تقام حاليا في مدينة قرطاجالتونسية فعاليات الدورة ال17 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بمشاركة29 عرضا من جميع أنحاء الوطن العربي و18 عرضا أوروبيا و9 عروض من بلدان أخري في أنحاء العالم ويستمر المهرجان حتي24 أكتوبر الجاري. ويضم المهرجان67 عملا تونسيا, منهم30 منها للكبار و14عملا للأطفال و8 عروض راقصة و6 عروض حكي و7 أعمال للهواة, وتقدم عروضه في المدارس وفي أنحاء متفرقة من تونس وولايات مثل سوسة وصفاقس ونابل وقفصة ومدنين وبنزرت ليشكل حالة مسرحية متكاملة مصاحبة للعروض الرئيسية المشاركة في المهرجان. ويمثل مصر في المهرجان عرضان, الأول زوايا: شهادات عن الثورة المقرر عرضه الثلاثاء المقبل علي مسرح الريو بقرطاج, والعرض الثاني الأمير الحبيس ويعرض علي مسرح مدار قرطاج مساء غدا الإثنين. وتأتي هذه المشاركة المصرية بعيدا عن قيود وزارة الثقافة والأزمة التي تسببت فيها العلاقات الثقافية الخارجية وحرمت4 عروض مسرحية أخري من المشاركة في المهرجان الذي ينعقد كل عامين وتشارك فيه العديد من العروض المهمة والمتميزة في الوطن العربي العالمي, فعلي الرغم من طلب إدارة المهرجان من وزارة الثقافة ترشيح عروض للمشاركة في فعالياته وبناء عليه قامت لجنة المهرجان التابعة للجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة بترشيح عرضي سيد الوقت للمخرج ناصر عبد المنعم وفرقة الغد وسهرة ملوكي للمخرج خالد حسونة من فرقة الشباب, إلا أن العلاقات الثقافية الخارجية رفضت سفر العرضين واستبدلتهما بعرض رجل بلا أجندة إخراج أيمن عبد الرحمن وبطولة ياسر علي ماهر من المسرح الحديث. وتحججت العلاقات الثقافية الخارجية بأن رجل بلا أجندة تلقي دعوة رسمية من المهرجان للمشاركة في الوقت الذي أعلن فيه المخرج حسام عبد العزيز أنه تلقي دعوة لمشاركة عرضه بصمة في المهرجان وهو إنتاج فرقة الإسكندرية وقام بنشر صورة من الدعوة علي مواقع التواصل الاجتماعي, لكن العلاقات الثقافية الخارجية رفضت سفره معللة ذلك بأن لجنة المسرح اختارت عرضي سهرة ملوكي وسيد الوقت!. وبعد تصاعد الأزمة ومطالبة ناصر عبد المنعم وخالد حسونة وزير الثقافة حلمي النمنم بالتدخل لحل الأزمة وكان رده عليهما في ختام فعاليات المهرجان القومي للمسرح بأنه سيأمر بتحويل الأمر للجنة المسرح مرة أخري للبت فيه, إلا أن د.سيد خطاب رئيس لجنة المهرجانات التابعة للجنة المسرح أكد في تصريحات لالأهرام المسائي أن اللجنة لم يصلها أي شيء بخصوص هذه الأزمة, والطلبات التي تلقتها في الآونة الأخيرة تخص مهرجانات وعروضا أخري. وجاءت النتيجة النهائية بعدم سفر أي من العروض المذكورة والمشاركة المصرية في المهرجان هي مشاركة مستقلة تماما عن وزارة الثقافة وعروضها الرسمية التي ينتجها مسرح الدولة, وهي ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي تمثل فيها الفرق المستقلة مصر في المهرجانات الدولية. ويذكر أن مهرجان أيام قرطاج المسرحية من المهرجانات العربية المهمة انطلق عام1983, والمفارقة الغريبة التي تشهدها هذه الدورة من المهرجان هي أن إدارته أطلقت بيانا تحت عنوان إعلان قرطاج لحماية المبدعين المعرضين للمخاطر كمبادرة تتزامن مع انطلاق الدورة التي تعقد تحت شعار المسرح وحقوق الإنسان وسيرفع الإعلان بعد التوقيع عليه من أكبر عدد ممكن من الشخصيات والمؤسسات التي تعني بالثقافة وبحقوق الإنسان في العالم الي الحكومة التونسية التي ستتولي بدورها رفعه الي منظمة الأممالمتحدة لاعتماده والسعي الي تنفيذ التوصيات التي وردت به. ويعتبر أهم ما جاء في هذه التوصيات منح المبدعين المضطهدين الذين يعملون في مناطق خطرة وتحديدا في مناطق النزاع المسلح, وضعية دولية خاصة تسمح لهم بممارسة مهنتهم بحرية, وتخصيص تأشيرة فنان مبدع لتيسير إجراءات السفر والمشاركة في مشاريع فنية وفعاليات ثقافية دولية.