فضحت مياه الأمطار فشل مسئولي الإسكندرية في المواجهة واستسلمت المدينة ومسئولوها لأكبر حالة من الفشل تحت المطر بعد أن تحولت ساعات أمس في الثغر إلي مشاهد مأساوية.. حيث احتجزت مياه الأمطار المواطنين في منازلهم وفي الشوارع وحاصرت المستشفيات وأقسام الشرطة.. وساد الغضب في كل مكان وجرفت المياه تلال القمامة في مشهد لم تعرفه حتي العصور الوسطي.. وأعلن المطر رسوب الجميع في المواجهة. كما تسببت موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد أمس في إصابة معظم المحافظات بالشلل التام بعد أدي هطول الأمطار بغزارة وخاصة علي مدن الوجه البحري في غرق جميع الطرق والشوارع الرئيسية وخلوها من المارة فضلا عن سقوط بعض أبراج الضغط العالي ما أدي الي انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المدن والقري بكفر الشيخ والأقصر والبحيرة, بينما تسببت الرياح الشديدة في ارتباك حركة الملاحة بمواني السويسوالبحر الأحمر, بينما تم إغلاق بعض طرق البحر الأحمر بعد تعرضها للسيول. علي الرغم من التصريحات التي أطلقها رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية بأنه تم تطهير جميع مصبات شنايش تصريف مياه الأمطار بطول طريق الكورنيش بدء من كوبري المندرة حتي منطقة قلعة قايتباي ببحري, استعدادا لبدء موسم سقوط الأمطار, إلا أنه وبعد ساعات فقط من هذا التصريح, غرقت الإسكندرية في بحيرات من المياه بعد الهطول الغزير للأمطار صباح أمس. وفي مشهد أعاد للأذهان الأزمة التي ضربت مناطق شرق الإسكندرية, العام الماضي, وتسببت في الإطاحة بالمحافظ السابق اللواء طارق مهدي والحالي هاني المسيري, قام عدد من أهالي منطقة بحري, باستخدام مراكب الصيد في التنقل بشوارع المنطقة بعد تحولها لبحيرات نتيجة الأمطار الغزيرة وبعد ان أصبحت هي وسيلة النقل الوحيدة, بعد أن فشلت محاولات السيارات في عبور البحيرات المرتفعة من المياه. وفي سياق متصل تعرض محافظ الإسكندرية المستقيل لموقف حرج عندما فوجئ حال خروجه من مقر الاستراحة الخاصة به بمنطقة جليم, بالعشرات من الأهالي يحتشدون أمام سيارته, حيث قاموا باعتراضها ووجهوا له اتهامات بأنه المتسبب في حالة الشلل التام وغرق المدينة. ورصدت الأهرام المسائي, مشاهد متفرقة حول غرق شوارع المدينة وتحولها لبحيرات نتيجة الأمطار الغزيرة ففي منطقة المنشية قامت سيارات تابعة لإدارة المرور بنقل المواطنين من أمام القنصلية الفرنسية بسبب عدم توافر وسائل مواصلات أخري, كما حاصرت المياه قسم شرطة باب شرقي الموجود بشارع أبو قير الرئيسي, وسط المدينة بينما قام عدد من أفراد الشرطة المحاصرين بالمياه بخلع الزي الميري, وحاولوا إصلاح إحدي مصارف المياه الموجودة بجوار مبني القسم. وغرقت مختلف مناطق الإسكندرية بالمياه حيث لم تسلم أي منطقة سواء شعبية أو راقية, حيث اختفت السيارات من الشوارع بشكل شبه كامل تحت مياه الأمطار, في مشهد غير مسبوق بمدينة الساحلية. ولم تسلم منازل المواطنين بالطوابق الأرضية من دخول المياه إليها وإتلافها للأثاث الموجود بها بعد أن ارتفعت المياه في عدد من المناطق لأكثر من مترين. من جانبها قامت المنطقة الشمالية العسكرية بالتدخل بإمكانياتها للمشاركة في حل الأزمة بالمدينة حيث دفعت ب23 سيارة لنقل المواطنين العالقين في الشوارع المختلفة, كما ساهمت من خلال سيارات شفط المياه التابعة لها في إعادة فتح عدد من الأنفاق أمام حركة السيارات. وأسفر سوء الأحوال الجوية, عن وفاة5 أشخاص في ثلاث حوادث منفصلة, ففي شارع محرم بك تسبب سقوط كابل كهرباء ترام محرم بك في صعق طفلين وشاب ولقوا مصرعهم علي الفور وهم علي خالد علي,8 سنوات, وشقيقه أحمد4 سنوات, وإسلام باهر متولي,29 عاما. كما توفي طه محمد طه,25 عاما, صعقا نتيحة سقوط كابل كهربي داخل حفرة ممتلئة بالمياه بمنطقة المنشية, وتوفي كذلك القبطان حسن الناضوري, الأستاذ بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا داخل سيارته الخاصة نتيجة أزمة قلبية, وتم نقل الجثامين الخمسة الي مشرحة كو م الدكة. كما تسبب حادث اصطدام توك توك مع دراجة نارية في إصابة3 أشخاص أحدهم تم إسعافه في مكان الحادث وتم نقل احد المصابين الي المستشفي الرئيسي الجامعي والثاني الي مستشفي العامرية وجار علاجهما. من جانبه قال الدكتور مجدي حجازي, وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية إن تراكم مياه الأمطار داخل عدد من المستشفيات قد تسبب في أزمة في حركة دخول وخروج المرضي, مشيرا إلي انه قام بإعطاء تعليمات عاجلة لمديري المستشفيات بسرعة حل تلك المشكلة سواء بالتعاون مع الأحياء أو هيئة الصرف الصحي أو بالجهود الذاتية. من جانبه قال هاني المسيري, محافظ الإسكندرية المستقيل, إن ما حدث بالمدينة اليوم كارثة بيئية أصابت محافظة البحيرة أيضا علي حد قوله. وأشار المسيري, في تصريحات صحفية له, أنه تم إبلاغ وزارة التنمية المحلية بالأمر للمساعدة في حل المشكلة بأسرع وقت ممكن, مؤكدا أنه تم نزول جميع المسئولين والانتشار في جميع شوارع المحافظة لمعالجة الأمر بأسرع وقت ممكن وتجنب حدوث أي خطر. وحمل المسيري المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء مسئولية الأزمة. مشيرا إلي أنه وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها للمدينة تم عرض مشكلة الصرف الصحي عليه والتي تحتاج إلي مبلغ75 مليون جنيه لإصلاح المحطات المختلفة والمعدات وإدخال شبكة جديدة تتناسب مع حجم الزيادة السكانية للمحافظة. وزادت تصريحات المسيري, من حالة الغضب لدي المواطنين وزادت المطالبات برحيله وخاصة مع تدشين حملات علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتنظيم وقفة الأحد المقبل بالقائد إبراهيم للمطالبة بإقالته. وقال الدكتور هشام سعودي, عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية, والذي عمل مستشار لعدد من المحافظين السابقين ومنهم اللواء عبد السلام المحجوب- إن ما حدث ما هي إلا موجة أمطار عادية تتعرض لها المدينة في هذا الوقت من كل عام, رافضا ما حاول المحافظ تصويره علي أنها كارثة بيئية غير مسبوقة. وأضاف سعودي, في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي ان هناك تقصيرا من مسئولي المحافظة وشركة الصرف الصحي حيث إنه وبعد ساعات من توقف هطول الأمطار استمرت المياه في الشوارع بدون حتي أن تأتي سيارات شفط المياه لسحبها وفتح الطرق.