اعلنت الحرب علي الصين عام1932 آي قبل الحرب العالمية عام1939 لتظل الي العام1945 في حرب لاتنطفئ نارها الا وتشتعل من جديد نهبت فيها مواد خام لزوم الصناعة الحربية من كل الدول التي تجاورها وتحتلها فأخذت الفحم من الصين والحديد والقصدير والنحاس من شرق اسيا كلها ووصل الامر الي التجنيد القصري الاجباري لجنود من كوريا والملايو ليحاربوا في صفوف الجيش الياباني الامامية ومع استمرار السياسات التعسفية التي لاتقيم وزنا لحياة البشر امتدت تلك القسوة للشعب الياباني نفسه والطبقات الفقيرة الدنيا فتم اخذ اوانيهم المنزلية المعدنية لصناعة السلاح وتجنيد اطفالهم للعمل في المزارع والحقول لاطعام الجند والوصول الي مرحلة حرمانهم من القوت الضروري للاستمرار في الحياة ومقاومة المرض حتي ان الاطفال الذين يعملون في تلك الحقول يجدون مايسد جوعهم بمشقة والغريب ان مشرفيهم او معذبهم يأكلون مايملأ البطون ويشبع النهم الي حد( الكرش) الذي لاتراه عادة في الياباني العسكري والثري, علاقات دموية وفيها كافة سلوكيات البشر التي تصل الي قسوة الحجر, خرجت اليابان الانسان من رحم تلك التجربة الشديدة الوطئة والتي احرقتها بكل ما اخترع الغرب من نار وهي قادرة علي التوليد والانتاج والنجاح لاتعتقد ان السماء تحميها او ان الامبراطوراله حي يعيش بينهم, حرب شهيرة قضتها في ثلاثة عشر عاما تبدل فيها تراثها الفكري الوجداني وطرح عنها ثقافة الساموراي واخلاقيات الاساطير وطهرت الي حد ما النفوس البشرية بالنارالذرية من نوازع والتملك والسيطرة وحب الذات الذي يصل الي درجة العبادة يوصل الافراد الي الاختلال وفقد الاتزان العاطفي نحو من حوله.. نعم الشعب ضحية والرواية, جن الحافي] تؤكد ذلك ولكنها تعطيك فكرة عن عمل المستعمر الامريكي وتغير ثقافة ذلك الشعب وفرض جزء من ثقافة الاستسلام عليه لانه بتلك الروح القتالية الوحشية والثقة في الذات هي خطر علي نفسه وعلي من حوله, تلك الروح المتطرفه تتماس مع مايحدث اليوم في عام(2015) في سوريا, العراق, اليمن, فلسطين, ليبيا, الصومال, حرب يقوم بها افراد ضد بلادهم, او ضد بعضهم البعض, فقد انتهت انظمة الحكم من اغلب من ذكرت. ..وللحديث بقية أحمد محمد جلبي روائي عضو نادي القصة