وضع منتخبنا الوطني للناشئين تحت17 سنة لكرة القدم نفسه في مأزق حقيقي في نهائيات بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا في رواندا, بعد الخسارة غير المتوقعة أمام منتخب رواندا, في المباراة التي جمعت الفريقين أمس علي استاد كيجالي المغطي بالنجيل الصناعي, في الجولة الثانية للمجموعة الأولي بهدف مقابل لا شيء, وتضمن رواندا التأهل لنهائيات مونديال المكسيك في يوليو المقبل كأول الفرق الأربعة عن القارة الافريقية, في حين ينتظر منتخبنا الفرصة الأخيرة في المجموعة في لقاء بوركينافاسو بعد غد الجمعة علي ملعب كيجالي نفسه. وقدم منتخبنا مباراة سيئة من كل الوجوه, علي المستوي الفردي وعلي الجانب الجماعي, ولم يظهر بالشكل الذي أدي به لقاء السنغال في الجولة الأولي, لتضمن رواندا المركز الأول برصيد6 نقاط من مباراتين, ولمصر ثلاث نقاط وتأتي في المركز الثالث في المجموعة بعد صعود بوركينافاسو للمركز الثاني بعد الفوز أمس علي السنغال في الملعب نفسه والمجموعة3/2, ولم يعد لمصر سوي فرصة واحدة في الجولة الأخيرة أمام بوركينافاسو وهو الفوز فقط, لأن التعادل يصب في مصلحة الفريق البوركيني لتفوقه في نسبة الأهداف4/4 مقابل2/2 لمصر, وتتأهل رواندا لأول مرة في تاريخها لأي بطولة في كأس العالم علي جميع المستويات, كما أنها المرة الأولي التي تحقق فيها فوزا علي مصر في جميع المستويات, ولذلك كانت الفرحة كبيرة للروانديين بعد المباراة التي شهدها جمهور لا يتجاوز خمسة آلاف متفرج. نعود للمباراة التي استحق فيها منتخبنا الخسارة, الجهاز الفني لعب بنفس التشكيل الذي لعب به أمام السنغال وحقق الفوز1/2, وهم حسن إبراهيم في حراسة المرمي وأمامه في الدفاع كل من إسلام صابر وأحمد ثروت وكريم يحيي وإسلام إبراهيم, وفي الوسط محمود عبد المنعم وطارق عبد الجيد وسعد جمال ومحمود وحيد وفي الهجوم أحمد إبراهيم وناد ر علي, كما أن اللاعبين تدربوا جيدا علي التكتيك المطلوب في اللقاء وهو الضغط علي المنافس من وسط الملعب والاعتماد علي المرتدات السريعة عن طريق محمود وحيد في الشمال ومحمود عبد المنعم في اليمين, بمساعدة ظهيري الجانب إسلام صابر وإسلام إبراهيم, ويبدو أن الفرنسي ريتشارد تاردي المدير الفني لرواندا درس منتخب مصر جيدا وتحركات لاعبيه, فاعتمد علي الحماس واللعب برقاية لصيقة وعدم السماح للاعبي مصر بالتسلم في مساحات لفارق المهارة واعتمد في الوقت نفسه علي الكرات الثابتة وتفوق فوستين المدافع في هذه اللعبة والتي سجل منها في لقاء الافتتاح أمام بوركينافاسو, وبالفعل سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة العاشرة من خطأ لحارس المرمي حسن إبراهيم الذي لم يحسن تقدير الكرة فلعبها فوستين داخل المرمي, وسط حماس جماهيري منقطع النظير, ويستفيد المنتخب الرواندي من عاملي الأرض والجمهور وبدأت خطورة الفريق الرواندي مبكرا من ناحية اليمين, ويرد محمود وحيد بتسديدة وأخري لمحمود عبد المنعم, ويشكل الفريق الرواندي خطورة من الجبهة اليسري عن طريق سلستين وتابنجورا ويحصل محمود وحيد علي إنذار مجاني من الحكم بدون وجه حق, ويسدد محمود وحيد في الدقيقة الثامنة ضربة حرة مباشرة فوق العارضة مباشرة, ويسجل فوستين هدفا برأسه من لعبة يتميز بها الفريق الرواندي وتدرب عليها حارس مرمي مصر وتم التحذير منها للمدافعين, وزاد الهدف رواندا إصرارا في الملعب, ويضغط منتخب مصر وتلوح فرصة لنادر علي ولكنه يسدد في المدافعين,, وتكثر الكرات المقطوعة من لاعبي مصر وخاصة في الثلث الأخير من الملعب لعدم وجود تعاون أو بالأحري عدم وجود تقارب بين المهاجمين ولاعبي الوسط, رغم دقة تمريرات طارق عبد الجيد إلا أنه كان بطيئا في أوقات كثيرة,, ويتدخل كريم يحيي في الوقت المناسب وينقذ فرصة انفراد من أندريه باتريا, وكاد محمود عبد المنعم يسجل من انفراد في الدقيقة26, ولكنه لم يسدد بقوة وحاول أن يلعبها بشكل جمالي, ومن خطأ لكريم يحيي ينفرد تابنجورا ولم ينجح في التسجيل ويحصل سعد جمال علي إنذار. وفي الشوط الثاني لم يتغير الوضع كثيرا ويبدو أنه لم يكن يوم منتخب مصر, ويهاج المنتخب الرواندي بخطورة من اليمين ومن اليسار, ويطلب محمد عمر المدير الفني لمصر التغيير الأول بنزول معتز صلاح في وسط الملعب وسحب إسلام إبراهيم المدافع الأيسر ويعود محمود مكانه, ثم يخرج طارق عبد الجيد ويلعب محمد عادل, ثم تغيير هجومي ثالث بدخول أدهم ياسر بدلا من أحمد إبراهيم, ويلعب محمد عمر بخمسة مهاجمين, خاصة بعد طرد مدافع ايريك ناسبنونا لحصوله علي الإنذار الثاني, ولكن حماس لاعبي رواندا واقتراب حلم التأهل لأول مرة في التاريخ لمونديال الناشئين, كان دافعا لهم للقتال علي كل كرة, مدعمين بدوي أصوات من الجمهور المتحمس هو الآخر, لتنتهي المباراة وسط فرحة غير مسبوقة في رواندا لأول انجاز علي مستوي كرة القدم, وعبرت الجماعير عن فرحتها بعد المباراة بالهتافات والغناء, وعبر لاعبو رواندا وجهازهم الفني بالرقص في وسط الملعب, في حين خرج لاعبو مصر في حالة حزن شديد, وقناعة بأنهم لم يقدموا ما هو مطلوب منهم في هذه المباراة, وأدار المباراة الحكم النيجيري كاوما سالمون, وكان جيدا باستثناء الإسراف في الإنذارات.