انتشرت في الآونة الأخيرة بالمناطق السياحية بمدينة الأقصر ظاهرة تسول الأطفال وتعرضهم للسائحين وسرقة حقائبهم وسط غياب تام من مسئولي المحافظة والأجهزة الأمنية مما يهدد حركة السياحة بالمدينة والتي تشهد ركودا حادا بالأساس. ورصدت الأهرام المسائي العشرات من الأطفال الذين يحضرون يوميا من قري حجازة وقوص والعقب بمحافظة قنا, فضلا عن منطقة أبو الجود بالأقصر للتسول وبيع المناديل بالشوارع نتيجة تسربهم من التعليم.. المثير في قصص هؤلاء الأطفال أن معظمهم تدفعهم أسرهم إلي طريق التسول لجمع المال تارة.. أو لإ عالة أسرهم تارة أخري.. رغم أن معظمهم أكد لمراسل الجريدة أنه لايحب هذه المهنة وأنه أجبر علي ترك التعليم مرغما لاحتراف التسول.. قصص وحكايات يرويها الأطفال في هذا التحقيق. صلاح أحمد عبدالله بالصف الرابع الابتدائي من قرية حجازة بمحافظة قنا يروي قصته مع التسول قائلا: أركب القطار في الصباح الباكر وأتوجه به إلي الأقصر لأقوم ببيع المناديل في الشوارع ويضيف اكسب في اليوم25 جنيها اعطيهم لوالدي الذي يعمل في قمائن الطوب ويفجر صلاح مفاجأة بقوله والدي هو يدفعني إلي هذا العمل وترك المدرسة لكي أعول الأسرة في بلدنا.. أما تيسير أحمد محمود بالصف الخامس الابتدائي من قوص بمحافظة قنا فتقول: نحن مجموعة من الأطفال, كلنا من قري متجاورة منذ سنوات وأنا أعمل في هذه المهنة كي أساعد اسرتي واكسب في اليوم30 جنيها, واجد سعادة في اسرتي عندما أعطيهم الفلوس وعن المدرسة قالت أنا منقطعة عن المدرسة بسبب شغلي في التسول, مشيرة إلي انه شاق وتابعت نحن نعمل منذ الصباح حتي المساء ونعود في نفس القطار أو السيارة التي تحملنا إلي قرانا. ويقول علاء خلف الصف الثالث الابتدائي من قرية العقب نعمل لكي نساعد أسرنا, مشيرا إلي أن حصيلة البيع بسيطة حيث تبلغ14 جنيها في اليوم. ويضيف في بعض الأحيان نتعرض للمخاطر جراء التعدي علينا من قبل البلطجية للحصول علي حصيلة اليوم منا, وقال لست سعيدا بهذا العمل ولكن اسرتي تدفعني إليه, انا احب المدرسة واكره العمل في الشوارع ولكن من اجل اسرتي اترك المدرسة واجد نفسي مجبرا علي التسول واغلب الاطفال مكرهة عليه ايضا. آية نصار بالصف الخامس الابتدائي من قوص تقول انها رحلة شاقة وخاصة في عز البرد في الصباح الباكر تلك التي اقطعها بالقطار وتضيف لابد ان نقوم مبكرا حيث ان اسرنا لاتعترف بالتعليم اساسا وأهم شيء عندهم حصيلة المبالغ التي نحصل عليها من التسول وبيع المناديل وتابعت ابي يدفعنا لذلك وهناك بعض الاسر تتخذ من هذا العمل مهنة مربحة واجد كل اطفال قريتي يحضرون معي ونأكل عند بيت احد المحسنين بأحد شوارع الاقصر والعمل والمكسب يرتفع في رمضان وايام المدارس المكسب بسيط واستطردت: نتعرض لمخاطر المطاردة من رجال الشرطة ولكن بنهرب منهم. ويقول حسام عبد الرحيم مدير إحدي الجمعيات الأهلية بالأقصر انتشرت في الآونة الأخيرة بالاقصر ظاهرة خطيرة وهي استغلال الاطفال في التسول في الشوارع والميادين والمناطق الاثرية, مشيرا إلي قيام هؤلاء الاطفال بالتعدي بالسرقة علي السياح, بالاضافة الي أن التسول عمل غير حضاري, لافتا الي حضور مجموعات من الاطفال من قري خارج الاقصر للتسول في الشوارع في ظل عدم وجود رقابة من الاجهزة الامنية. وتابع هناك عصابات تدفعهم للتسول من اجل تحصيل مبالغ مالية في المدن السياحية مما يسئ إلي سمعة مصر وعلي الجهات الامنية تفعيل دور الرقابة والحملات المستمرة علي المتسولين من الاطفال والكبار. ويقول ياسر عبد النبي موظف بالسياحة ان ظاهرة التسول اصبحت منتشرة في ظل صمت رهيب من المسئولين عن الاجهزة الرقابية, مشيرا الي ان اغلب السيدات وطلبة المدارس يتعرضون للنشل والسرقات من المتسولين الذين يتخذونها مهنة في الاقصر, وطالب المحافظ بالتدخل وتفعيل دور الرقابة وخاصة ان هناك اجهزة رقابية لاتعمل رغم شكوي ابناء الاقصر من تفشي ظاهرة التسول بأعداد كبيرة لافتة للنظر. وقال نرصد اطفالا يركضون خلف السياح ويحرمونهم من متعة التجول في شوارع المدينة بحرية. ومن جانبه اعترف دسوقي عباس وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالاقصر بالظاهرة والتي وصفها بالخطيرة وقال خطورتها تنبع من تسرب الاطفال من التعليم ودفعهم للعمل في التسول, مشيرا الي ان هذه الظاهرة ليست بدافع الفقر, فهناك معاشات ورعاية للاطفال في التعليم, ولكن سوء السلوك من بعض الآباء الذين يدفعون اولادهم للتسول.