لا شك أن قصف السعودية لمواقع الحوثيين باليمن بدعم مصري فيما يعرف ب عاصفة الحزم جاء في الوقت المناسب خاصة ان تقدم الحوثيين اخيرا باليمن كان يلقي بظلال قاتمة ليس علي الأمن القومي اليمني أو المصري أو السعودي فحسب ولكن علي الأمن القومي العربي ككل خاصة بعدما أكدت مصادر عسكرية يمنية أخيرا أن تقدم الحوثيين في اليمن هو جزء من محاولة ايرانية للسيطرة علي مضيق باب المندب الاستراتيجي قبالة الساحل اليمني خاصة عقب الهجوم الأخير الذي شنه الحوثيين جنوبي مدينة الحديدة علي مقربة من الممر المائي الاستراتيجي. وكما أكد متحدثون عسكريون سابقون باليمن فإن مضيق باب المندب لا يتعلق فقط بأمن اليمن ولكن بأمن المنطقة بأسرها, مؤكدين ان ايران تعمل من خلال الحوثيين, علي محاولة السيطرة علي المضيق, وذلك بالإضافة إلي السيطرة الإيرانية علي مضيق هرمز, ومن شأن هذه المساعي الايرانية ان تحقق لطهران ميزة السيطرة البحرية الاستراتيجية علي الممرات المائية المحيطة بشبه الجزيرة العربية. ويعد مضيق باب المندب ممرا بين القرن الافريقي والشرق الأوسط, وهو الصلة الاستراتيجية بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي, حيث يقع بين اليمن وجيبوتي, وإريتريا, ويربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب, كما ان معظم صادرات الخليج العربي التي تعبر قناة السويس تمر عبر باب المندب. كما ان ما يقدر بنحو38 مليون برميل/ يوميا من البترول الخام والمنتجات البترولية المكررة تدفقت من خلال هذا الممر المائي في عام2013 نحو أوروبا, والولايات المتحدة, وآسيا, بزيادة من2.9 مليون برميل/ يوميا في عام2009, كما أن إغلاق باب المندب يمكن أن يمنع ناقلات البترول من الخليج العربي من الوصول إلي قناة السويس, وأن باب المندب بالنسبة لايران كان صفقة مضمونة تهدد تدفق البترول من الخليج العربي إلي الغرب, وربما يفسر ذلك جهود البحرية الايرانية لمكافحة القرصنة أسطول الحرية في وحول البحر الأحمر, وعادة ما تتألف من شبه فرقاطة وسفينة غالبا ما يشار إليها من قبل الإيرانيين علي انها حاملة طائرات هليكوبتر. وبينما تتمتع ايران حاليا بأسلحة متطورة نسبيا فإنها من الممكن ان تستخدم الألغام البحرية والصواريخ للسيطرة علي المضيق الاستراتيجي بينما نجد ان القوات البحرية اليمنية هي في معظمها مسلحة تسليحا خفيفا نسبيا للقيام بمجرد دوريات علي الساحل مما استدعي التدخل العربي لوقف هذا المخطط الايراني. ووفقا للاحصاءات الحديثة فإن بلدان غرب افريقيا فقدت ما يقرب من أكثر من مليار دولار من عائدات النفط بسبب القرصنة, ولكن سعي الحوثيين للسيطرة علي باب المندب بدعم ايراني كان يهدد ممرات استراتيجية عالمية للبترول من الدول العربية عبر العالم بما كان سيؤثر علي اقتصاديات هذه الدول وعلي الاقتصاد العالمي ولذا كان التحرك العربي لوقف السعي الايراني للسيطرة علي المضيق العربي الاستراتيجي مسألة حياة أو موت, حيث كان يهدد بكارثة علي مستوي الامن القومي العربي ككل.