منذ ثورة25 يناير توقفت في الإسماعيلية أي احتفالات للعيد القومي للمحافظة والذي ارتبط لسنوات طويلة بعيد الشرطة والمذبحة التي تعرض لها أفرادها في معركة غير متكافئة بين سبعة آلاف من الجنود الانجليز ومركباتهم العسكرية وأسلحتهم في حصار قوات الشرطة التي لا تملك ما ترد به سوي سلاح متواضع للحراسة. ورفض أفرادها تسليم سلاحهم ومبني المحافظة للانجليز واستماتوا في الدفاع عنه حتي نفاد آخر طلقة في ذخيرتهم وسقوط أعداد كبيرة منهم بين قتلي وجرحي في مشهد لم ولن يسقط من ذاكرة ومذكراتالجنود الانجليز وقادتهم..ولأول مرة تكسر القاعدة وتغلب الشجاعة الكثرة. ويعود يوم حريق النافي16 أكتوبر للظهور علي الشاشة ليتصدر المشهد هذا العام دون معرفة اسس التي تم اختياره عليها من قبل ولا سبب عودته ان..وكان اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية الأسبق قد أصدر قراره في2012 باختيار يوم16 أكتوبر عيدا قوميا للإسماعيلية بديلا عن25 يناير الذي أصبح عيدا للشرطة والثورة معا علي أن يتم تقنينه بعد تشكيل المجلس المحلي. والنافي كما قيل في بعض الروايات كان معسكرا للانجليز بالإسماعيلية بينما أكدت روايات أخري انه كان تجمعا تجارياأشبه بما يسمي المول الآن حيث يباع فيه كل ما يلزم الجنود الانجليز وعائلاتهم المقيمون بالإسماعيلية وهي الرواية الأكثر شيوعا من خلال شهادات تم تسجيلها ممن عاصروا هذا الحدث. وانه في هذا اليوم تم الهجوم علي هذا المعسكر التجاري الضخم وحرقه..وكان نصيب هذا الحدث من ذاكرة التاريخ ما ذكره المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه الهام مقدمات ثورة يوليو- والذي يضم تسجيلا لأحداث المقاومة الشعبيةفي منطقة القناة-بضعة أسطر عن هذه المظاهرات التي اندلعت في الإسماعيلية وبورسعيد في نفس التاريخ وان كان قد ذكر أن الهجوم في بورسعيد تم علي احد معسكرات الانجليز المسمي بالنافي أو سلاح البحرية بعد حالة من الحماسة والتأييد لقرار حكومة الوفد ومصطفي النحاس باشا بإلغاء معاهدة..36 وقد نسبت مبادرة هذه المظاهرات إلي طلبة مدرسة الإسماعيلية الثانوية وانضم إليهم طلبة من مدارس إعدادية والعديد من الأهالي وأفراد المقاومة الشعبية وسقط فيها وفق ما تم تسجيله سبعة قتلي وأربعون بإصابات بالغة نتيجة الصدام الشديد بالقوات الانجليزية التي فرضت سيطرتها علي المناطق الحيوية والطرق بالمدينة وعزلت حي الافرنج عن الأحياء التي يقطنهامواطنو الإسماعيلية وقامت بتفتيش البيوت والتضييق علي حركة المواصلات من وإلي المدينة وزيادة القمع مما تولد عنه ازدياد المقاومة الشعبية بالإسماعيلية ومدن القناة ضد الاحتلال البريطاني..فهل استهداف المجمع الاستهلاكي وما أثير حول الاستيلاء علي محتوياته هو اجدر ليصبح رمزا ويوما للعيد القومي للمحافظة؟ هناك أحداث بالإسماعيلية كانت هي اولي بأن تصبح عيدها القومي وكان أكثر التواريخ قربا لهذا الترشيح هو يوم افتتاح قناة السويس في17 نوفمبر1869 وهو اليوم الذي ولدت فيه مدينة الإسماعيلية في تاريخ مصر الحديث بعد أن اختار الخديوي إسماعيل موقع مدينة الإسماعيلية عند بحيرة التمساح. وبعيدا عن المهاترات والمزايدات عن الملكية والخديوي إسماعيل فان اسم الإسماعيلية سيظل قرينا به كأب شرعي لها وستظل الإسماعيلية هبة قناة السويس وان كان يوم حريق النافي قد سجل سبعة شهداء وأربعين مصابا فإن حفر القناة قد سجل وفاة مائة وستة وأربعينألف عامل مصري وفي حياة ملايين المصريين الذين لا تزال أحلامهم وآمالهم معلقة بهذا الحلم الأكبر قناة السويس.. فمن يملك أحقية اختيار هذا اليوم.. أعتقد أننا سنسمع جدلا شديدا في الأيام القليلة المقبلة.