القدوة أمر مهم في حياة البشر, وتحتوي في داخلها علي شيء من الحب والإعجاب الذي يجعل المقتدي يقلد المقتدي به, وهي غريزة في نفوس البشر, غير أن الناس يختلفون في قدوة كل منهم, فهناك من يتخذ القدوة الحسنة, وهناك أيضا من يتخذ القدوة السيئة , وقد دعانا الإسلام الحنيف إلي الاقتداء بالقدوة الحسنة في كل أمر من الأمور, رافضا في ذات الوقت التقليد الأعمي, والتبعية المطلقة. حول ذلك يقول الشيخ عمر عبد الله مسعود من علماء الأوقاف. أن الإسلام نعي علي الكافرين تقليدهم آباءهم دون فكر وروية وإعمال للعقل, قال تعالي:.. وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كانوا آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. وأمرنا الإسلام باتخاذ القدوة الحسنة فبعد أن ذكر عددا من الأنبياء والمرسلين في سورة الأنعام قال بعدها لرسول الله عليه الصلاة والسلام أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده. ويقول الشيخ حمادة إسماعيل محمد, إمام وخطيب الأوقاف: ومن أهمية القدوة وتأثيرها يبين لنا ربنا تبارك وتعالي أن قدوتنا وأسوتنا إذا أردنا الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة هو رسول الله عليه الصلاة والسلام, ويقول سبحانه وتعالي لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. كما حذرنا رسولنا( صلي الله عليه وسلم) من القدوة السيئة فقال: لا تكونوا إمعة إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا, ولكن وطئوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا القدوة الحسنة مهمة وملحة في حياة الناس, فإن الله سبحانه وتعالي من فضله علي عباده جعل لهذه الأمة خير قدوة عرفتها البشرية علي مدي التاريخ, وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فقد جمعت حياة النبي( صلي الله عليه وسلم) بين الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والعادات الحسنة, والمواطن النبيلة المعتدلة فكل إنسان منا يجد له من حياة النبي( صلي الله عليه وسلم) قدوة كاملة وأسوة حسنة طيبة في كل أمور حياته. ويقول الشيخ رضا سامي صدقي إمام وخطيب بالأوقاف إن أصحاب الهمم العالية هم الذين يسعون ليكونوا قدوة صالحة لأن لها دورا كبيرا في صلاح المجتمع لأن كثيرا ممن حوله يقتدون به ويقلدونه ويصنعون مثل صنيعه, والله سبحانه وتعالي يريد من عباده أن يكونوا أصحاب همة عالية وأن يتطلعوا للأفضل فقال تعالي في شأن عباد الرحمن, والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما, فلم يقل واجعلنا من المتقين ولكن قال واجعلنا للمتقين إماما. ولا يظن أحد أن القدوة الحسنة إلغاء للعقل أو مصادرة للفكر لأن الاقتداء ينطلق من قناعة صاحبه فهو جزء من إرادته. ومما ينبغي الإشارة إليه أن من المتطلبات الأساسية لكي يصبح الشخص قدوة حسنة أن يوافق قوله فعله, وقد تحدث القرآن الكريم في ذلك قال تعالي يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. وقال تعالي علي لسان سيدنا شعيب عليه السلام, وما أريد أن أخالفكم إلي ما أنهاكم عنه.