كشف السباق الرئاسي للوصول الي البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر العام القادم ان هناك أزمة قيادة في الحزبين الرئيسيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكان إعلان جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي اعتزامه التنحي عن منصبه بحلول نهاية أكتوبر الجاري, كاشفة لعمق تلك الأزمة في الحزب الجمهوري فالرجل ضاق ذرعا باتهامات المتشددين من تيار الشاي له بالتقاعس والخيانة كما أن الحزب الجمهوري نفسه. يبدي أعراض الإصابة بإستراتيجية المساومة الرهيبة: إذا طلبت النجوم, فستحصل علي القمر. هو تخلي عن منصبه من أجل تنفيس الاحتقان في مجلس النواب, وتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية, ومحاولة الابتعاد باعتباره مثيرا للخلاف في.2016 وبالمقابل, استمتع تد كروز السيناتور الجمهوري محبوب حزب الشاي المعتد بنفسه دائما أيما استمتاع بالنصر.. أما دونالد ترامب, أستاذ الإهانات الذي يكره الاحترام والسلوك المهذب, فقد بدا أيضا فرحا بتنحي بينر. والواقع أن قلة الكياسة والأدب من جانب كل هؤلاء الأشخاص ليس مفاجئا. ذلك أنه منذ سنوات ووسائل الإعلام والطبقة السياسية, ناهيك عن مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي, منهمكين في القضاء علي ما يمكن أن نسميه التصرف المهذب واللطيف. وكل ذلك يعكس أزمة القيادة في الحزب والصعوبة التي تواجه النائب الجمهوري عن ولاية ويسكنسون بول ريان والذي كان مرشحا كنائب للرئيس في انتخابات الرئاسة السابقة عام2012 من تولي منصب رئيس مجلس النواب. دون اشتراطات وضعها لكي لا يتم إحراقه سياسيا. اما في الحزب الديمقراطي فقد طرحت في الأسابيع الماضية إمكانية دخول نائب الرئيس جو بايدن إلي السباق الرئاسي لعام2016 كفرضية علي الأقل علي افتراض ضعف هيلاري كلينتون كمرشح ديمقراطي محتمل بعد فضيحة البريد الإلكتروني وتداعياتها أثرت سلبا علي حملتها الرئاسية وكشفت تبريراتها استخفافها بالامن القومي الامريكي علاوة علي فضيحة بنغازي ضعف ثقة الجمهور الديمقراطي بقيادتها وبايدن(72 عاما) بشأن ما إذا كان هو وعائلته مستعدين لخوض الحملة المنهكة بينما لا يزالون في حداد علي بو الابن الأكبر لبايدن الذي توفي في مايو بعد إصابته بسرطان في المخ. وكان ابنه يحثه علي الترشح. التشكك في قيادة هيلاري كلينتون مازال قائما وان كان اداؤها القوي في المناظرة الرئاسية مقنعا قد جعلها تسترد بعد الزخم وكان بايدن طرح لفرملة هيلاري التي اضحت تتماهي في السياسة الخارجية مع اليمين الجمهوري وتبتعد وتتفارق مع اوباما; بايدن شخص يشكل تباينا كبيرا مع هيلاري كلينتون وبينما تكافح كلينتون للتخلص من صورة المرشحة غير الصادقة وغير الجديرة بالثقة, فإن بايدن كله صدق وإذا كانت كلينتون حذرة ولا يمكن للمرء أن يتكهن بما يجول في ذهنها, فإن بايدن تلقائي ويبدو مثل كتاب مفتوح. ولكن درس انتخابات2016 حتي الآن هو أن الناخبين يبحثون عن الأصالة, فهم يريدون أشخاصا صرحاء وصادقين معهم حتي وإن كانوا لن يحبوا ما سيقال لهم. والواقع أن هذا الشعور هو السبب الرئيس في صعود دونالد ترامب مؤخرا. اخيرا اعلن الرجل انه لن يخوض انتخابات الرئاسة في عام2016 منهيا بذلك شهورا من الترقب وهو ما يزيل واحدة من اكبر العقبات المحتملة أمام فوز هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي في السباق الذي تتصدره. ولكن ما هو الحل اذا واجهت هيلاري مشكلة قانونية حقيقية; إذ من المحتمل أن تدان, وبالطبع سيتم تجميد ترشحها إذا ثبت أنها أساءت استخدام بيانات سرية. خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية