من الله علي الحاج احمد بالخير الكثير فقد حظي الرجل بنعمة المال والبنين فهو يعيش في رغد وينعم بذرية صالحة اكتملت بها سعادته في الدنيا, فضلا عن سمعته الطيبة, و رغم انه رجل مقتدر إلا أن المال لم يشغله عن عبادة خالقه والتقرب إليه في السراء والضراء ولم ينسق وراء ملذات الدنيا الفانية فهذه طبيعته منذ ريعان شبابه حتي قارب الستين عاما من عمره, ومع مرور الأيام ازداد تقربه من الله لعله يكون من الفائزين بالحسني في الدنيا و الآخرة. اعتاد الحاج احمد أداء الصلوات الخمس في المسجد فهو يستيقظ قبل أذان الفجر حتي يدرك الصلاة في موعدها ويواظب علي ذلك يوميا حتي في ليالي الشتاء الباردة والمطر الشديد لا يثنيه شيء عن أداء الصلاة في المسجد. وقبل أذان الفجر استيقظ الحاج احمد وتوضأ وارتدي ملابسه متوجها إلي المسجد القريب من مسكنه ولكن كانت هناك مفاجأة لم يتوقعها ولم يخطر علي باله أن يحدث ذلك معه لقد كانت تتربص به فئة ضالة مكونة من4 شباب من سكان المنطقة التي يقطنها بعد أن هداهم تفكيرهم الشيطاني إلي اختطافه وطلب فدية من أهله يتم تقسيمها بينهم, وتم تحديد موعد التنفيذ وهو عقب خروجه من منزله لأداء صلاة الفجر في غفلة من الناس. وضع الشياطين الأربعة الخطة التي تمثلت في تجهيز توك توك ينتظرهم أمام منزل المجني عليه ويقوم أحدهم بإلقاء غطاء علي رأسه وضربه بشدة حتي يفقد وعيه ثم يتم نقله ب التوك توك إلي منزل احدهم وطلب الفدية من أهله. ولكن الله كان لهم بالمرصاد لينقذ هذا الرجل الطيب من براثن هؤلاء الشياطين فبمجرد خروج الرجل من مسكنه هاجمه المتربصون به فأخذ يقاومهم حتي أرسل الله له طوق النجاة ابنه محمود الذي خرج مسرعا لأداء صلاة الفجر وكأن والده في حراسة الملائكة ففوجئ بالبلطجية يعتدون علي والده فأسرع تجاههم لنجدته والذود عنه وبمجرد رؤيتهم له أسرعوا بالفرار من موقع الحادث باستخدام التوك توك و هرول محمود خلفهم ولكن لم يستطع اللحاق بهم. و اصطحب محمود والده إلي داخل مسكنهم وهو في حالة ذهول لقد كان قاب قوسين أو ادني من الاختطاف أو القتل فهو لا يدري ما كان ينويه هؤلاء المجرمون فعله. طلب الحاج احمد من ابنه التكتم علي الخبر وعدم إذاعته خوفا من انتقام الجناة إلا أن عين الشرطة لا تنام فتم التعرف علي الجناة والقبض عليهم وأخطرت النيابة وباشرت التحقيق. كانت معلومات قد وردت إلي اللواء إبراهيم صابر مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج تفيد تعرض أحمد59 سنة رجل أعمال بطما لمحاولة اختطاف وذلك بقصد احتجازه وطلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحه إلا أنها باءت بالفشل. باستدعاء المذكور أكد صحة الواقعة وأضاف أنه أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر فوجئ ب توك توك يستقله4 مجهولين حاولوا التعدي عليه بالضرب واصطحابه داخل التوك توك عنوة لولا خروج نجله محمود30 سنة تاجر مواد بناء الذي تدخل فور رؤيته للمتهمين وأنه لم يعلم هويتهم وأنه خشي الحضور للإبلاغ عن الواقعة في حينه خوفا من انتقامهم. تم تشكيل فريق بحث ضم الرائد احمد خلف رئيس مباحث المركز والنقيبين محمد حمدي ومحمد النبوي معاوني المباحث والعقيد عمر خطاب رئيس فرع البحث للشمال بإشراف العميد اسعد الذكير مدير إدارة البحث لكشف مرتكبي الواقعة, ودلت التحريات أن وراء الواقعة تشكيلا عصابيا ضم كل من محمود20 سنة وطه18 سنة ومحمد22 سنة وأحمد25 سنة وجميعهم يقيمون في مدينة طما. تم استهداف المتهمين و ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة, وأضاف المتهم الأول أنه قام برصد الضحية لمركزه المالي بقصد حجزه بأحد الأماكن المعدة لذلك بمعرفة المتهم الثاني بمدينة طما مقابل الحصول علي مبلغ مالي يتقاسمونه فيما بينهم واستخدموا في ذلك دراجة نارية قيادة المتهم الرابع تم ضبطها والتحفظ عليها وعثر بحوزة الأول علي فرد روسي صناعة محلية و5 طلقات حية. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.