سياسات الشارع, واحد من التعبيرات الشديدة الخطورة, التي تتعلق بقضية لم يجد أحد في نفسه القدرة علي تجاهلها, لأنه إذا لم يهتم بها, سوف تهتم هي به, فالشارع يعبر عن تيارات واسعة من البشر لديهم اهتمامات واحتياجات, ويبدون الآراء في كل شيء يحيط بهم, وهو أمر طبيعي لكن ماليس طبيعيا هو أن الشارع قد يتأثر بشدة بتيارات ذات طابع قومي متطرف أو ديني متطرف أو يساري متطرف تري ماتعتبر أنها' الحقائق' وتعبر عنها بصورة حادة, أكثر مما يمكن أن يحتمل الواقع, في مواجهة تيارات أخري تحاول أن تتعامل مع مجالات الحياة المختلفة, بطرق واقعية, تحتمل الكثير من ال' لكن' و ال' لو', وغيرها من عبارات الاستدراك والاحتمال, التي قد لايجدها الشارع مريحة, وبالتالي توجد مشكلة في التعامل معه. هناك تعبير أكثر تحديدا, ففي وسط الشارع يوجد الرأي العام, وهو مختلف قليلا, فالتعبير يشير إلي تيار ما يعبر عن اتجاه عام مسيطر إلي حد كبير, وله ملامح محددة, ويمكن قياسه أيضا, كما يمكن قياس تطوراته وتغيراته, ومقارنته بتوجهات سائدة لدي جماعة أخري مماثلة, لكن علي الرغم من ثبات اتجاهات الرأي العام نسبيا, فإن له أيضا تقلباته, التي قد تكون شديدة الشطط, إلا أنه يمكن فهمها, وهناك من يعتقدون أنه يمكن حتي صناعة أو توجيه الرأي العام, وهو مايحدث في كثير من الأحيان, فبعيدا عن التوجهات السائدة تجاه مشكلات بديهية, توجد عملية جارية لصناعة الرأي العام. لكن كل ماهو موجود في الشارع, لايقارن علي الإطلاق بما هو موجود علي شبكة المعلومات الدولية, من مواقع فردية, أو تعليقات شخصية, فعادة مايحرص أي شخص يعبر عن نفسه في' شارع' علي أن يقدم بعض الدلائل, أو أن يحترم نفسه, أو ألايبدو علي الأقل وكأنه مجنون, لكن التيار السائد في الشارع الإليكتروني داخل الشاشات, لايبقي ولايذر, ويقدم أحيانا أسوأ مافي البشر, فالشخص يجلس في بيته, وراء اسم مستعار, ويبدأ في إطلاق القذائف, وكأنه مصاب بمرض, لذا تأتي التعليقات في كثير من الأحيان شديدة العبثية, ولاتحمل أكثر من' شتائم' حادة, علي الرغم مما يفترض من أن جمهور الشوارع الإليكترونية أكثر تطورا, لأنه يمكنه الدخول إلي هناك, لذا يقال عن' الاستطلاعات الإليكترونية', إنها تعبير عن رأي أصحابها, وليست استطلاعات حقيقية. [email protected]