بالفعل هي عربدة إسرائيلية وبلطجة في الأراضي المحتلة علي مرأي ومسمع من الجميع فإسرائيل التي تقوم يوميا بمنع المصلين الفلسطينيين من الدخول الي المسجد الأقصي لأداء الصلوات وتشجيع المستوطنين علي استمرار عمليات الاقتحام لباحات المسجد في ظل حراسة أمنية بالإضافة الي الحفر أسفل المسجد بحجة السعي لإيجاد اكتشافات أثرية جديدة إنما هي إجراءات تؤكد تصميم تل أبيب علي تنفيذ خطة تهويد المسجد الأقصي دون الاهتمام أو حتي النظر الي ما يقرره القانون الدولي في هذا الإطار او مراعاة لحقوق المسلمين في الأراضي المحتلة بل تأكيدا للبلطجة الإسرائيلية وعدم احترامها المجتمع الدولي. وبالطبع لا يمكننا السكوت عن الممارسات الإسرائيلية بل بتعبير أدق الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وقيام قوات الاحتلال باستخدام جميع أنواع الأسلحة للتصدي للمسيرات والمظاهرات السلمية للفلسطينيين حيث تقابل قوات الاحتلال الحجر الفلسطيني بالرصاص الحي دون تردد أو تمييز بين طفل وشاب ومسن وامرأة بل تفرط في استخدام القوة لردع المظاهرات السلمية مما يكشف عن الوجه القبيح لتلك القوات وطريقة تعاملها الوحشية أمام العالم كله. والغريب إنه امام كل التجاوزات الإسرائيلية والممارسات غير الاخلاقية وغير الشرعية في الأراضي المحتلة وانتهاك حقوق الإنسان المستمر نجد الولاياتالمتحدة الحليف الإستراتيجي لإسرائيل في حالة صمت تام امام تلك الافعال بل انها تبارك خطوات الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ولم نسمع اي بيانات او تصريحات صدرت من الخارجية الامريكية أو من البيت الابيض تدين أو تشجب الممارسات الاسرائيلية في ظاهرة رغم انها ليست جديدة تؤكد استمرار واشنطن في دعمها الأعمي لسياسات حليفتها المدللة بجميع السبل ضاربة عرض الحائط بما تنادي به من احترام حقوق الإنسان في التظاهر السلمي وعدم المساس بمقدساته ومعتقداته الدينية إلا أن تلك السياسة لا تصل الي اسرائيل وهو ما يؤكد تماما استخدام واشنطن لسياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط. المؤكد أن الشارع العربي يدرك تماما الموقف الأمريكي ويجب ألا يعول عليه ولكن غير المفهوم والمقبول لدي المواطن العربي هو ذلك التهاون والتخاذل في الموقف العربي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة فلم نر أي تحركات أو خطوات عربية سواء فردية أو جماعية في اطار الكيان الذي يسمي الجامعة العربية التي فقدت أهميتها وتحولت الي مكلمة فقط لوزراء الخارجية العرب والمندوبين الدائمين دون أن تحرك ساكنا أو تسعي لأن يكون لها دور حقيقي في التصدي للعدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة التي تخرج عن اجتماعات الجامعة بجميع مستوياتها بينما لا تساوي قيمة الورق المطبوعة عليه أو الاحبار المستخدمة في طباعتها. وبالتالي فإن الجامعة العربية فقدت هيبتها ومكانتها لدي المواطن العربي وأصبح ينظر إليها علي انها مكان للضيافة وتضييع الوقت بل في بعض الأحيان مكان لنشر الخلافات العربيةالعربية ودليل علي عدم اتفاق العرب علي كيفية معالجة أي من القضايا الشائكة والمصيرية الموجودة علي الساحة العربية. ولذا فإن السؤال المطروح في الشارع العربي الآن هو:لماذا نلوم واشنطن ولا نلوم أنفسنا؟ لماذا لا يتحرك القادة العرب لمواجهة التجاوزات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة؟ لماذا لا تمارس الجامعة العربية دورها في المجتمع الدولي وتسعي لممارسة ضغوط دولية علي تل أبيب؟ لماذا تحولت بعض الدول العربية إلي أداة في يد واشنطن لممارسة أدوار مشبوهة لخدمة أهداف أسرائيل؟ وحتي نصل إلي إجابات لتلك الأسئلة فإن المشهد سوف يظل كما هو عليه تجاوزات وبلطجة إسرائيلية وصمت واستهانة عربية وصمت دولي.