طالب خبراء سوق المال المستثمرين بضرورة التريث والهدوء في اتخاذ قرارات البيع للأسهم مؤكدين أن حالة الخوف غير المبرر التي سيطرت علي المستثمرين المصريين ستتسبب في مضاعفة الخسائر خاصة وأن عمليات البيع التي قام بها الأجانب كان معظمها بسبب عمليات جني أرباح في الأسهم القيادية التي حققت ربحا وصل في بعض الأسهم الي100% بالاضافة الي تخوفاتهم من التوترات السياسية التي حدثت في عدد من البلدان العربية. جاء ذلك علي خلفية الانخفاض الحاد الذي شهدته البورصة المصرية لليوم الثالث علي التوالي نتيجة عمليات البيع العشوائي للمستثمرين حيث هبط مؤشر البورصة أمس بنسبة3.14% لتصل نسبة الانخفاض الي أكثر من6% منذ بداية الأسبوع. ووصلت مبيعات الأجانب في جلسة أمس الي أكثر من578 مليون جنيه مقابل351.9 مليون جنيه مشتريات ليبلغ صافي البيع226.4 مليون جنيه. وتعجب وائل عنبة عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار ورئيس احدي شركات تداول الأوراق المالية من أوضاع البورصة المصرية التي تتأثر بالأزمات الخارجية أكثر من أصحاب الأزمات أنفسهم مؤكدا ان بورصة تونس كانت قد ارتفعت أمس الأول17 نقطة بينما انخفضت مصر أكثر من100 نقطة. وأشار إلي أن الهبوط الذي تشهده البورصة يرجع الي سببين هما تخوفات من عدم الاستقرار السياسي في الدول العربية بالاضافة الي عمليات جني أرباح عنيفة جدا للأجانب موضحا أن أغلب عمليات بيع الأجانب تمت علي الأسهم القيادية التي تمثل وزنا كبيرا في مؤشر البورصة خاصة في سهمي البنك التجاري الدولي واوراسكوم للصناعة والإنشاء الذين شهدوا ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية وحقق أرباح وصلت الي100% في بعض الأحيان ومن ثم فإن خروج الأجانب عند تلك المستويات السعرية هو أمر منطقي ومباح في ظل المكاسب الكبيرة التي حققوها. وأضاف أن سهمي البنك التجاري الدولي وسهم أوراسكوم للصناعة والانشاء يمثلون أكثر من35% من وزن المؤشر الرئيسي للبورصة وبالتالي فإن ظهور عمليات البيع علي المؤشر كان لها التأثير الأكبر علي زيادة حالة الخوف عند المستثمرين وقال أن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها البورصة المصرية هي أن70% من المستثمرين فيها من الأفراد بالتالي فإن تحركاتهم فيها لا تتسم بالخبرة الكافية وهو مايتسبب في تحكم الأحساس بالخوف والهلع في أسعار الأسهم. وأكد عنبة أنه من المتوقع أن يعود الأجانب لتكوين مراكز شرائية جديدة في البورصة المصرية في أقرب وقت ممكن خاصة وأن بنوك الاستثمار العالمية كانت قد أصدرت تقارير تؤكد فيها أن بورصات مصر وقطر والسعودية من أكثر البورصات الناشئة المتوقع لها الصعود خلال الفترة القادمة وأوضح عبد الرحمن طه خبير أسواق المال أن ان ماتشهده السوق المصرية حاليا ناجم عن قلق بالغ ازاء ماحدث بتونس ويقول ان الاقتصاد المصري قد شهد معدلات نمو جيدة مقارنة بالدول التي تقع في منطقة اليورو والتي تعاني من ازمات مالية عنيفة وعليه فان قيمة الاسهم عندما بلغ المؤشر7300 لاتزال في حدودها الدنيا ولم تصل الي سعرها الحقيقي والذي يساوي قيمة الاسهم المالية والتي تتمتع بمراكز مالية جيدة وعليه فان الانخفاضات التي تشهدها البورصة المصرية هو نتيجة ذعر لا اكثر وليس هناك ما يدعو بالقلق بالاوضاع السياسية او الاقتصادية فالاوضاع مستقرة من الناحية المالية و من الناحية الفنية يؤكد عبدالرحمن ان السوق قد استغل مايجري خارجيا من احداث في احداث عمليه تصحيح وهي وان كانت عنيفة الا انها فرصة لاعادة تكوين مراكز مالية جديدة اذا ان السوق وان كان قد كسر الاتجاه الصاعد قصير الاجل الا انه لازال يحتفظ بالاتجاه الصاعد علي المدي المتوسط والطويل وان احتمالية الرجوع الي الاتجاه الصاعد قصير الاجل لن يستغرق اكثر من مطلع الاسبوع القادم. ومن جانبه أكد عوني عبد العزيز رئيس شعبة الأوراق المالية أن البيع أثناء الاحساس بالخوف والذعر ليس خطأ فادحا يجب أن يتجنبه أي مستثمر في البورصة لان البيع في تلك اللحظة يحول الخسائر المؤقتة الي خسائر حقيقية. وأضاف ان الخوف الغريب الذي سيطر علي المستثمرين في البورصة ودفعهم الي البيع كان أولي به الظهور بعد حادث انفجار كنيسة القديسين وليس بعد أحداث تونس وهو ما يؤكد أن التحركات الموجودة في السوق ليست منطقية ويتحكم فيها العواطف. ونصح المستثمر المصري بعدم الانسياق وراء تحركات الأجانب لأن الأجانب لا يتخذون قراراتهم الا بعد دراسة متأنية تجنبهم أي خسائر كما نصحهم بالابتعاد عن أسهم المضاربة والبعد عن الشائعات التي تضر أكثر مما تنفع أي مستثمر.