قال الناقد الكبير ربيع مفتاح إن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي لم يكن شاعرا عاديا وإنما هو ضمير وطن وتاريخ من العطاء الشعري والفكري المتجدد, وله بصمة خاصة في كل ما يكتب. وأشار إلي أن البسطاء كانوا يتذوقون كلماته وأغنياته, هو الذي بدأ من قنا التي أنجبت أمل دنقل ويحيي الطاهر عبد الله والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكأنها رمز الكلمة الشاعرة والنغمة المتفردة والتلاوة الجميلة. قال الشاعر سعيد شحاتة, ماذا لو رحل الأستاذ؟ سؤال طرح نفسه علي أجيال كثيرة ومتعاقبة ولم يجد أي منا رده المناسب في مخيلته, وبمنتهي البساطة والعفوية يجيب الأستاذ نفسه علي هذا التساؤل عندما ينسحب من المشهد ويسدل ستاره عليه, هذا ما فعله الخال معنا الآن, أجاب علي تساؤلنا ببساطته المعهودة ورقته المفرطة. وأضاف رحل الأبنودي وترك جبالا من الشعر وأنهارا من السلسبيل, رحل وكلنا يقين أنه كان يعشق الحياة لأنه يعشق مصر, ولكن مصر لم تتمكن من الإمساك بعشيقها, القدر أقوي وسهم النهاية أسرع من رد فعلها.