ثروات سيناء متعددة منها ماهو موجود فوق سطح الأرض, ومنها ماهو في باطنها وبحسب الجيولوجيين بشمال سيناء فإن هناك16 خامة تعدينية لم يستغل منها إلا خامة واحدة, وهي طفلة صناعة الأسمنت, التي أقيم عليها مصنعان فقط أحدثت طفرة كبيرة في المجال الاقتصادي المصري. وبالرغم من أن الاحتياطي العالمي للخامات الست عشرة ينتهي بعد3 ملايين عام فيما لو أقيمت مصانع علي كل خامة فإنها لم تستغل الاستخدام الامثل؟! لتفتح الباب أمام التساؤلات حول المردود الاقتصادي في حالة استغلالها ؟ وماهي معوقات الاستثمار بهذه المنطقة؟!. يقول اللواء نصر الله محمد نصر الله رئيس مركز ومدينة نخل بوسط سيناء إن الصورة بمنطقة وسط سيناء ليست بالظلام الذي يصوره البعض فهي في طريقها إلي التنمية الحقيقية, وتابع: لدينا العديد من المقومات, والأكثر من ذلك, قيام رئيس الجمهورية باعتماد10 مليارات جنيه لتنمية سيناء سيكون لمنطقة الوسط النصيب الأكبر منها. وأشار نصر الله إلي تمتع منطقة وسط سيناء بالعديد من الخامات الصناعية تتمثل في الرخام, وطفلة الاسمنت, التي أقيم علي إنتاجها مصنعان, ونحتاج إلي المزيد بالإضافة إلي الرمال والتي تصل درجة النقاء فيها إلي أكثر من99.9%, وهي للأسف تصدر بصورتها الخام للخارج, ونستوردها مرة أخري مصنعة. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور نسيم البلك في الوقت الذي نشكو فيه من الأزمات الاقتصادية المتتالية فإن سيناء تفتح لنا ذراعيها لاستثمار كنوزها المدونة تحت أرضها, ويطالب بتذليل جميع المعوقات التي تحول دون الاستغلال الأمثل لتلك الكنوز التي يمكن ان تدفع بنا الي مقدمة الدول المنتجة لخامات البناء والتشييد الراقية وبصفة خاصة الرخام الذي يماثل أفضل الأنواع العالمية. ويوضح محمد حسن مهندس وأحد مستثمري الرخام بسيناء أنه يوجد13 نوعا من أفضل أنواع الرخام بثلاث مناطق بسيناء أولاها جبل يلق بالحسنة وسط سيناء بكميات كبيرة, وبها40 محجرا وثانيتها منطقة المغارة وبها رخام الجولدن والبريشيا وبها25 محجرا ثم منطقة الجفافة, ويتم استخراج رخام الدمية منها ويتوافر بها نحو60 محجرا من أفضل أنواع الرخام, ولكن نسبة الاستغلال للرخام لا تتعدي5% من الكميات الموجودة بجبال وسط سيناء, لافتا إلي ضرورة توفير المقومات التي تساعد علي الاستغلال الأمثل للمادة الخام( الرخام) ومن هذه المقومات, توفير البنية الاساسية المتمثلة في الطرق المؤدية لهذه المحاجر. ويطالب الدكتور وهبي ايوب رئيس جهاز التنيمة والاستثمار الأسبق بسيناء بضرورة إنشاء منطقة صناعية خاصة لإنتاج وتصنيع وتصدير الرخام بمنطقة الحسنة بوسط سيناء بما يفتح المجال للاستثمار الجيد للرخام وبما يسهم في زيادة الدخل القومي لسيناء ولمصر.وأكد ان نوعيات الرخام المستخرجة من جبال سيناء خاصة الفتلو الذي يماثل الفتلو الايطالي ويسمي فتلو الحسنة لوجوده بمنطقة الحسنة والذي يتميز باللون الفاتح ذي السلسلة من أكاسيد الحديد والخام يماثل المستورد في قوة تحمله وقابليته للنشر والصقل ومقاومته التآكل وصلاحيته للأعمال الصعبة ويقدر الاحتياطي من الفتلو ب2.5 مليون متر مكعب ويقدر العمر الافتراضي لمحجر الرخام بما لايقل عن مائتي عام بطاقة انتاجية2500 م3 في السنة حسب تقديرات إحدي دراسات الجدوي, وأشار إلي ضرورة مد صلاحية التصاريح الصادرة من إدارة المحاجر من عام إلي عشرة أعوام للمستثمرين الجادين لاستخراج الرخام بجميع انواعه لافتا إلي أن المستثمر يعاني بشدة بسبب الحصول علي تصريح كل سنة من إدارة المحاجر لإتاحة الفرصة أمام إدارة المحجر لتحقيق أعلي عائد مادي. أما خام الرمال الزجاجية الموجودة بسيناء, فقد كان لقرار رئيس الجمهورية بمنع تصدير الخامات دون تصنيعها, والتي طالما تناولها الاهرام المسائي علي صفحاتها أثر طبيب في نفوس أبناء سيناء, حيث إن الرمال التي ارتوت بدماء الشهداء في سيناء هي كنز حقيقي أغلي من الذهب يجب المحافظة عليه, وعدم التفريط فيه سواء بالبيع أو بأي طريقة أخري, لكن الحقيقة أن قضية بيع رمال سيناء أخطر من بيع أراضيها, خاصة أنها تباع دون أي دراسة أو وعي, فقد لفت الانتباه نزوح العديد من سيارات النقل الكبيرة علي مدي24 ساعة إلي ميناء العريش البحري وهي تحمل رمال سيناء البيضاء لبيعها لجميع دول العالم, ومما يثير الدهشة أيضا أن المسئولين علي علم تام بما يحدث, ونحن ندق ناقوس الخطر قبل أن تضيع ثرواتنا وتنقل رمالنا إلي بلاد أخري تقوم باستغلالها وتصنيعها ثم نقوم نحن باستيرادها مرة أخري في صورة مصنعة كالزجاج والبلور بعشرات الأضعاف من السعر. سألنا أحد المصدرين فقال إن الدول التي تستورد رمال الزجاج هي تركيا وإيطاليا واليونان, وحول القيمة التي يتم تصديرها فإنها تبلغ22 دولارا للطن وبسؤال اللواء عبدالفتاح حرور محافظ شمال سيناء عن الاحتياطي الموجود من هذه الرمال قال تبلغ27 مليون طن بمناطق جبل يلق والمنشرح والحلال, وبحسبة بسيطة فإن تصدير هذا الاحتياطي إلي الدول الأخري سيعود علي مصر بالنفع بمبلغ لا يتجاوز نصف المليار دولار بقليل بما يعادل3 مليارات جنيه مصري, وتنفد رمالنا بالكامل ثم نعود ونستوردها بصورتها المصنعة من تلك الدول بمبالغ تتجاوز100 مليار دولار وبما يعادل800 مليار جنيه مصري. هذه هي الحقيقة التي نضعها أمام رئيس الجمهورية لوقف هذه المهزلة التي تعد أخطر من تملك الأجانب لأراضي سيناء. فيما تمثل القضية الثالثة من خامات سيناء هو منجم فحم المغارة, والذي كان يعمل بصورة كبيرة ويصدر منه كميات كبيرة من الفحم من ميناء العريش البحري وفجأة توقف هذا المنجم تماما عن العمل دون معرفة الأسباب حتي الآن وتشريد مئات العمال وإهدار ثروات المنجم بالكامل.